تفسير رؤية الأضحية في المنام: بشارات الفرج والرزق والبركة
رؤية الأضحية في المنام عند ابن سيرين والنابلسي تدل على الفرج والرزق والبركة، وقضاء الدين والأمن والنصر، وبشرى للحامل بولد صالح، وتوزيع اللحم عز وشرف.
تفسير محمد بن سيرين
«وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية الأضحية تبشر بالفرج من جميع الهموم وظهور البركة، وذلك استنادًا إلى معنى الآية الكريمة في سورة الصافات عن إسحاق .
ويوضح ابن سيرين أنه إذا كانت زوجة صاحب الرؤيا حاملًا، فإنها تلد ابنًا صالحًا . كما أن رؤية التضحية ببدنة أو بقرة أو كبش تدل على عتق رقاب . ويشير محمد بن سيرين إلى أن العبد الذي يرى أنه ضحى يُعتق، والأسير يتخلص، والمديون يُقضى دينه . ويفيد ابن سيرين أن الفقير يُثري، والخائف يأمن، ومن لم يحج يحج، والمحارب يُنصر، والمغموم يُفرج عنه .
ويضيف محمد بن سيرين أنه إذا رأى الشخص أنه يقسم لحم قربانه بين الناس، فإنه يخرج من همومه وينال عزًا وشرفًا . أما من رأى أنه سرق شيئًا من القربان، فإنه يكذب على الله .
وفي تأويل رؤية المريض للأضحية، فقد ذكر بعضهم أنها تدل على موته . بينما ذهب آخرون إلى أنها تدل على نيله للشقاء .
وبخصوص رؤية عيد الأضحى، فإنها تدل على عودة سرور ماضٍ والنجاة من الهلكة، مستشهدين بفكاك إسماعيل عليه السلام من الذبح .»
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية الأضحية في المنام تدل على الوفاء بالنذر والإخلاص من الشدائد، كما أنها بشارة بالفرج من الهموم وظهور البركة. ويشير النابلسي إلى أنها قد تعني الأرزاق والفوائد من المواشي، وقد تدل على التحكم في قسمة المال.
ويوضح المؤلف أن رؤيتها قد تشير إلى سلامة المريض، وإن كان هناك رأي آخر يربطها بموته. أما للمرأة الحامل، فهي بشرى بولادة ابن صالح. ويرى النابلسي أن من رأى أنه ضحى وكان عبدًا عتق، وإن كان أسيرًا تخلص، وإن كان مدينًا قضى دينه، وإن كان فقيرًا زالت عنه شدته، وإن كان خائفًا أمن، وإن لم يحج حج، وإن كان محاربًا نصر، وإن كان مغمومًا فُرج عنه.
ويفصّل النابلسي في أنواع ما يُتقرب به. فمن قرب بدنة، ربما أتى الجمعة في أول ساعة. وإن قرب بقرة، أتى الجمعة في ثاني ساعة. وإن قرب كبشًا، أتى الجمعة في ثالث ساعة. وإن قرب دجاجة، أتى الجمعة في رابع ساعة. وإن قرب بيضة، أتى الجمعة في خامس ساعة.
ومن قوله، فإن من رأى كأنه يقسم لحم قربانه في الناس، خرج من همومه ونال عزًا وشرفًا. ويستدرك النابلسي بأن من سرق شيئًا من القربان، فإنه يكذب على الله. ويرى النابلسي أن رؤية عيد الأضحى في المنام تدل على السرور والنجاة من الهلكة، وإن كان الرائي مملوكًا عتق، وإن كان مسجونًا نجا، وإن كان عليه دين وفاه. كما قد تدل رؤية التضحية في شهر ذي الحجة أو صلاة عيد الأضحى على قضاء الدين والوفاء بالنذور والتوبة والهدى بعد الضلالة.
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: غالبًا ما تدل رؤية الأضحية في المنام على الفرج من الهموم، والوفاء بالنذر، والخلاص من الشدائد، وظهور البركة. وتتقوّى البشارة إذا كان الرائي في كرب أو خوف. وتتنوع الدلالة بحسب حال الرائي: للمَدين قضاءٌ لدَينه، وللفقير غِنى، وللخائف أمن، وللمحبوس خلاص، ولمن لم يحج تيسير للحج، وللمحارب نصر، وللمغموم تفريج، وللحامل بشارةٌ بولدٍ صالح. ومن رأى أنه يقسم لحم أضحيته بين الناس نال عزًا وخرج من همومه. أما المريض فرؤيته للأضحية تحتمل عند بعض أهل التعبير دلالةَ موته، وعند آخرين دلالةَ شفائه، والعاقبة إلى الله. وهذه المعاني رُويت عند أهل التعبير، ومنهم النابلسي، في باب الأضحية وما يتفرع عنها من الحالات المذكورة. التحليل:
- الرموز والعناصر:
- الأضحية: عند أهل التعبير علامة على الوفاء بالنذر والخلاص من الكرب، وقد تدل على أرزاقٍ وفوائد من جهة المواشي، وعلى التمكّن من قسمة المال والتصرف فيه.
- أنواع القربان: البدنة والبقرة والكبش لها منزلة رفيعة في الرمز؛ من قرّب بدنة أو بقرة أو كبش دلّ ذلك على عتق الرقاب ووجوه فرجٍ عظيمة، ونُقل أيضًا تعبيرٌ تفصيلي يرتبط بأوقات الجمعة لمن قرّب بدنة أو بقرة أو كبش أو دجاجة أو بيضة.
- توزيع اللحم: قسمة لحم القربان بين الناس علامة خروجٍ من الهم ونيل عزٍ وشرف.
- أحوال الرائي:
- المديون، الفقير، الخائف، الأسير، من لم يحج، المحارب، المغموم: لكلٍ منهم بشارة مخصوصة بالفرج والأمن والنصر ونحو ذلك كما ورد مفصلًا.
- الحامل: بشارة بولد صالح.
- المريض: وقع فيه خلاف بين أهل التعبير بين دلالة الموت ودلالة الشفاء، وكلاهما مذكور عند النابلسي.
- الأصل الشرعي والثقافي: رمز الأضحية متصل بقصة إبراهيم عليه السلام وفداء ولده وما فيها من بلاء ثم نجاة وبشارة، وهو ما يُفسّر غلبة معاني الفرج والإنقاذ والبركة في هذا الرمز عند المعبّرين، كما يُشار في أبواب الأنبياء إلى كون رؤى إبراهيم دالّة على الخير والهدى والنجاة من الشدة.
- الربط بالموروث العربي والإسلامي:
- عيد الأضحى وشعيرة القربان في الثقافة الإسلامية قرينةٌ قوية تجعل الأضحية في المنام أقرب إلى معاني البِشارات بعد الابتلاء، وإلى دلالات العتق والفرج وقضاء الحاجات، وهو ما صرّح به النابلسي في باب الأضحية تفصيلًا.
- البعد النفسي والحياتي:
- قد تعكس الأضحية حاجةً نفسية إلى التكفير عن خطأ أو الوفاء بتعهّد، أو رغبةً في الاقتراب من الله عبر بذلٍ وتضحية، فتأتي الرؤيا مبشرةً بالطمأنينة وزوال القلق.
- توزيع اللحم يُحاكي معنى المشاركة المجتمعية والتكافل، فيُترجم نفسيًا إلى رغبة الرائي في قبولٍ اجتماعي واعترافٍ بجهده، ولهذا جاء التعبير بنيل العزّ والخروج من الهم عند رؤية القسمة. تنبيه ونصيحة:
- لعدم وجود تفاصيلٍ كافية (من الرائي؟ ما نوع الذبيحة؟ كيف كان شعوره؟ هل وُزّع اللحم؟ وهل كان في زمن العيد؟)، فالتأويل السابق إجمالي. إن أردت تعبيرًا أدقّ فاذكر: حالك الاجتماعي والديني، همّك الغالب، سياق الرؤيا ووقتها، نوع القربان، ومن قام بالذبح، وماذا فُعل باللحم. هذا يُقوّي القرائن ويُرجّح المعنى الموافق لحالك كما يقرر أهل التعبير.
المراجع
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 49-50. ISBN: 9789953724072.
عن المصادر
الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.
