الإسكاف في المنام: دلالاته عند النابلسي وتفسيراتها

تفسير محمد بن سيرين

بعد البحث في المصادر المقدمة من كتاب تفسير الأحلام الكبير لمحمد بن سيرين، لم يتم العثور على تفسير مباشر لكلمة "الإسكاف" كرمز من رموز الأحلام.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية الإسكاف في المنام لها تفسيرات متعددة بحسب نوعه.

وذكر النابلسي أن الإسكاف الذي يصنع أخفاف النساء تدل رؤيته على عقد الأنكحة أو القواد.

أما صانع أخفاف الرجال، فيبيّن المؤلف أنه دال على الخدم والأسفار.

ويشير عبد الغني النابلسي إلى أن صانع السراميذ تدل رؤيته على الرزق والسعي في الكسب، وكذلك على الأولاد والأزواج، وعلى وضع الشيء في محله إذا فعله في المنام.

وأضاف النابلسي أن رؤية الإسكاف بشكل عام ربما دلت على من يجري الخير على يديه من الدين والدنيا.

وأوضح أن الإسكاف المجهول يمثل رجلاً قاسمًا للمواريث عادلاً فيها، كون جلود الحيوان تعتبر مواريث.

كما أورد المؤلف أن الحذاء يدل على نخاس الجواري لتزين أمور النساء، لأن النعل تعتبر امرأة.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية الإسكاف في المنام تميل إلى معنى الإصلاح والتيسير في المعاش والأمور؛ فإن كان الإسكاف يصنع أو يصلح نعال النساء دلّ ذلك على عقد الأنكحة والقيام بوساطة صالحة، وإن كان يصنع أحذية الرجال دلّ على الخدم والأسفار. ورؤية صانع السراميذ ونحوها تشير إلى الرزق والسعي في الكسب، وإلى الأولاد والأزواج، وإلى وضع الأمور في مواضعها. وقد تدل رؤية الإسكاف المجهول على رجل عادل يقسّم المواريث بالحق. كما تُلحق بهذه الدلالات قاعدة معروفة عند المعبرين أن النعل في المنام يرمز للمرأة، والحذّاء قد يدل على من يزيّن شؤون النساء ويصلحها. هذه المعاني مذكورة عند النابلسي في باب “الإسكاف” وما يتعلق بالنعل والحذاء. تحليل الرموز والخطوات:

• الرموز الرئيسة:

  • الإسكاف/صانع الأحذية: مهنة إصلاح وتهيئة ما به السير، وهو عمل خدمة ومعاش.
  • نوع الصنعة: أحذية النساء مقابل أحذية الرجال.
  • السراميذ/الزرابيل والجلود: ما يتصل بالرزق والأهل، وبالعدل في القسمة حين يرتبط الأمر بالجلود/المواريث.
  • النعل/الحذاء: في عرف المعبّرين يدل على المرأة، ويُفهم منه ما يتصل بالزواج والزينة والعِشرة.

• الربط بالموروث العربي والإسلامي:

  • ذكر عبد الغني النابلسي صراحةً أن صانع أحذية النساء يدل على عاقد الزيجات، وأن صانع أحذية الرجال يدل على الخدم والأسفار. وذكر أيضاً أن صانع السراميذ دلالته على الرزق والسعي في الكسب وعلى الأولاد والأزواج، وأن الإسكاف المجهول رجل يقسم المواريث بالعدل، وأن النعل يدل على المرأة، والحذاء على نخّاس الجواري لما فيه من تزيين شؤونهن وإصلاحها.
  • هذه الدلالات توافق طريقة أهل التعبير في ردّ الصناعات إلى معانيها الأشهر: الإصلاح والخدمة والسفر والزواج بحسب جهة الانتفاع.

• التأويل النفسي والحياتي:

  • من جهة نفسية، الإسكاف يرمز لمحاولة الرائي إصلاح مساره أو علاقاته، وترميم ما يتعبه في “طريقه” اليومي؛ فالحذاء آلة السير، وإصلاحه صورةٌ لضبط السلوك وترتيب الأولويات.
  • إن غلب في المنام جانب أحذية النساء، فالغالب أن المعنى يتجه لشراكات عاطفية/زواج أو من يقوم بوساطة فيها. وإن غلب جانب أحذية الرجال، فقد يشير لخدمةٍ أو سفرٍ قريب أو حاجةٍ إلى عونٍ عملي.
  • ظهور السراميذ وسائر ما يُصنع من الجلد يقوّي معاني الرزق والسعي المشروع، وربما دلّ على ترتيب أمور الأسرة والأولاد أو وضع الشيء في موضعه بعد فوضى سابقة.
  • إن كان الإسكاف مجهولاً في الرؤيا وبدا سياقٌ يتصل بالمال أو الورثة، رُجِّحت دلالة قسمة الميراث بالعدل، وهي إشارة لتسويةٍ مالية أو قانونية قريبة. تنبيهات وتطبيقات بحسب الحال:

• للأعزب/العزباء: إن كان المشهد حول إصلاح أو صنع نعال النساء، فهي بشارة بتيسير زواج أو بمن يتوسط فيه بخير.

• لمن ينتظر سفرًا أو ترقية وظيفية: تغلب دلالة الخدم والأسفار إن ظهر الإسكاف مرتبطًا بأحذية الرجال أو بإعداد نعال للسير.

• لمن عنده اختلافات عائلية أو مسائل تركة: قد تعني الرؤيا قرب حسمها بالعدل إذا كان الإسكاف مجهولًا وبرزت معاني الجلد/المواريث.

• كقاعدة عامة: النعل امرأة، فحضورها في الرؤيا يوجّه المعنى إلى شؤون النساء والعِشرة والزينة والارتباط. نصيحة: إن لم تكن تفاصيل رؤياك أوصاف الإسكاف وصنعته ونوع الحذاء واضحة، فالمعنى يبقى عامًا على الإصلاح والتيسير. فإن رغبت بتعبير أدق، فاذكر نوع الحذاء، وفعل الإسكاف، وحالك الاجتماعي والمهني. وعلى كلٍ فالتعبير ظني، والخير مرجوّ، والله أعلم.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 48-50.

بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.