تفسير رؤية إسرافيل عليه السلام في المنام ودلالاتها

اكتشف تفسير رؤية إسرافيل عليه السلام في المنام عند النابلسي: بين دلالات الموت والعدل، ورجاء النفخة الثانية بالفرج وشفاء المرضى وقضاء الديون.

فريق مفاتيح المنام
6 دقيقة
تفسير الأحلامإسرافيل عليه السلامالنفخ في الصورعبد الغني النابلسي
تفسير رؤية إسرافيل عليه السلام في المنام ودلالاتها

تفسير محمد بن سيرين

بعد البحث في المصادر المتوفرة من كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين، لم نجد ذكرًا مباشرًا أو تفسيرًا لرؤيا إسرافيل عليه السلام.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، فإن رؤية إسرافيل عليه السلام في المنام تحمل دلالات متنوعة تتعلق بالموت، والعدل، والأسفار، والمشقة، ونهاية الأمور.

فإذا رأى الشخص إسرافيل عليه السلام ينفخ في الصور في منامه، وظن أنه سمعه وحده دون غيره، فإن ذلك يدل على موته . وإن كان يظن أن أهل ذلك الموضع سمعوا النفخة، ظهر في ذلك الموضع موت ذريع . وتشير هذه الرؤيا أيضًا إلى بسط العدل بعد انتشار الظلم، وهلاك الظلمة في تلك الناحية . كما أن سماع النفخ في الصور، وفقًا للنابلسي، يبشر بنجاة الصلحاء .

ويفيد النابلسي أن الرؤيا دالة على الأخبار المرعبة؛ فإن سمعها الرائي وحده، فربما كانت الأخبار له خاصة، وإن سمعها الناس، كانت أخبارًا تتعلق بهم . وإذا سمع نفخة الصور، واعتقد الناس سماعها معه، دل ذلك على انتشار الطاعون في ذلك المكان، لأن النفخة الأولى تمثل موت العالم .

ويوضح عبد الغني النابلسي أن رؤية إسرافيل عليه السلام بصفة عامة تدل على تجهيز الجيوش، والأسفار، والمشقة، والخوف، والجزع، والتوعد . كما تشير إلى وجود الضائع، وقضاء الديون، والمجازاة بالأعمال، وإسقاط الحوامل . ويرى أنها قد تدل على عمران الخراب .

ومن تفصيلاته، فإن نفخته الأولى تدل على الوباء، بينما تدل نفخته الثانية على الحياة ورفع الطاعون . ومن سمع النفخة الثانية، دل ذلك على إدرار المعاش، ووجود المخبوآت، أو ظهور الأسرار، وشفاء المرضى، أو خلاص المسجون، أو الاجتماع بالمسافرين .

وفي سياق متصل، يذكر النابلسي أن رؤية إسرافيل عليه السلام مع عزرائيل عليه السلام قد تدل على إرغام الأعداء وتكذيب المكذبين بالبعث والنشور، كما قد تشير إلى النشأة ورجوع الأجساد إلى ما كانت عليه بإذن الله تعالى .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التعبير إن كانت رؤياك على هيئة رؤية إسرافيل عليه السلام أو سماع النفخ في الصور، فالغالب أنها تومئ إلى انتقالات عظيمة وقضاء أمور وحسمها: فهي بشارة بإحياءٍ بعد كرب ورفعٍ للبلاء إن كان النفخ كأنه النفخة الثانية، وقد تكون إنذاراً بوفاةٍ للرائي إن ظن أنه سمع النفخ وحده، أو دلالة على موتٍ ذريع في موضعه إن شاع السماع بين الناس، مع بسطٍ للعدل وزوالٍ للظلم بإذن الله. ويُرجى للرائي الصالح النجاة والفرج، وللمديون قضاءُ دينه، وللمهموم الخلاص، وللمريض الشفاء إذا كانت الرؤيا على وجه النفخة الثانية والفرج العام. هذا كله على جهة الرجاء لا القطع، والله أعلم. التحليل

  • الرموز والعناصر:
    • إسرافيل عليه السلام: ملك موكّل بالنفخ في الصور، ورؤيته في المنام تدل عند أهل التعبير على تجهيز الجيوش، والأسفار، والمشقة والخوف والجزع، والتوعد، وعلى قضاء الديون والمجازاة بالأعمال، بل وقد تدل على عمران الخراب إذا اقترنت بقرائن الفرج.
    • النفخ في الصور: أصلُه في الوحي أنه إيذان بتحوّل كوني عظيم. وعند المعبّرين: سماع النفخة في المنام دال على الأخبار المُرجفة؛ فإن سمعها الرائي وحده خُصّ بخبر شديد، وإن سمعها الناس دلّ على أمرٍ عام، وتُحمل النفخة الأولى على الوباء والموت العام، والثانية على الحياة ورفع البلاء وشفاء المرضى وخلاص المسجون وإدرار المعاش وظهور الأسرار واجتماع المسافرين.
    • تقييد الدلالة بقرائن السماع: نصّ ابن سيرين أن من رأى إسرافيل محزوناً ينفخ في الصور، وظن أنه سمعه وحده مات، وإن ظن أن أهل الموضع سمعوه ظهر فيهم موتٌ ذريع، وقيل تدل أيضاً على العدل بعد انتشار الظلم وهلاك الظلمة في تلك الناحية.
  • الربط بالمصادر الشرعية والثقافة:
    • أصل المعنى مستند إلى ذكر النفخ في الصور في الوحي، وما بعده تفصيلات أهل التعبير. وقد فصّل عبد الغني النابلسي في تعطير الأنام ما يدل عليه سماع الصور من موتٍ عام أو فرجٍ عام بحسب كونها النفخة الأولى أو الثانية، وما يدل عليه ظهور إسرافيل عليه السلام من إنذارٍ أو إعدادٍ لأمر جلل وقضاءٍ للديون ومجازاة للأعمال، وعمارةٍ بعد خراب بقرائن الحال.
    • ووافقته رواياتٌ عند ابن سيرين في باب رؤية الملائكة: تعيين أثر سماع الصور في اختصاص الموت بالرائي أو عمومه، وكونه أمارةً على إقامة العدل وهلاك الظلمة إن تعلّقت الرؤيا بالعامّة.
    • وبيّن النابلسي أيضاً أن سماع النفخة الثانية علامة فرجٍ عام: الشفاء، ورخص الأسعار، ورفع الطاعون، ووجود المخبوء، واجتماع الشمل.
  • التفسير النفسي والحياتي المحتمل:
    • ظهور رمز إسرافيل والنفخ في الصور قد يعكس في نفس الرائي شعوراً بقرب تحوّل جذري في حياته: إنهاء مرحلة وبدء أخرى، أو حسم قرار مؤجل. إن كان الرائي يعيش ظلماً أو قهراً، فالرؤيا تبعث على رجاء بسط العدل ورفع البلاء. وإن كان مهموماً بالدَّين أو مقيداً بعلائق الماضي، فالمعنى الأقرب قضاءُ الديون وإبراء الذمة إن جاءت الرؤيا في سياق النفخة الثانية والفرج. أما إذا غلب على الرؤيا الإحساس بالفقد والرهبة وسماع النفخة على الانفراد، فقد يكون العقل الباطن يعبّر عن خوفٍ من انقطاعٍ أو نهاية مفاجئة لعلاقة أو عمل، وهو معنى نفسي يُحتاط له بالدعاء وحسن الاستعداد.

تنبيه ونصيحة

  • لم تذكر تفاصيل رؤياك: هل رأيت إسرافيل عليه السلام بعينه؟ هل سمعت النفخ؟ أهي نفخة واحدة أم كأنها ثانية مع حياة وفرج؟ وهل كان السماع خاصاً بك أم عاماً؟ التفاصيل تُغيّر الحكم. إن شئت فاذكرها لنضبط التأويل أكثر.
  • على كل حال، أكثر من الدعاء، واستكثر من الصالحات، وتصدّق بنية دفع البلاء، وأحسن الاستعداد لأي تحوّل قادم. والتعبير ظنٌّ واجتهاد، والتوفيق من الله، ولا يُبنى على المنام حكمٌ شرعي ولا قرارٌ مصيري حتى تقوم قرائن الواقع.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 12-13.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 738-739.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 840-841.


عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.