تفسير رؤية الديك في المنام لابن سيرين والنابلسي بالتفصيل

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن للديك عدة تأويلات.

يشير ابن سيرين إلى أن الديك يدل على رجل ذي همة عالية وصوت يشبه صوت المؤذن. ويرى أن الديك قد يمثل السلطان الذي لا يملك استقلاله الكامل، نظراً لكونه طائراً داجناً لا يطير، مما يشبه حال المملوك. ويذهب إلى أن أصل تأويل الديك هو عبد أعجمي مملوك أو من نسل المملوكين. ويوضح أن الديك قد يدل أيضاً على رجل شجاع ومحارب، يتمتع بأخلاق سيئة ولكنه يتحدث بكلام حسن لا فائدة منه، ويؤكد أن الديك في كل الأحوال إما مملوك أو من سلالة مملوك.

ويستند في أحد هذه التأويلات إلى قصة نبي الله نوح عليه السلام، الذي أدخل الديك والبدرج إلى السفينة، وجعل الديك رهينة، فلما لم يعد، أصبح الديك مملوكاً.

ومن تفسيرات ابن سيرين الخاصة، يفيد أن من رأى أنه ذبح ديكا، فإن ذلك يدل على أنه لا يستجيب لأذان المؤذن. كما يذكر أن بعض المفسرين يرون أن من رأى نفسه قد تحول إلى ديك، فإنه سيموت قريباً. أما الديوك الصغيرة، فإنها تدل على مماليك أو على صبيان أولاد مماليك.

ويورد الكتاب قصة لرجل رأى ديكا كبيراً صاح عند باب بيته، فقص رؤياه على أبي عون، الذي عرضها على ابن سيرين. فقد أخبر ابن سيرين الرجل أنه سيموت بعد أربعة وثلاثين يوماً، وكان قد تورط في أمور شر، فتاب إلى الله، ومات فجأة كما قال ابن سيرين، حيث استخرج ابن سيرين هذا التوقيت من حساب الجمل.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، فإن للديك في المنام دلالات متعددة. يوضح النابلسي أن الديك يمثل رب الدار، كما أن الدجاجة تمثل ربة الدار، وقد يدل الديك أيضًا على العبد . ويرى أن رؤية الشخص نفسه يتحول إلى ديك تعني أنه سيصبح مملوكًا أو مؤذنًا عالمًا بأوقات الصلاة .

كما يفيد النابلسي أن الديك يدل على المؤذن، أو الخطيب، أو القارئ المطرب . وقد يرمز إلى الرجل الذي يأمر بالمعروف ولا يأتيه، لأنه يذكر بالصلاة ولا يصلي . وربما دل الديك على الرجل كثير النكاح، أو صاحب الدلال والعياط المفرط، أو الحارس . ويشير المؤلف إلى أنه قد يدل على الرجل الكريم المؤثر على نفسه، أو القانع بما يجده، أو الشخص ناقص الحظ، أو من يعيل أسرة، أو من يقع في الشدائد بكثرة . ويرى النابلسي أن الديك يدل بشكل عام على المجموع .

ويبين عبد الغني النابلسي أنه إذا رأى شخص ديكًا يدخل منزله ويلتقط حبات الشعير، فإن ذلك يعني أن المؤذن سيسرق له شيئًا . كما يذكر أن الديك يدل على رجل ذي همة عالية وصوت حسن . أما الديوك الصغيرة، فهي تشير إلى مماليك صغار، أو صبيان، أو أولاد .

ويورد المؤلف أن من ملك ديكًا، رزق ولداً ذكرًا، أو اشترى مملوكًا أو دارًا، أو تحسنت معيشته، أو عاد إليه غائب بخبر سار . وقد يكون الديك دالاً على خطيب، أو سمسار، أو منادٍ، أو مؤذن، أو حارس . وينبه النابلسي إلى أنه إذا نقر الديك شخصًا أو أزعجه بصوته، فإن ذلك يعني حصول نكد للرائي ممن ذكر من هذه الفئات .

ويفرق عبد الغني النابلسي بين أنواع الديوك؛ فمن أصاب ديكًا أحمر، فإنه يستفيد عبدًا آبقًا خبيثًا . أما إذا كان الديك أبيض أفرق، فهو مؤذن .

ويشير النابلسي إلى أن من رأى أنه يقاتل ديكًا، فهو ينازع رجلاً أعجميًا، فإذا أصابه من الديك مكروه، فسيصيبه مثل ذلك من الرجل الأعجمي بقدر ما أصابه من الديك .

كما يذهب إلى أن من رأى أنه صار ديكًا، فقد يموت وشيكًا . ومن رأى الديك في المنام، فقد يزداد حكمة أو يلاقي العلماء وينتفع بهم . ويرى أن من وهب فرخة ديك، فقد يولد له غلام مملوك . ويشير إلى أن البعض يرى أن الديك قد يكون رجلاً محاربًا من نسل المماليك، أو رجلاً ذا أخلاق رديئة يتكلم بما لا ينفع، أو غلامًا ودودًا . ومن أخذ ديكًا، فهو إصلاح فيما بينه وبين رجل . ومن رأى أنه ذبح ديكًا، فقد لا يستجيب للمؤذن .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: أعتذر لِقِصَر السؤال، فلا أستطيع الجزم بتعبير دقيق دون معرفة حال الرائي وتفاصيل المشهد. على الجملة، يدل الديك في المنام على ربّ الدار، أو المؤذّن والخطيب، أو رجلٍ صاحب همة وصوت وتأثير، وقد يحمل دلالات على الخادم أو المملوك وأبناء الخدم، وتختلف البشارة أو التحذير بحسب فعل الديك وهيئته وتصرّف الرائي معه. تحليل الرمز والمعاني المحتملة:

• تحديد الرموز:
  • الديك ذاته: في التراث التعبيري يدل على ربّ الدار، أو المؤذن والخطيب والقارئ، وقد يدل على الحارس، أو الرجل الذي يأمر بالمعروف ولا يأتيه، كما قد يدل على عبدٍ أو من نسل المماليك. وامتلاك الديك قد يعبَّر بولدٍ ذكر أو خادم أو تحسن في المعيشة أو خبرٍ سار من غائب. وصياحه قد يعبّر عن تنبيهٍ أو دعوةٍ وانتباه. والديوك الصغار تُحمل على المماليك الصغار أو الصبيان والأولاد.
  • فعل الديك أو فعل الرائي:
    • ذبح الديك: علامة على ترك إجابة النداء أو التقصير في الاستجابة للأذان عند بعض المعبّرين.
    • تحوّل الرائي إلى ديك: قد يدل على رقٍّ أو أن يصير مؤذناً عارفاً بالأوقات، وقال آخرون: يموت وشيكاً، فيُنظر للقرائن وحال الرائي فيُقدَّم وجه الخير ما أمكن.
    • نقر الديك للرائي أو مقاتلته: منازعة رجلٍ أعجمي، ويصيبه من الأذى بقدر ما أصابه من الديك. وقد نُقل عن عمر رضي الله عنه أن نقر الديك فُسِّر بقتل رجلٍ من العجم، وهذه أمثلة تُستأنس بها ولا يُقطع بها دون قرائنٍ ظاهرة.
    • دخول الديك المنزل والتقاطه الحبوب: يُحذّر من خيانة مؤذّنٍ أو منادٍ بسرقةٍ أو نحوها، وفق بعض ما ذكره النابلسي.
    • لون الديك: الأحمر قد يُعبّر عن خادمٍ آبقٍ خبيث، والأبيض الأفرق أقرب لدلالة المؤذّن، عند من فرّق بالألوان.
• الربط بالموروث العربي والإسلامي:
  • لم يرد للديك نصّ قرآني خاص بمعناه الرمزي في المنام، وإنما يُستند هنا إلى أقوال المعبّرين المعتبرين كابن سيرين والنابلسي. فقد جعل ابن سيرين أصل تأويل الديك: عبدٌ مملوكٌ أعجمي أو من نسل المماليك، وذكر أنه رجلٌ جلدٌ محارب صاحب صوت، لكنه داجنٌ لا يطير، فشبّهه بالمملوك، ونبّه إلى كراهة ذبحه من جهة ترك إجابة المؤذن، كما نبّه إلى أن صغاره مماليك أو صبيان أولاد مماليك.
  • ووسّع النابلسي دلالاته فجعل الديك ربّ الدار، وقد يدل على المؤذن والخطيب والقارئ والحارس، أو رجلٍ يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وعلى المملوك والصبيان، وعلى خبرٍ سار بقدوم غائب إذا مُلك، وعلى نزاعٍ مع رجلٍ أعجمي عند مقاتلته، ونبّه إلى معاني الذبح والتحوّل واللون كما سلف.
• التأويل النفسي والحياتي:
  • الديك رمزٌ للإيقاظ والتنبيه والانضباط؛ فظهوره قد يشير لحاجة الرائي إلى يقظةٍ روحية أو عملية، وإلى استعمال صوته وتأثيره بحكمة.
  • إن كان الرائي ذا مسؤولية أسرية، فقد يذكّره الديك بواجب القيادة والرعاية.
  • إن كان في حياته ترددٌ في الاستجابة لنداءات الخير أو التقصير في الصلاة، فقد يكون ظهور الديك تنبيهاً رقيقاً لتدارك ذلك.
  • أما إن ظهر الديك مهاجماً أو نافخاً لصوته على نحوٍ مزعج، فقد يعكس خصومةً أو احتكاكاً مع شخصٍ صلب الطبع من خارج بيئة الرائي، أو يعكس أسلوب تواصلٍ حاد يحتاج إلى تهذيب.

نصيحة عملية:

• إن أردت تعبيراً أدق، فاذكر: حالك الديني والنفسي، وسياق الرؤيا (وقت، مكان، وجود أشخاص معروفين)، وفعل الديك ولونه وهيئته، وما فعلته معه؛ فهذه القرائن تغيّر الحكم كثيراً.
• على أي حال، الزم الدعاء وحفظ الأذكار، وحافظ على الصلاة، وقدّم وجوه الخير في تأويلك، فالتعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 444-445.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 445-446.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).

بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.