تفسير حلم المغزل: رموزه ودلالاته للمرأة والرجل ومعاني الفلكة

اكتشف تفسير المغزل في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: دلالات فلكة المغزل للزواج والثبات، ومعاني انقطاع الخيط ونقض الغزل والسفر وعودة الغائب، مع إرشادات مهمة.

فريق مفاتيح المنام
7 دقيقة
المغزلفلكة المغزلتفسير الأحلامابن سيرينالنابلسي
تفسير حلم المغزل: رموزه ودلالاته للمرأة والرجل ومعاني الفلكة

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية المغزل تحمل تفسيرات متعددة.

فإذا رأت المرأة في منامها أنها أصابت مغزلًا، فإن ذلك يدل على أنها إن كانت حاملًا ستلد جارية، وإن لم تكن حاملًا أصابت أختًا. وأما فلكة المغزل، فيوضح ابن سيرين أنها تدل على زوج المرأة، وضياعها يؤول إلى طلاقه إياها، ووجودها يدل على مراجعته لها. ويفسر المؤلف نقض الغزل بنكث العهد، وانقطاع سلك المغزل بعودة المسافر الغائب. ولو رأت أن خمارها قد انتزع منها أو انتزع كله، دل ذلك على موت زوجها أو طلاقها، وإن احترق بعضه، أصاب الزوج ضر أو خوف من السلطان. وإذا سقطت فلكتها من المغزل، فإن ذلك يعني أن ابنتها قد يطلقها زوجها، أو أن أختها قد يطلقها زوجها.

ويشير المؤلف إلى أن غزل المرأة عمومًا يدل على مسافر يسافر أو غائب يقدم عليها، لأن المغزل يسافر عنها ويرجع إليها، أو أنها تفيد من عمل يدها وصناعتها.

أما بالنسبة للرجال، فإن رؤية الغزل بما يغزله الرجال تدل على السفر، أو إبرام أمر يدل على جوهر المغزول، أو التغزل في شعره. وفي حال غزل الرجل ما تغزله النساء، فيذهب ابن سيرين إلى أن ذلك كله ذلة تجري عليه في سفر أو في غيره، أو أنه يعمل عملًا يُنكر عليه وليس بحرام.

وقد حُكي عن ذي القرنين أن الغزل يمثل عمر الرجل، فإذا رأى كأنه غزل أو نسج وفرغ من النسج، فإنه يموت.

كما أفاد القيرواني، فيما نقل عنه، أن مجرى الفلكة، إذا نُسب السارق إلى امرأة، فإن زوجها يصيب امرأة غير محلل أو حرامًا.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية المغزل في المنام تحمل عدة دلالات.

يوضح النابلسي أنه إذا رأت المرأة في المنام أنها أصابت مغزلاً، دل ذلك على أنها ستلد جارية أو تصيب أختاً . وأفاد بأن انقطاع سلك المغزل في المنام يدل على إقامة المسافر عن صاحبة الرؤيا إذا كان لها مسافر . ويشير إلى أن من رأى أنه يفتل السلك بالمغزل، فإنه يستعين برجل غريب . ويرى النابلسي أن رؤية المغزل ذاتها قد تدل على الرسول، أو الجابي للمال، أو الدابة السريعة في قضاء الحوائج .

وفي سياق متصل، يتعلق بـ"فلكة المغزل"، يذكر المؤلف أنه إذا رأت المرأة أنها أصابت "فلكة مغزل" في المنام، فإن ذلك يدل على زواجها . ويستدرك بأن ضياع "الفلكة" للمرأة المتزوجة قد يعني طلاقها من زوجها، أو طلاق زوج ابنتها إن كانت لها ابنة متزوجة . ويفيد بأن رؤية المرأة وهي تعيد "الفلكة" إلى المغزل تعني رجوع زوجها إليها . كما يوضح أن رؤية المرأة وهي تنقض غزلها تعني أنها ستنقض عهدها . وعن "فلكة المغزل" بشكل عام، ذكر أنها دالة على الثبات في الأمور، وتعتبر دليلاً للمسافر، وتشير إلى المال الرابح، والزواج للأعزب .

أما بالنسبة لفعل الغزل، فيبين عبد الغني النابلسي أن من رأى أنه يغزل صوفاً أو شعراً أو ما شابه مما تغزله الرجال، فإنه يسافر ويصيب خيراً . ويذكر أن من رأى أنه ينقض غزلاً، فإنه ينقض العهود والمواثيق . وعن رؤية امرأة تغزل القطن، أفاد بأنها تدل على خيانة الزوجة لزوجها .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: المغزل في المنام يرمز غالبًا إلى إبرام الأمور وتيسيرها، وإلى سفر أو قرب عودة غائب، وقد يدل للمرأة إذا أصابت مغزلًا على بنتٍ تُرزق بها إن كانت حاملًا، أو على نيل أخت إن لم تكن حاملًا. وفلكة المغزل خاصةً تُبشّر للعازب/العازبة بالزواج، وللمتزوجة بثبات أمرها، وقطع خيط المغزل يدل على إقامة المسافر وانقطاع سفره، بينما نقض الغزل يُحذّر من نقض العهد. كما قد يدل المغزل على الرسول وقابض المال، والاستعانة بغيرك لقضاء الحاجة. وكلّ ذلك يتأكد أو يتغير بحسب حال الرائي وتفاصيل رؤياه. تحليل الرموز والمعاني:

  • الرموز:

    • المغزل: آلة الغزل وما يتصل بها من إبرام وتدبير.
    • الخيط: سير الأمر وامتداده، وقطعه انقطاع السبب.
    • فلكة المغزل: قطعة المغزل الدالّة على الثبات والزواج والدليل للمسافر.
    • فعل الغزل/نقضه: بناء الأمر بعد تدبير أو نقض ما أُبرم.
  • دلالاتها عند أهل التعبير:

    • عند النابلسي: رؤية المرأة أنها أصابت مغزلًا: ولادة جارية أو نيل أخت. وقطع خيط المغزل يدل على إقامة المسافر. والمغزل يدل على الرسول أو الجابي، ولفّ الخيط بالمغزل استعانة برجل غريب . وفلكة المغزل: زواج للعازبة، وثبات في الأمور، ودليل للمسافر، وإن ضاعت فلكة المتزوجة طلقها زوجها، وإن ردتها راجعها زوجها، ونقض الغزل نقض للعهد.
    • عند ابن سيرين: للمرأة إذا أصابت مغزلًا وكانت حاملًا ولدت جارية، وإن لم تكن حاملًا نالت أختًا. وإن انقطع سلك المغزل أقام المسافر عنها. وسقوط الفلكة قد يدل على طلاق بنتها أو أختها. كما نصّ على أن نقض الغزل نقضُ العهد، وذكر صلة الخيط بآية “حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود” إشارةً لمعنى البيان والتمييز في الأسباب والدلالات . ونُقل أيضًا أن تباطؤ الغزل أو تعجيله يرتبط بالسفر وقدوم الغائب بحسب الحال.
  • الربط الثقافي والشرعي:

    • جرى في لسان العرب والشرع تمثيل الغزل ونقضه بمعاني إبرام العهد ونقضه؛ لذلك غلب عند المعبّرين حمل نقض الغزل على نقض العهود، وهو ما أورده أهل التعبير صراحةً في باب فلكة المغزل ونقضها . كما أن إشارة ابن سيرين إلى الخيط ومعناه في البيان تعضد رمز الأسباب الواضحة والموثوقة في سير الأمور.
  • الأبعاد النفسية والحياتية:

    • المغزل يعكس حالة “النسج المتدرّج”: العمل الدؤوب، ترتيب الأولويات، والصبر حتى يكتمل الأمر. ظهوره قد يشير إلى مشروع تُحاول(ين) إحكامه خطوةً خطوة، أو إلى رغبة في الاستعانة بذي خبرة لإتمام شأن (لفّ الخيط استعانة بغيرك).
    • إذا غلب في الرؤيا معنى النقض أو انقطاع الخيط، فقد يُشير إلى تردّدٍ أو خوفٍ من الالتزام، أو إلى ظرف خارجي يوقف سفرًا/مشروعًا قائمًا. أمّا ظهور الفلكة ثابتة فيميل لمعنى الاستقرار وثبات القرار، بل والبشارة بالزواج لغير المتزوجين. تنبيه ونصيحة:
  • لأنك لم تذكر/ي تفاصيل: من رأى؟ امرأة أم رجل؟ أعزب/عزباء أم متزوج/ة؟ هل في الواقع لكم مسافر تنتظرونه؟ وهل في الرؤيا كان هناك قطعٌ للخيط أو نقضٌ للغزل أو سقوطٌ للفلكة؟ هذه القرائن تغيّر جهة التأويل. إن رغبت برأيٍ أخصّ، فاذكر/ي مشهد الرؤيا كاملًا وحالك الراهن. وحتى ذلك الحين، فخذ/ي من الرمز ما فيه رجاء: إحكام أمرك بتدرّج، وثبات على قرار خير، وتوقّي نقض ما تُبرِمُه يدُك.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1226-1227.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 944-945.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 931-933.


عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.