تفسير حلم عمى العين في المنام لابن سيرين والنابلسي

اكتشف معاني حلم عمى العين في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: بين الضلال أو الغنى ونسيان القرآن، ودلالات البياض والحمرة، وحالات المسافر والسجين والأعور.

فريق مفاتيح المنام
14 دقيقة
تفسير الأحلامعمىالعين في المنامابن سيرينالنابلسي
تفسير حلم عمى العين في المنام لابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن تفسير العمى ورؤى العين يرتبط بعدة دلالات تتفاوت حسب حال الرائي والسياق.

ويوضح ابن سيرين أن العمى في المنام يدل على الضلال في الدين . كما يشير إلى أنه قد يعني إصابة مال من جهة بعض الأقارب أو العصبات . ويفيد أن من رأى كأنه أعمى وكان فقيراً، فإنه سينال الغنى . ويذهب إلى أن العمى قد يدل على نسيان القرآن الكريم . ويرى محمد بن سيرين أن رؤية العمى قد تدل على خمول الذكر أو ضعف السمعة .

وإذا رأى شخص أن إنساناً ما قد أعماه، فإن ذلك يعني أن هذا الشخص سيضله ويزيله عن رأيه . وبخصوص رؤية الكافر وهو أعمى، فإنها تدل على خسران يصيبه أو هم أو غم . وإن رأى الشخص أنه أعمى وملفوف في ثياب جديدة، فإن ذلك يشير إلى موته .

ويفرق ابن سيرين بين أحوال أخرى؛ فإذا كان الرائي أعمى وهو في غربة، دل ذلك على امتداد غربته إلى أن يموت . وإن رأى أعمى أن رجلاً داواه فأبصر، فإن ذلك الرجل سيقوم بإرشاده إلى ما فيه منفعة له وسيحمله على التوبة .

وأما الأعور، فيفصل ابن سيرين أن الرجل المستور إذا رأى أنه أعور، دل ذلك على أنه رجل مؤمن صادق في شهادته . وإن كان صاحب الرؤيا فاسقاً، فإن رؤية الأعور تعني أنه سيذهب نصف دينه، أو يرتكب ذنباً عظيماً، أو يناله هم شديد أو مرض يوشك منه على الموت . ويستثني ابن سيرين حالات أخرى مرتبطة بذلك، فقد يصاب الرائي في نفسه، أو في إحدى يديه، أو في امرأته، أو أخيه، أو شريكه، أو زوال النعمة عنه، مستدلاً بقوله تعالى ﴾ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين﴿ فإذا ذهبت العين زالت النعمة .

كما ورد عن ابن سيرين أن من رأى كأن عينيه فقئتا، فإنه سيصاب بشيء مما تقر به عينه . وإذا رأى أن عينيه ذهبتا، دل ذلك على موت أولاده . وإذا كانت عيناه من حديد، نالته هموم شديدة تؤدي إلى هتك ستره . ومن رأى على كفه عين رجل أو عين بهيمة، فإنه سينال مالاً .

وإن رأى لقلبه عيناً يبصر بها، فهو دليل على صلاح دينه . أما العين السوداء، فقد تدل على الدين، والزرقاء على البدعة، والشهلاء على مخالفة الدين، والخضراء على دين يخالف أهل الديّان . وإذا نظر إلى عين فأعجبته واستحسنها، فإنه سيعمل شيئاً يضر بدينه .

وحدة البصر محمودة لجميع الناس . أما ضعف البصر، فيدل على أنه سيحتاج إلى الناس ويصير في عيلة، فإن المال بمنزلة العين . ومن كان له أولاد ورأى ضعف البصر، دل ذلك على أنهم سيُصابون بالمرض، لأن الولد بمنزلة العينين .

ويشير محمد بن سيرين إلى أن أهداب العينين في التأويل وقاية للدين، فإن رأى كأن أهداب عينيه كثيرة وحسنة، فإن دينه حصين .

ونبه ابن سيرين إلى أن رؤية الماء الأسود ينزل في العينين بحيث لا يبصر شيئاً، تدل على قلة حياء الرائي، لأن العين موضع الحياء . وإن رأى في سواد العين بياضاً، دل ذلك على غم وهم يصيبه . وقيل إن الغشاوة على العين، سواء كانت بيضاء أو غيرها، تدل على حزن عظيم يصيب صاحب الرؤيا، ويصبر عليه . ومن رأى كأنه يسمع بالعين وينظر بالأذن، فإنه يحمل أهله وابنته على ارتكاب المعاصي .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية الشخص لنفسه أعمى في المنام تدل على الضلال في الدين.

ويضيف النابلسي أن العمى يمكن أن يمثل ميراثًا كبيرًا من الأقارب. كما يوضح المؤلف أن العمى قد يرمز إلى الثراء، مشيرًا إلى أن من يرى نفسه أعمى سيستغني. ويذكر أن رؤية العمى قد تعني نسيان القرآن. ثم يفيد بأن من يرى أن شخصًا آخر قد أعماه، فهذا يعني أن ذلك الشخص يضله. ويرى النابلسي أن الأعمى في المنام هو شخص فقير يقوم بأعمال تضر بدينه بسبب فقره. أما بالنسبة لغير المسلم، فإن رؤيته لنفسه أعمى تنبئ بالحزن أو الضرر أو الغرم أو الهم. وينبه المؤلف إلى أنه إذا رأى الشخص نفسه أعمى ملفوفًا في ثياب جديدة، فهذا يعني موته. ويبين النابلسي أن رؤية الشخص نفسه أعمى تستلزم وجوب قيامه بغزوة أو حجة. ويذهب إلى أن العمى قد يدل على حمل الشخص لمدحه أو تفاخره وعدم عودته لقوله. ويربط النابلسي بين العمى واكتساب السلطة والعلم، مستشهدًا بقصة النبيين إسحاق ويعقوب. ويشير كذلك إلى أنه إذا رأى الأعمى في المنام أنه استدبر القبلة، فهذا يدل على ضلاله. ويعتبر المؤلف العمى نقصًا أشد في الالتزام الديني مقارنة بالرمد. ويذكر أن العمى بالنسبة للمطيعين يدل على ازدراء أمور الدنيا والنظر إليها بنقص. ويشير النابلسي إلى أن العمى يمكن أن يمثل أيضًا كتمان الأسرار. بالنسبة للمسافر أو الغريب، فإن العمى يعني أنه لن يعود إلى وطنه. ويفسر النابلسي العمى بالنسبة للسجين بأنه علامة على التحرر، حيث يميل الناس إلى إظهار الرحمة وتقديم المساعدة للمكفوفين. ولمن يسعى لهدف معين، فإن رؤية الشخص لنفسه أعمى تدل على عدم تحقيق هدفه، حيث أن العين العمياء لا تستطيع بلوغ مقصودها. ويذكر المؤلف أنه إذا رأى الشخص مشاركته في تحدٍ أو مبارزة وهو أعمى، فهذا يعني أنه لن يرى خصومه.

وفيما يتعلق بأحوال العيون المحددة ورموزها: يوضح النابلسي أنه إذا رأى الشخص عينيه قد عميتا، فهذا يدل على أنه شخص سيكشف الحاجز بينه وبين الله. ويربط فقدان البصر باحتمالية الفقر بعد الغنى، أو الغنى بعد الفقر، أو فقدان شخص محبوب، سواء كان مالاً أو ولدًا أو عائلة. وقد يشير ذلك أيضًا إلى بئر مسدود، أو حارس مفقود، أو جاسوس ميت، أو إنكار للأعمال الحسنة. ويضيف أن ذلك قد يعني المرض، أو أن بصره قد استعاد عافيته، مما ينذر بالموت. وقد يفسر العمى أيضًا بالصمم.

وفقًا للنابلسي، فإن رؤية البياض في العينين توحي بتجربة الحزن أو الانفصال عن شخص عزيز. ويضيف أنه إذا زال هذا البياض، فهذا يعني لم الشمل مع شخص غائب منذ فترة طويلة، أو زوال الهم والغم إذا كان الرائي مهمومًا.

يفسر النابلسي العيون الزرقاء في المنام بأنها علامة على أن الرائي مذنب.

ويذكر أنه إذا رأى الشخص عينيه قد انتقلتا إلى باطن قدميه وهو يمشي بهما، فهذا يعني أن لديه مملوكين زوجهما بابنتيه.

ويشير النابلسي إلى أن رؤية الشخص يعالج عينيه تدل على إصلاح دينه. كما يقال إنها تعني إصلاح ماله، أو أنه سيُرزق ولدًا يكون قرة عينه. وإذا كان للرائي أخ غائب، فإن هذه الرؤيا تنبئ بالأمل فيه والسرور بحياته.

ويوضح المؤلف أنه إذا بدا بصر الشخص أقوى مما يدركه الناس، فهذا يعني أن باطنه الديني خير من ظاهره. وبالمقابل، إذا بدا بصره أضعف مما يُتصور، أو ضعيفًا مع عدم علم الآخرين بذلك، فإن حالته الدينية الباطنة دون ظاهره.

ويذكر النابلسي أن من يرى أنه أُعطي عينًا، فإن ذلك يرمز إلى صلاح دينه ونطق بالحكمة الخارجة من قلبه.

ويفسر رؤية العينين تسقطان في الحجر بأنه نذير بوفاة أخيه أو ابنه أو قريب عزيز.

وفقًا للنابلسي، إذا حلم الشخص بالزواج من امرأة يمتلك عينيها، فسوف يتزوج امرأة حمقاء جاهلة.

ويشير إلى أن العين البشرية يمكن أن تمثل ابنه أو حبيبه أو دينه.

ويربط النابلسي الحمرة في العينين بنقص في الدين، وأن العمى مؤشر أشد لهذا النقص.

بالنسبة للشخص المتدين، فإن رؤية عينه تفقد نورها أو تعمى تعني ابتلاء في دينه، مثل الوقوع في معصية، أو ترك الصلاة، أو منع الزكاة.

ويفسر النابلسي رؤية مائة عين بأنها تعادل امتلاك مائة درهم.

وبالمثل، فإن رؤية العينين في اليد تدل على مائة درهم.

يسرد المؤلف تفسيرات متنوعة لـ "العين"، بما في ذلك الرجل المعتبر، وجاسوس الملك، والرقيب، والرجل في القبيلة، وعين الماء، والمال.

ويذكر النابلسي أنه إذا رأى غير المسلم عيبًا في عينه، فإن ذلك يتعلق بماله وأبنائه.

ويوضح أنه إذا رأى الشخص عينيه قد تحولتا إلى أذنيه، فإنه سيصاب بالعمى، وسيسمع كل ما كان يراه ببصره عن طريق أذنيه، حيث ينتقل حس الإدراك لدى الأعمى إلى أذنيه.

رؤية الحمرة في العين تدل على تجربة الغضب أو الضيق بسبب حدث ما.

ويفسر النابلسي رؤية إحدى عينيه تُفقأ بأنها تلقي جزاءً على أفعاله السابقة. إذا فُقئت كلتا العينين، فهذا يعني فقدان ولد عزيز (قرّة العين)، أو تجربة شيء سلبي يتعلق بالممتلكات مثل المال أو الأطفال أو المنازل. كما يمكن أن يعني فقع العين طول العمر، أو حدوث مصيبة تؤثر على البصر. ويضيف أن الأفعال التي تُرتكب ضد الآخرين في المنام قد تصيب الرائي نفسه.

ويذكر أن رؤية الشخص نفسه أعور تدل على خسارة نصف ماله أو دينه، أو ارتكاب إثم كبير. إذا انقضى نصف العمر، فيجب على الرائي التوبة. وقد يعني أيضًا انتظار منفعة من اتجاه معين، أو وفاة أخ أو ابن. بالنسبة للشخص المتدين، فإن كونه أعورًا يدل على الشهادة بالحق؛ أما بالنسبة للشخص الفاسق، فمعناه فقدان نصف دينه، أو تجربة هم، أو مواجهة مرض خطير. وقد يعني أيضًا ابتلاءً للنفس، أو طرف، أو زوجة، أو شقيقة، أو شريك، أو زوال نعمة.

يفسر النابلسي رؤية عين رجل أو بهيمة على كتف الشخص بالحصول على مال خفي.

ويقول إن من رأى عينه مسمّرة، فهذا يعني أنه ينظر بريبة إلى زوجة صديقه.

يُعيّن النابلسي معاني لألوان العيون: العيون السوداء تمثل الدين، والعيون الشهلاء تمثل الانحراف عن الدين، والعيون الزرقاء تمثل البدعة في الدين، والعيون الخضراء تمثل دينًا يتعارض مع الأديان الأخرى.

وحدة البصر المحمودة جيدة لجميع الناس. أما ضعف البصر، فيشير إلى حاجة مالية مستقبلية وبطالة، حيث يُشبه المال بالبصر. إذا كان هناك أطفال، فإن ضعف البصر يعني أنهم سيمرضون؛ وإذا اختفت العينان، فسيموت الأطفال.

بالنسبة للفقير أو المسجون، فإن العمى يشير إلى نهاية معاناتهم. بالنسبة للمظلوم، فمعناه العثور على من ينقذه، تمامًا كما يساعد الكثيرون المكفوفين، مما يسمح لهم بالراحة. بالنسبة لشخص مسافر أو ينوي السفر، فإن العمى يعني أنه لن يعود إلى وطنه.

يشير النابلسي إلى أن الرموش البيضاء تنذر بمرض يؤثر على الرأس أو العينين أو الأذنين أو الصمم.

ويربط النابلسي قوة البصر بالهداية والعلم والبصيرة. إذا كان لدى الشخص قريب مريض، فإن شفاءه مؤشر عليه. وسيعتنق غير المسلم الإسلام، وسيصبح الفقير غنيًا أو يحصل على منصب عالٍ مناسب.

ويشير إلى أن برزوخ العينين قد يدل على الشدة.

إذا انتقلت عين من مكانها الطبيعي في الجسم، فهذا يعني ابتلاءً جسديًا، مثل النزيف أو التقرحات أو ظهور عيون جديدة على الجسم.

بالنسبة للمسافر الذي يخشى العطش، فإن رؤية عيون في الجسم أو العثور عليها على الأرض تعني اكتشاف الماء والاستفادة منه.

وقد تمثل العين الكبيرة بشكل استثنائي والتي لا يمكن وصفها عناية إلهية من الله سبحانه وتعالى.

ويذكر النابلسي أن تعمية العيون تعني عقابًا إلهيًا.

إذا وقعت عين شخص على شخص مختفٍ، فهذا يعني رؤيته.

وقد يتوافق النقص في العين مع الشعور بألم في الساق.

العين اليمنى ترمز إلى الابن، والعين اليسرى إلى الابنة.

يدل القذى في العين على السهر وفراق رفيق عزيز.

ينصح النابلسي بالفصل بين الابن والبنت إذا رأى الشخص عينًا تدخل في الأخرى.

ويفسر أكل عين رجل بأكل ماله.

هذا يعني تجاهل القوانين الدينية والطريق الإلهي.

ويذكر النابلسي أنه إذا نتف شخص رموشه، فإن عدوه سيفضحه.

رؤية العيون في الجسم، إذا كانت متناسبة، فهذا يعني الثروة. وقد ترمز العيون الجميلة إلى السحر أو الحياة أو الموت. يمكن أن تمثل العيون العائلة أو الأقارب أو الأطفال أو الأتباع. وقد يُشبّه أكل العيون بأكل البيض المقلي. والعين الجميلة تدل على الرزق.

في المنام، عين الماء تعني البركة والخير والرزق وتحقيق الأمنيات، خاصة إذا كان الرائي مستور الحال.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل رؤية العمى في المنام تميل غالبًا إلى التحذير من ضياع البصيرة أو الانشغال عن الهدى، وقد تحمل وجهًا آخر مبشرًا بالاستغناء بعد فقر. وتتقوّى الدلالة بحسب حال الرائي وسياق الرؤيا: فإن كان فيها من يعميه دلّ على من يضلّه، وإن كان العمى مع سفرٍ فهو نذير بطول الغربة، وقد يشير ضعف البصر أو ذهابه إلى حزنٍ شديد أو فقدِ عزيز. ويبقى التوقيت والعاقبة إلى الله.

التحليل خطوة بخطوة

  • الرموز والعناصر الرئيسة:
    • العمى نفسه: ورد أنه ضلالة في الدين، وقد يكون غنى لمن أصابه بعد فقر، وقد يدل على نسيان القرآن؛ ومن رأى أن إنسانًا أعماه فذلك إضلال من هذا الشخص، وإن رأى الكافر نفسه أعمى أصابه همٌ وحزن. كما قيل: مَن رأى نفسه أعمى ملفوفًا في ثياب جديدة دلّ على موته.
    • العمى مع تغير حال الرائي: قد يعبَّر بتقلّب الأحوال: افتقار بعد غنى أو استغناء بعد فقر، أو فقد من يعزّ عليه من مال أو ولد. وللغريب علامة على أنه لا يرجع إلى وطنه، وللسجين قد يفيد الفرج لما يجده الأعمى من رحمة الناس ومعونتهم.
    • دلالات العين عمومًا: العين اليمنى تُعبَّر بالابن واليسرى بالبنت، وضعف البصر يدل على احتياجٍ مالي؛ أما طمس العيون فهو من علامات العذاب، ووجود الحمرة غيظ وحنق عارض.
    • البياض أو الغشاوة: اتُّخذ من قصة يعقوب عليه السلام أصلٌ في أن الغشاوة والبياض في العين دلالةُ حزنٍ عظيمٍ يصيب الرائي ويصبر عليه.
  • الربط بالمصادر الثقافية العربية والإسلامية:
    • التراث التعبيري: نصوص عبد الغني النابلسي صرّحت بأن “العمى في المنام ضلالة في الدين، وهو أيضًا غنى… ومن رأى إنسانًا أعماه فإن هذا يضله… والعمى للغريب ألا يرجع إلى وطنه… وللسجين فرج” مع تفصيلاتٍ متعدّدة بحسب حال الرائي ووضعه.
    • من جهة دلالة العين في القرآن والسير: استُحضر من قصة يعقوب عليه السلام أن ذهاب البصر وبياض العينين يُتّخذ رمزًا لحزنٍ شديدٍ مقرونٍ بالصبر والرجاء.
  • التأويل النفسي والحياتي المحتمل:
    • على المستوى النفسي، قد يرمز العمى إلى العجز عن رؤية الحقائق أو تجنّب مواجهة قرارٍ مهم، أو المرور بمرحلة “تعتيم” معرفي بسبب ضغطٍ نفسي أو حزن.
    • إن وُجد في حياتك مؤثرٌ قويّ (خسارة، غربة، ضغوط دينية/أخلاقية، أو تأثير شخصٍ يزيغك عن رأيك) فقد يكون الحلم مرآةً لهذا الواقع، ويأتي تنبيهًا لمراجعة الصحبة والقرارات، وتقوية الصلة بالله، والعودة إلى ما ينير البصيرة من قرآنٍ وذكرٍ وعلمٍ نافع.

تنبيهات عملية وضوابط

  • إن كانت رؤياك مختصرة ولا تفاصيل فيها، فالغالب أنها من حديث النفس أو معنى عام لا يُبنى عليه أمر. إن تكرّرت أو كانت واضحة مستقرة في القلب، فابحث عن قرائنها في واقعك.
  • أحسن ما يُفعل بعد رؤيا مزعجة: الاستعاذة بالله من شرها، والنفث عن اليسار ثلاثًا، وكتمانها، وعدم التعويل عليها في قرارات مصيرية.
  • رجّح وجه الخير ما استطعت: إن كنت مهمومًا فابحث عن أبواب الاستغناء المشروع، وإن شعرت بفتورٍ ديني فراجع وردك من القرآن وتحرَّ الصحبة الصالحة، فالعَمى تأويله الأبلغ “نقصٌ في الدين” إذا قيس بالرمد كما نص عليه أهل التعبير. لإتمام التعبير بدقّة، أحتاج تفاصيل مثل:
  • حال الرائي: العمر، الحالة الدينية، الهمّ الغالب.
  • سياق العمى في الحلم: هل أعماك شخص؟ هل كان مع سفر أو سجن أو بكاء؟ هل كان ببياضٍ في العين أم ظلمة؟
  • توقيت الرؤيا وتكرارها.

إن لم تتوافر التفاصيل، فابقِ المعاني على عمومها المذكور أعلى، ووجّه قلبك لما ينفعك في دينك ودنياك.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 86-87. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 87. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 66. ISBN: 9789953724072.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.