تفسير رؤية التوراة في المنام: دلالات العلم والهداية
اكتشف أهم معاني رؤية التوراة في المنام عند النابلسي: علم وهداية، لقاء الغائب ووجود الضائع، وربما تحذير من الأهواء، وزواج للأعزب وكثرة أسفار وبشارة ببنت للحامل.
تفسير محمد بن سيرين
لم يذكر محمد بن سيرين تفسيراً مباشراً لمصطلح "التوراة" في الأجزاء المتوفرة من كتاب "تفسير الأحلام الكبير". تم البحث في النصوص المقدمة عن أي ذكر لهذا المصطلح أو تأويل له، ولكن لم يتم العثور على تفسير خاص به.
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية التوراة في المنام قد تشير إلى ابتداع الرائي فيما يعلمه أو ميله إلى مذهب أهل الأهواء .
ويفيد النابلسي أن رؤيتها قد تدل على الاجتماع بشخص غائب أو العثور على شيء مفقود . كما يشير إلى أنها قد تعني كثرة أسفار الرائي نظراً لكون التوراة ذات أسفار . ويرى المؤلف أن رؤيتها قد تدل على الزواج من امرأة بلا ولي، أو معاشرة شخص يفسد دينه .
ويوضح النابلسي أنه إذا كانت زوجته حاملاً ورأى التوراة في يده، فإنها ستلد بنتاً، وذلك لأن اسم التوراة مؤنث . وذهب النابلسي إلى أنه في حال كانت الزوجة حاملاً، فقد تنجب ولداً فيه شبهة، وينطبق حكم مشابه على الكتب الأخرى . وذكر أن الرائي الأعزب قد يتزوج من امرأة من غير ملته .
وبين أن رؤية الكتب والصحف بخلاف القرآن الكريم تدل على العز لأهل الأمر . ومن قوله، فإن رؤية التوراة والإنجيل معاً قد تعني رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام . وأفاد أن رؤيتهما قد تدل أيضاً على الخياطة، أو نقض العهد، أو الأخذ بالرخص الشرعية . كما يذهب إلى أن التوراة في المنام تدل على الحكمة والعلم والهداية .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: على الغالب، رؤية التوراة في المنام تُبشِّر بالعلم والحكمة والهداية، وقد تُشير إلى لقاء غائب أو العثور على ضائع. وقد تحمل تحذيراً من الميل إلى أهل الأهواء أو تتبّع الرُّخَص إن كانت القراءة بغير معرفة. وتتنوّع الدلالات بحسب حال الرائي: للأعزب قد تدل على زواج من غير ملّته، ولصاحب السفر على كثرة الأسفار، وللحامل إذا رُئيت التوراة في يد زوجها على أن تلد بنتاً بإذن الله. وقد يجتمع معها الإنجيل فتكون بشارة عظيمة ورفعة. هذا كله على جهة الرجاء لا القطع.
تحليل الرموز والعناصر ومعانيها المحتملة:
- التوراة كتاب سماوي: ذكرها القرآن بوصف الهداية والنور، وأن فيها حكم الله، وهذا يجعل رمزها في المنام ميّالاً إلى معاني الهداية والعدل والعلم الراسخ إشارةً إلى قوله تعالى إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون… ، وقوله وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله . كما يَرِد ذمّ من حملوا الكتاب ولم يعملوا به: مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً ، فتدخل هذه الدلالة في جانب التحذير إن ظهر في المنام تقصيرٌ في العمل بالعلم.
- عند أهل التعبير: نصّ عبد الغني النابلسي أن رؤية التوراة في المنام تدل على حكمة وعلم وهداية، وقد تدل على الاجتماع بالغائب ووجود الضائع، وأن التوراة ذات أسفار فيُؤوَّل ذلك بكثرة الأسفار. وإن قُرئت بغير معرفة دلّت على ابتداع أو ميلٍ لأهل الأهواء. وللأعزب زواجٌ من غير ملّته، ومن رأى زوجته حاملاً ورأى التوراة في يده وُلدت بنتاً لكون الاسم مؤنثاً. وذكر أن رؤية التوراة والإنجيل معاً قد تدل على رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أو على إتيان الرخص، وأن رؤية ما سوى القرآن من الكتب والصحف قد تدل على العِزِّ لأرباب الأمور.
- تعزيز قرآني لمعاني العلم والحكمة: ومن معانيها في الوحي تعليم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، وهو ما يعزّز جهة العلم والهدى في أصل الرمز. الربط بالسياق الثقافي العربي والإسلامي:
- الأصل في التعبير رَدّ الرموز إلى الوحي ولسان العرب. وكون التوراة كتاب سماوي مُنزَّل، اتّفق العرف على حملها على معاني الكتاب والشرع والحكم، مع تقديم معنى الخير ما أمكن، ما لم تظهر قرائن تجرّ إلى التحذير كما لو كانت القراءة بغير فهم أو للمراء والجدل.
التفسير النفسي والحياتي الممكن:
- رؤية الكتب السماوية قد تظهر لمن يشتغل بالعلم، أو يكثر من الحوار الديني، أو يبحث عن مرجعية أخلاقية وقانونية في حياته. إن شعرتَ في المنام بخشوع ووقار فالغالب أنه بشارة بفتح باب علمٍ أو هداية عملية. وإن كان في المنام اضطرابٌ أو قراءة بلا فهم فقد يكون عقلك الباطن يلفت انتباهك إلى خطر التلقّي غير المنهجي أو الجدال بلا علم.
- إن كنتَ مهموماً بأمر مفقود أو غائب، فرمز التوراة قد يُسعف بتأويل وجود الضائع أو لقاء الغائب، فيكون المنام باعثَ رجاءٍ في الفرج القريب. تنبيهات ونصائح:
- إن رأيتها تتلى بغير معرفة، فالأنسب أن تتثبّت في طلب العلم من أهله، وأن تجعل مرجعك القرآن أولاً، ثم السنّة الصحيحة، وتلزم العمل بما تعلم. وقد جاء في القرآن ذمّ حمل العلم دون عمل، فليُجتنب ذلك في الواقع كما نُبِّه إليه الرمز في المنام.
- التعبير يختلف باختلاف حال الرائي وقرائن الرؤيا. إن أردتَ تأويلاً أدقّ فاذكر: هل كنتَ تقرأ التوراة أو تحملها أو تجدها؟ وهل معك الإنجيل؟ وما حالك الاجتماعي؟ وهل كانت زوجتك حاملاً؟ فهذه تفاصيل تغيّر وجه التأويل وفق ما قرّره أهل التعبير.
- المنامات ثلاثة: رؤيا صالحة، وأضغاث، وحديث نفس. لا يُبنى على المنام حكمٌ شرعي، والتوقيت إلى الله. والتعبير ظنٌّ واجتهاد، والصواب من الله.
المراجع
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 132-133.
عن المصادر
الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.
