تفسير حلم الميزان: دلالات العدل والقسط وميزان الأعمال

اكتشف معنى حلم الميزان عند ابن سيرين والنابلسي: العدل والقسط، قضاء الدين ووفاء النذر، دلالة اللسان وميزان القيامة، وتحذير وزن الفلوس وشهادة الزور.

فريق مفاتيح المنام
9 دقيقة
الميزان في المنامتفسير الأحلامابن سيرينالنابلسيميزان القيامة
تفسير حلم الميزان: دلالات العدل والقسط وميزان الأعمال

تفسير محمد بن سيرين

«وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن الميزان في المنام يدل على كل من يقتدي به الناس ويهتدون به، كالقاضي، والعالم، والسلطان، والقرآن الكريم . ويشير ابن سيرين إلى أن الميزان قد يدل أيضًا على لسان صاحبه، فما يُرى فيه من اعتدال أو غير ذلك يعود على الرائي في صدقه وكذبه، وخيانته وأمانته .

وإذا كان الرائي قاضيًا، فالعمود الذي يحمل الميزان هو جسده، ولسانه هو كلامه، وكتفاه هما أذناه. أما أوزان الميزان فتمثل أحكامه وعدله . وتدل الدراهم في الميزان على كلام الناس وخصوماتهم، بينما تمثل خيوطه أعوانه ووكلؤه . ويوضح ابن سيرين أن صنجات الميزان تمثل أعوان الحاكم . كما يشير إلى أن ميل اللسان إلى جهة اليمين يدل على ميل القاضي إلى المدعي، وميله إلى اليسار يدل على ميله إلى المدعى عليه . واستواء الميزان واعوجاجه يدل على عدله أو جوره على التوالي . ويعتبر ابن سيرين أن تعلق الحجر في أحدى جهتي الميزان دليل على كذب الرائي وفسقه . ويفيد أن وفور صنجاته دليل على فقه القاضي وكفاءته، ونقصانها دليل على عجزه عن الحكم .

ويذهب ابن سيرين إلى أنه إذا رأى شخص كأنه يزن فلوسًا، فإنه يقضي بشهادة زور .

وفي سياق آخر، يرى ابن سيرين أن الميزان قد يمثل حكم القاضي وعدله نفسه . وقد يكون الميزان نفسه هو القاضي، ولسانه كلامه، وكفتاه أذناه، وصنجتاه وأوزانه عدله وأحكامه، فيما تمثل الدراهم والدنانير خصومات الناس عنده . ويذهب إلى أنه قد يدل على الفقيه الذي يأخذ سؤالًا ويعطي جوابًا بالعدل والموازنة . كما يرى أنه قد يدل على المعبر الذي يعتبر ما يرد عليه ويزنه ويعبره، فيأخذ ما هو عام كالدنانير ويعطي ما هو مفصل كالدراهم، أو العكس .

يذكر المؤلف أيضًا أن المكيال يجري مجرى الميزان، وأن العرب تسمي الكيل وزنًا .»

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، يشير الميزان في المنام إلى دلالات متعددة. فهو يدل على المكيال، وكلاهما يشيران إلى الإيمان والعدل في القول والعمل والكيل. وقد يدل الميزان على الزوجة، كما يعبر عن قضاء الدين ووفاء النذر .

ويرى النابلسي أن ميزان العمل يدل على المهندس أو البناء، أما ميزان الطاحونة فيشير إلى رجل جليل في نفسه ولكنه حقير في همته وكسبه وعبارته وحركته. أما ميزان العظم فيدل على ولد زمني أو أبكم، وميزان المسك ينذر من الغفلة ويدعو إلى محاسبة النفس على النذور .

ويفسر النابلسي الميزان بأنه قد يدل على القاضي، فإذا كان قائماً جديداً في بلدته وكان فقيهاً قوياً، دل على ذلك. وتدل كفة الميزان على سمع القاضي، أما الدراهم فيه فهي الخصومات التي تجتمع عنده، والصنجات تمثل العدول الذين يفصلون القضاء . كما يوضح النابلسي أن الميزان النازل من السماء يعني طالب حق، وأن الصنجات هي فقه القاضي؛ فإن كانت وفيرة دل على كمال القاضي في فقهه، وإن كانت قليلة دل على عجزه في الحكم. ويضيف أن عمود الميزان هو نفس القاضي، ومسماره ولايته، وخيطه وسلسلته أعوانه ووكلاؤه، وحلقته خليفته أو من يثق به، ولسانه كلامه، وكفتاه سمعه. فإذا كانت الكفتان مثقوبتين، فالقاضي يرتشي، وإن كانتا صحيحتين فلا يرتشي. وإن مال لسان الميزان إلى اليمين، فالقاضي يميل إلى المدعي، وإن مال إلى اليسار، فإنه يميل إلى المدعى عليه .

كما أشار إلى أن من رأى أن بيده ميزاناً، فإنه على السنة . وأن من رأى أنه يزن فلوساً، فإنه يسمع شهادة الزور ويقضي بها . ويفيد النابلسي بأن ميزان القيامة يدل على ظهور الأسرار، وقيام الحجة، والفرح والسرور، والنصر على الأعداء، والعدل والإنصاف. فإن كان الرائي محاكماً وثقلت موازينه أفلح، وإن خفت خسر .

ويذهب النابلسي إلى أن الميزان مطلقاً يدل على كل من يُقتدى به ويُهتدى من أجله، كالعالم والسلطان والقرآن . كما أن رؤيته قد تدل على لسان صاحبه، فما رُئي فيه من اعتدال أو غير ذلك يعود عليه في صدقه وكذبه وخيانته وأمانته .

ويذكر النابلسي أن ميزان العلافين يدل على خازن بيت المال، والميزان الذي كفتاه من جلد الحمار يدل على التجار والمسوقة الذين يؤدون الأمانة في التجارات .

وفي سياق متصل، يربط النابلسي بين سوق الصرف وبين الوزن والميزان، مشيراً إلى أنه يدل على العلم بالنظم والنثر وإصلاح الكلام، وعلى الغنى بعد الفقر، ويدل أيضاً على دار الحكم لما فيها من تصاريف الكلام والوزن والميزان . ويرى أن عبارة "موازيني" في المنام تدل على القيام بالقسط والصدق في القول، وتدل على العلم والموضوعات المفيدة .

ويشير عبد الغني النابلسي إلى أن من رأى نفسه مكيالاً أو ميزاناً، فإنه ينال حكماً .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: الغالب في رمز الميزان في المنام أنه بشارة بتقويم الحال والعدل والإنصاف، والدعوة إلى محاسبة النفس والرجوع إلى القسط، وقد يدل على قضاء الدين ووفاء النذر، وعلى التثبّت في الأقوال والأعمال. وإن رآه الرائي في يده فذلك أمارة على اتباع السنة والاستقامة، أما وزن النقود الرديئة أو الفلوس فيحذر من شهادة زور أو قضاء بها. ويقوى معنى البشرى إن ظهر ميزان القيامة أو استقام لسان الميزان، ويدل حينها على ظهور الحق والفرح والنصر وتمام الحجة بإذن الله.

التحليل:

  • الرموز والعناصر:
    • الميزان: عند ابن سيرين يدل على كل من يُقتدى به ويُهتدى به كالقاضي والعالم والسلطان والقرآن، وقد يُحمل على لسان صاحب الرؤيا فيصدق عليه ما يرى من اعتدال أو اعوجاج في الميزان من صدق أو كذب وأمانة أو خيانة . وعند النابلسي هو دال على الإيمان والعدل في القول والعمل، ويدل كذلك على قضاء الدين ووفاء النذر.
    • تفاصيل الميزان: عمود الميزان وقائمُه وسلسلتُه ولسانه وكفتاه لكل منها دلالة على هيئة القاضي وحكمه وسمعه وأعوانه عند أهل التعبير، واستواء الميزان عدلٌ واعوجاجُه جورٌ، وميلُ لسانه لليمين ميلٌ للمدعي ولليسار للمدعى عليه.
    • حالات مخصوصة:
      • من رأى بيده ميزاناً فهو على السنة.
      • وزن الفلوس أو النقود الرديئة يؤول إلى سماع شهادة الزور والقضاء بها.
      • ميزان القيامة: ظهور الأسرار، قيام الحجة، الفرح والسرور، النصر على الأعداء، والعدل والإنصاف.
      • أنواع الموازين: ميزان العمل يدل على المهندس والبناء، وميزان العظم على ولد زمن أو أبكم، وميزان الطاحون على رجل جليل متواضع الهمة؛ وكلها إشارات نوعية بحسب الصنعة.
  • الربط بالمصادر العربية والإسلامية:
    • المعنى العام للميزان في تراث التعبير مقترن بالقسط والعدل، وهو ظاهر فيما نقله ابن سيرين من حمله على القاضي والقرآن واللسان، وما فصّله من أجزاء الميزان وأثرها في الحكم والعدالة.
    • النابلسي شدّد على كونه علامة الإيمان والعدل وقضاء الحقوق والوفاء بالنذور، وربط الميزان بقيام الحجة في ميزان القيامة، وكلّها معانٍ متسقة مع المعهود الشرعي في تعظيم العدل والقسط.
  • التفسير النفسي والحياتي:
    • الميزان رمزٌ لاتزان الداخل والميل إلى الموضوعية ومراجعة الذات. رؤيته قد تعكس حاجة الرائي لإعادة التوازن بين جوانب حياته (دين/دنيا، قول/عمل)، أو لاستكمال حقّ مؤجل كوفاء دين أو نذر.
    • استواء الميزان في المنام قد يعكس شعوراً بالإنصاف أو نجاحاً قريباً في حكم أو قرار. أما اعوجاجه أو ميله فيومئ إلى تحيزٍ أو ظلمٍ ينبغي التنبه له.
    • إن رأيت نفسك تزن نقوداً رديئة أو فلوساً، فهذه دعوة لمراجعة الأقوال والشهادات والتأكد من النزاهة قبل الإقدام على حكم أو موقف، تحرزاً من الوقوع في زور أو ظلم كما نبهت دلالة أهل التعبير. نصيحة عملية:
  • إن كانت رؤياك مشتملة على تفاصيل ككون الميزان بيدك، أو نزوله من السماء، أو استواء لسانه أو ميله، أو نوع ما توزنه، فاذكرها لنا لتخصيص التأويل. ومع عدم ورود تفاصيل، فالأصل أنها دعوة إلى محاسبة النفس، وإقامة العدل في القول والعمل، وردّ الحقوق والوفاء بالعهود. وقدّم وجوه الخير، واستكثر من الاستقامة واتباع السنة، فذلك أوفق لدلالة الميزان في الرؤى.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 250-251. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 125. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 244.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1229-1230.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1230-1231.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 676.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1257-1259.


عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.