تفسير حلم عنب عند ابن سيرين والنابلسي: دلالات اللون والوقت
تعرف على معاني رؤية عنب في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: الأبيض رزق وشفاء، والأسود همّ أو مال لا يبقى، والمدلّى خوف، وعصر العنب يدل على خصب وفرج وزواج.
تفسير محمد بن سيرين
«وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن لرؤية العنب تفاصيل متعددة تتأثر بلونه، وقته، وكيفية ظهوره في المنام.»
ويشير ابن سيرين إلى أن رؤية العنب الأسود في غير وقته تدل على الهم والحزن . وبيّن أن رؤيته في وقته قد تدل على المرض والخوف . وأفاد أن العنب الأسود ربما كان بمنزلة السياط لمن يملكه، على قدر الحب، ولا ينتفع بسواده مع ضرر جوهره . كما يذكر أنه قد يدل على مال لا يبقى . وإذا رُئي مدلى من كرمه، كان ذلك دالاً على برد شديد وخوف . أورد عن بعض المعبرين أنه لا يُكره، استشهاداً بقوله تعالى "سكراً ورزقاً حسناً"، إلا أن معظم المعبرين يكرهونه، ويُقال أن سببه يعود لكونه كان بجوار ابن نوح عليه السلام حين دعا عليه أبوه . ويشير محمد بن سيرين كذلك إلى أن التين الأخضر والعنب الأبيض في الشتاء قد يدلان على المطر، بينما اسودادهما معاً يدل على البرد .
ويرى محمد بن سيرين أن العنب الأبيض في وقته يمثل عطارة الدنيا وخيرها . ويضيف أن رؤيته في غير وقته تدل على مال يناله قبل الوقت الذي كان يرجوه . كما وضح أن التين الأخضر والعنب الأبيض في الشتاء قد يدلان على المطر .
ويذكر ابن سيرين أن الزبيب كله، أسوده وأحمره وأبيضه، خير ومال .
يفيد ابن سيرين أن عصر العنب أو رؤية العصير بشكل عام صالح جداً . وينبه إلى أن من تولى عصره في المنام، فإن كان فقيراً استغنى . وإذا كان ذلك للعامة وهم في شدة، خصّبوا وفرج عنهم . وإن رآه مريض أو مسجون، نجا من حاله بخروج المعصور من حبسه . ووضح أن من كان له غلة أو ديون، اقتضاها وأفاد فيها . وأفاد أن طالب العلم إذا رآه تفقه وانعصر له الرأي من صدره . ثم يشير إلى أن الأعزب إذا رآه تزوج وأخصب عيشه . وبعد ذلك، يستدرك ابن سيرين فإذا كان العصير كثيراً جداً ومعه تين أو خمر أو لبن، نال سلطاناً . وأخيراً، بين أن من رأى أنه عصر العنب وجعله خمراً، أصاب حظوة عند السلطان ونال مالاً حراماً لقصة يوسف عليه السلام .
ويرى ابن سيرين أن من التقط عنقوداً من العنب، نال من امرأته مالاً مجموعاً . وقيل أن العنقود يمثل ألف درهم .
يذكر محمد بن سيرين أن الكرم دال على النساء لأنه كالبستان لشربه وحمله ولذة طعمه . ويفصل ابن سيرين قائلاً أنه ربما دل على الرجل الكريم الجواد النافع لكثرة منافع العنب، فهو بمثابة السلطان والعالم والجواد بالمال . ويضيف، فمن ملك كرماً كما وُصف، تزوج امرأة إن كان عزباً، أو تمكن من رجل كريم . ثم يوضح، فإن كان ذلك في أدبار الزمان وكانت المرأة مريضة هلكت من مرضها، وإن كانت حاملاً أتت بجارية . ويبيّن أن من كان يرجو فرجاً أو صلة أو مالاً من سلطان أو على يد حاكم أو امرأة، حُرم ذلك وتعذر عليه . ثم ينبه إلى أنه إن كان قد عقد نكاحها، تعذر عليه وصول زوجته إليه . وأما إن كان موسراً، افتقر من بعد يسر . وأخيراً، يستثني ابن سيرين قائلاً إن كان ذلك في إقبال الزمان والصيف، فالأمر على الضد منه ويكون جميع ذلك صالحاً .
وأما العناب، فوفقاً لابن سيرين، فإنه في وقته يدل على ما ينوبه من شركة أو قسمة . ويوضح أن رؤيته أخضر في غير وقته تعني نوائب تتوب إليه وحوادث تصيبه . ويفيد أن العناب اليابس في كل حين يدل على رزق آجل . وأما شجرته، فتدل على رجل كامل العقل حسن الوجه . وقيل إنها تدل على رجل شريف نفاع صاحب سرور وعز وسلطنة .
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، يُعد العنب في المنام رزقًا حسنًا ورزقًا دائمًا واسعًا مدخرًا . وفي وقته، يدل على غضارة الدنيا، بينما في غير وقته قد يكون خيرًا يناله الرائي قبل أوانه، أو مالًا حرامًا يُعجل له .
ويشير النابلسي إلى أن العنب قد يدل على منافع تكون من النساء أو بسببهن . ويرى أن له دلالة على الرزق الطيب، والألفة، والمحبة . ثم أفاد بأن أكل العنب في النوم قد يدل على شرب الخمر، كما أن شرب الخمر قد يدل على أكله . وربما دل العنب على رزق من كريم .
وبخصوص العنب الأسود، يفيد النابلسي أنه رزق لا يبقى . وفي وقته، قد يدل على الهم، وفي غير وقته على المرض . كما أن رؤيته تمثل منفعة قليلة ، ويُقال إنه هم في قلته وكثرته . وإذا التقط الرائي العنب الأسود من باب السلطان وعرف عدده، فإنه يضرب بسياط بعدد حباته .
أما العنب الأبيض، فيرى النابلسي أنه لا يكون إلا خيرًا وشفاءً، مستشهدًا بقصة نبي الله نوح عليه السلام .
وفيما يتعلق بالتقاط العنب، يوضح النابلسي أن من التقط عنقودًا نال مالًا مجموعًا من امرأة . والعنقود نفسه في الرؤيا قد يمثل ألف درهم . والتقاط العنب بشكل عام قد يدل على منفعة قليلة .
ويضيف النابلسي أن رؤية العنب وهو مدلى تدل على الخوف الشديد . كما ذكر أن من رأى أنه التقط عنبًا وأخذ بذره ورماه، فإنه يخاصم امرأته ويصعب الأمر على نفسه .
وقد ذكر النابلسي أن العنب قد يكون عيبًا إذا تعامل معه الرائي بخشونة .
أما عن عصير العنب، فيبين النابلسي أن من رأى أنه يعصره نال خصباً، وإن كان فقيراً استغنى . وإذا رأى الناس يعصرون العنب في شدة، أصابوا خصبًا وفرجًا . وإن كان الرائي مريضًا أو مسجونًا، فإنه ينجو مما هو فيه . ولصاحب الغلات أو الديون، فإنه يقضيها ويستفيد منها . أما طالب العلم، فيتفقه . وإذا رآه أعزب، تزوج . وإذا كان العصير كثيراً جداً ومعه تين أو خمر أو لبن، نال سلطاناً . وإذا عصر الرائي العنب وجعله خمراً، أصاب حظوة عند السلطان ونال مالاً حراماً .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: أغلب ما يدل عليه العنب في المنام هو الرزق الحسن والنعمة، ويتأكد الخير إذا كان العنب أبيض وفي أوانه، وقد يدل على شفاء أو منفعة واسعة. أما العنب الأسود فمال لا يدوم، وفي غير أوانه قد يشير إلى همٍّ عارض أو مرض أو منفعة قليلة. وإن كان العنب مُدلّى بشدة فقد يدل على خوف أو شدة مؤقتة. هذا تأويلٌ عامّ، وتحديدُه يتوقف على لون العنب ووقته وطريقة تناوله أو جمعه وحال الرائي.
التحليل والبيان:
- الرموز والعناصر:
- العنب عموماً: ورد في الوحي التنبيه إلى ما يخرج من ثمرات النخيل والأعناب سُكراً ورزقاً حسناً، وهي إشارة إلى أن الأصل فيه رزق ونفع إذا أُخذ على وجه الحلال والاعتدال.
- لون العنب ووقته:
- العنب الأبيض: خير وشفاء، ورزق طيب خاصة إذا كان في أوانه . وذكر ابن سيرين أن الأبيض في وقته غضارة الدنيا وخيرها، وفي غير أوانه مال يُنال قبل أوانه.
- العنب الأسود: نفعه قليل ومال لا يبقى؛ في وقته همّ، وفي غير وقته مرض، وقيل إذا عُلّق ومدلّى دلّ على خوف شديد . ونقل ابن سيرين أنه في غير وقته همٌّ وحزن، وفي وقته مرض وخوف، وقد يكون كالسياط لمن ملكه على قدر حبّاته، وأن سواده لا يُنتفع به مع ضرر جوهره.
- الأكل والالتقاط والعناقيد:
- من أمسك عنقوداً نال مالاً مجموعاً من امرأة، والعنقود قد يُقدَّر بألف درهم في التعبير القديم ، وهو مروي أيضاً عن ابن سيرين.
- قد يدل أكل العنب في النوم على شرب الخمر لِما بينهما من ارتباط في المعاش والمعنى، كما قد يدل شرب الخمر على أكل العنب، فيحتاج الرائي إلى الانتباه لمعاشه وما يدخل عليه من الحلال والحرام.
- العصر والعصير:
- عصر العنب في الرؤيا صالح جداً: للفقير غنى، وللعامة إذا كانوا في شدة خصبٌ وفرج، وللمريض أو السجين نجاة، ولصاحب الغلة قضاءٌ ووفاء، ولطالب العلم تفقه، وللأعزب زواج، ويقوى السلطان إن كان العصير كثيراً جداً ومعه تين أو خمر أو لبن. أما من عصره وجعله خمراً فنال حظوة عند السلطان ومالاً حراماً، وهذا مأخوذ من قصة يوسف عليه السلام ، وجاء بهذا المعنى أيضاً عند النابلسي.
- الإسناد إلى الموروث:
- القرآن: ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً، فدلّ على أن الأصل نِعمةٌ ورزقٌ، وأن الانحراف به إلى السكر والباطل مذموم.
- أقوال المعبرين:
- ابن سيرين: فصّل في تمييز الأبيض والأسود ووقت الإيناع وما يلازم كل حالة من خيرٍ أو همّ، وذكر دلالة المدلّى على الخوف، والعنقود على المال المجموع، والعصر على وجوه النفع المتعددة.
- النابلسي: جعل العنب رزقاً حسناً دائماً، وفي غير وقته قد يكون خيراً يُعجَّل أو مالاً حراماً يُقدَّم، وذكر ضعف بقاء مال الأسود، وخيرية الأبيض وشفاءه، ودلالة العنب على منافع من النساء أو بسببهن، والألفة والمحبة، والتنبيه إلى الخوف عند رؤية العنب مُدلّى.
- الاعتبار النفسي والحياتي:
- العنب رمز غذاءٍ ولذةٍ حلال، فيميل إلى دلالات الرزق، والطمأنينة الأسرية، والألفة، خاصة إن كان طعمه طيباً وفي موسمه، وهو قريب من معاني الاستقرار والراحة. أما السواد أو الخروج عن الوقت المناسب أو الشعور بالخوف مع العنب المعلّق فقد يعكس قلقاً أو عبئاً عارضاً أو منفعة لا تدوم، مما يدعو إلى مراجعة الموارد والإنفاق والعلاقات، وضبط الميول إن قاربت محظوراً.
نصيحتي:
- لأنكم لم تذكروا تفاصيل الرؤيا، فأعتذر عن الجزم بالتأويل. لو تكرمتم بتوضيح: لون العنب، هل كان في موسمه أم لا؟ أأكلتموه أم قطفتُم عنقوداً؟ هل كان مُدلّى بكثرة؟ وما حالكم الاجتماعية والعملية؟ بهذه القرائن يترجح الوجه الأقرب إن شاء الله.
- تذكير: الرؤيا بشارة أو إنذار ولا يُبنى عليها حكم شرعي، وخيرها يُستجلب بالشكر والدعاء، وشرها يُدفع بالاستعاذة والكتمان والصدقة.
المراجع
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 220. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 219-220. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 220. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 220-221. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 886-887.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 887-888.
بيان منهجي
ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.
