تفسير حلم اللسان في المنام: معاني الطول والقطع والانشقاق

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، يُعد اللسان ترجمان صاحبه ومدبر أمره، فهو المؤدي لما في قلبه وجوارحه من صلاح أو فساد بما ينطق به.

ويبيّن ابن سيرين أن من رأى لسانه مشقوقاً ولا يقدر على الكلام، فإنه سيتكلم بكلمات تجلب عليه وبالاً، ويناله ضرر بقدر ما رآه من الضرر. ويشير إلى أن ذلك قد يدل أيضاً على الكذب، أو خسارة التاجر في تجارته، أو عزل الوالي عن ولايته.

أما من رأى أن طرف لسانه قُطع، فإنه يعجز عن إقامة الحجة في الخصومة، وإذا كان من الشهود لم تُقبل شهادته. وذهب بعضهم إلى أن رؤية اللسان مقطوعاً تدل على الحلم والصبر.

وإذا رأى الرجل أن زوجته قطعت لسانه، فإن ذلك يدل على إحسانه إليها وبره بها. أما المرأة المقطوعة اللسان، فعلى عفافها وسترها. ويرى النابلسي أن قطع لسان فقير يؤول بإعطاء شيء لسفيه.

ويوضح ابن سيرين أن التصاق اللسان بالحنك يدل على جحوده لديون عليه أو أمانات كانت عنده. ومن رأى أنه منعقد اللسان، فقد نال فصاحة وفقها، ورزق رياسة وظفراً بالأعداء، استناداً لقوله تعالى: "واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي".

ويفيد أن الخرس يدل على فساد الدين، وقول البهتان، وسب الصحابة، وغيبة الأشراف.

وفي سياق آخر، يذكر محمد بن سيرين أن اللسان الطويل، إذا لم يكن في سياق خصام أو منازعة، دل على بذاءة اللسان. ومع ذلك، قد يدل طول اللسان أيضاً على ظفر صاحبه بفصاحته ومنطقه وحلمه وأدبه وعظته. وإن رأى الإمام أن لسانه قد طال، فذلك يعني كثرة أسلحته ونيله مالاً بسبب مترجم له.

ويضيف ابن سيرين أنه إن نبت على اللسان شعر أسود، فهو شر عاجل، وإن كان شعراً أبيض، فهو شر آجل. وإذا رأى الشخص أن له لسانين، رزق علماً إلى علمه، وحجة إلى حجته، وظفراً بأعدائه.

ويرى محمد بن سيرين أن من رأى أنه يتكلم بكل لسان، فإنه يملك أمراً عظيماً في الدنيا ويُعز، مستشهداً بقوله تعالى عن يوسف عليه السلام: "إني حفيظ عليم".

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، يُعتبر اللسان في المنام ترجمان صاحبه ومدبر أموره، وهو موضع الخطيئة، فمن حركه فقد أخطأ بخطيئة.

ويوضح النابلسي أن رؤية زيادة في اللسان، كطول أو عرض أو انبساط في الكلام أثناء الحج، تدل على قوة لصاحبه وظفر بخصومه. وإن رأى لسانه طويلاً دون وجود نزاع، فهذا يشير إلى أنه بذيء اللسان، وقد يدل طوله أيضاً على الفصاحة والأدب. ثم يذكر أن رؤية لسانين للشخص تعني رزق علم إضافي وحجة غير حُجته، وقوة وظفر بالأعداء.

ويفيد أن نبت الشعر الأسود على اللسان يمثل شراً عاجلاً، بينما الشعر الأبيض يدل على شر آجل. كما أشار إلى أن رؤية الشعر على اللسان قد تدل على نظم أو إنشاد الشعر. وإنبت الشعر على اللسان، إن كانت صناعة الرائي الكلام، فسد عليه نظامه، وإن لم يكن من أربابه، تعسر عليه أمر القوت. ويذهب النابلسي إلى أن اللسان الأسود يدل على السيادة باللسان على القوم، أما إن كان الرائي من الأراذل، فإنه يكون كذاباً أو شاعراً. ويشير إلى أن انشقاق اللسان نصفين يدل على الكذب.

وبيّن النابلسي أن انعقاد اللسان وعدم القدرة على الكلام يدل على تعطيل عن الأعمال وربما فقر. وأما لزق اللسان بالحنك، فيدل على جحود حق أو جوهر اؤتمن عليه. ويضيف أن رؤية الشخص يأكل لسانه تدل على الندم على كلام قاله، أما إن كان من الولاة، فيأكل أموال الناس بلسانه، وقد يدل ذلك على كثرة الصمت وكظم الغيظ والمداراة. كما يوضح المؤلف أن من عض لسانه فإنه يكظم غيظه، وربما دل ذلك على شرهه في الأكل.

ويشير عبد الغني النابلسي إلى أن اللسان يمكن أن يدل على الترجمان، والمال المكنوز، والجاه، والعلم، والخادم، والأجير، والدار، والدابة، والعدو، والزوجة، والكلام، والرزق، والمحتال، والشرطي، وخادم السجون. وعندما يرى الناس يلحسون لسان الشخص أو يمصونه، فإنهم يلتمسون من علمه. ويرى النابلسي أن اللسان قد يدل على ما يحتمي به الإنسان كسيف أو عدة. كما قد يدل اللسان على الأسير أو الحية في الحجر. ومن رأى أنه ينظر إلى لسانه، فهو حافظ لسانه.

ويفرق المؤلف بين رؤيا قطع اللسان بحسب حال الرائي. فبالنسبة للملك، فإن قطع لسانه قد يدل على عزل نائبه أو وزيره، أو فقدان مال عظيم، أو غلبة العدو على بعض بلاده. وإذا رأى السلطان أن لسانه قُطع، فإن ذلك يعود إلى ترجمانه بموت أو عزل. وللسان الملك إذا طال زادت بلاده ومملكته وكلمته، وإن طال حتى وصل إلى السماء، عُزل عن ظلم أحدثه.

وإن رأى العالم أن لسانه قُطع، فإنه يغلب في مجادلته، وربما مات خادمه أو تلميذه أو ولده. ويوضح أن قطع لسان العاصي قد يدل على لزوم الصمت وشكر الله. أما إن رأى الصانع لسانه مقطوعاً، فقد فقد أجيره أو شريكه، أو باع داره أو أجرها، أو ماتت دابته.

ويضيف النابلسي أن فقدان اللسان قد يدل على شماتة الأعداء، أو موت من يحبه، أو انقطاع بره عنهم، أو تعطل حمل شجرته. ويوضح أن قطع لسان الفقير يعني إعطاء شيء لسفيه وإمساك لسانه. ويرى النابلسي أن رؤية اللسان مقطوعاً قد تدل على موت شخص يعمل في التنظيف أو استخراج الخبايا، أو على رجل شرير. كما قد يدل قطع اللسان على طلاق الزوجة، أو انقطاع كلام الرائي من المكان الذي هو فيه، أو بطلان رزقه. وفي المقابل، يرى المؤلف أن رؤية اللسان مقطوعاً تدل على الحلم.

وإن رأى الشخص في محاكمة ورأى لسانه مقطوعاً، فإن حجته تدحض ويُقهر. ومن قطع طرف لسانه وكان له شاهد، فإنه يشك في شهادته. وإن كان تاجراً، خسر في تجارته. وإن كان طالب علم، لم ينل شيئاً. ويشير إلى أن قطع لسان الوالي يدل على عزله. ويذكر أن قطع لسان الشاعر يدل على مال يصل إليه ممن قطعه. وإذا رأى فقير أنه قطع لسان فقير آخر، فإنه يقهره.

ويشير إلى أن رؤية لسان الزوجة مقطوعاً تدل على عفتها وسترها. وإن رأى الرجل أن زوجته قطعت لسانه، فإنها تلاطفه.

ويرى النابلسي أن اللسان قد يمثل طفلاً رضيعاً، وأسد الغار، وفارساً مكاراً. وإن رأى أن لسانه قد فُقد، فإن طفله الرضيع يموت. وإن رأى أن له ألسنة كثيرة ولم يكن ذا شرف، فإنه يرزق أولاداً، وإن اختلفت ألوان الألسنة، دل ذلك على اختلاف كلامه وحجته. وإن رأى أن له لساناً مع لسانه، دل ذلك على النميمة وإلقاء الكلام بين الناس، لأنه يقال: فلان بلسانين ووجهين. وإن كان اللسان الزائد لا يمنع الكلام والنفع، فربما دل على الصدق والتودد لقوله تعالى: "واجعل لي لسان صدق في الآخرين".

ويذكر المؤلف أن رؤية لهاته زادت حتى كادت تسد حلقه، تدل على حرصه في جمع المال وتضييق النفقة، وربما دل ذلك على دنو أجله. ويختتم عبد الغني النابلسي بأن اللسان يمثل كمالاً وجمالاً وحجة وسيرة وذكرًا.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل إن كان مقصودك رمز “اللسان” على العموم في المنام، فهو يدل في الغالب على الكلام والحجة والجاه والعلم، ويتغير معناه بحسب حاله: فطول اللسان بلا خصومة قد يدل على بذاءة اللسان، ومع الخصومة يدل على قوة وظفر بالحجة. وانشقاق اللسان كذب، ولصوقه بالحنك جحود لحق. واسوداد اللسان سيادة ورفعة لمن كان أهلاً لها، وقد يكون كذباً لمن كان من الأراذل. وأكل اللسان ندم وصمت. وتعدد الألسنة يُحمل على كثرة الأولاد، وقد يدل اللسان الزائد على نميمة إن كان يمنع النفع، وإن لم يمنعه فقد يكون لسان صدق. وقطع اللسان يُضعف الحجة، وقد يدل للتاجر على خسارة، وللوالي على عزل، وللزوجة إذا رُئي لسانها مقطوعاً على عفاف وستر. هذه دلالات إجمالية، ويُرجّح منها ما يوافق حال الرائي وقرائن رؤياه. التحليل والبيان

• تحديد الرموز ومعانيها:
  • أصل الرمز: اللسان ترجمان صاحبه ومدبر أموره، وقد يدل على المال المكنوز والجاه والعلم والخادم والكاتب، وحتى على ما يحتمي به المرء كسيف أو عدة، وعلى الأسير أو الحية في حجرها، وعلى النائب أو الوزير للملك.
  • صور اللسان:
    • طول اللسان: ظفر وقوة في مقام خصومة، وبذاءة إذا خلا من النزاع.
    • انشقاقه نصفين: علامة كذب.
    • اسوداده: سيادة باللسان على القوم، وللأراذل كذب أو شعر مذموم.
    • لصوقه بالحنك: جحود حق أو أمانة.
    • أكل اللسان أو عضه: الندم على قول، وكظم للغيظ وكثرة صمت، وقد يدل على شَرَه في الأكل.
    • كثرة الألسنة: أولاد كُثر، وإن كان اللسان الزائد لا يمنع الكلام فقد يدل على “لسان صدق” لقوله تعالى: واجعل لي لسان صدق في الآخرين، أما إن دلّ على وجهين فربما كان نميمة وإلقاء كلام بين الناس.
    • قطع اللسان: دحض الحجة في المحاكمة، وخسارة للتاجر، وغلبة في المناظرة للعالِم مع احتمال فقد خادم أو تلميذ، وعزلٌ لنائب الملك، وقد يدل فقد اللسان على شماتة أعداء أو موت محبوب، وللفقير قطع لسانه إعطاءٌ لشيءٍ لسفيه وإمساك لسانه. ورؤية لسان الزوجة مقطوعاً عفةٌ لها، وإن رُئي أن الزوجة قطعت لسان زوجها فتلطفها معه.
• الربط بالمصادر العربية والإسلامية:
  • توسعة اللسان وقوته في مقام الحجة من معاني الظفر والغلبة في التراث، وقد نصّ عبد الغني النابلسي على جلّ هذه الصور مفصلة في باب اللسان من تعطير الأنام، مستشهداً أيضاً بلسان العرب القرآني كقوله تعالى: واجعل لي لسان صدق في الآخرين في دلالة اللسان الزائد الذي لا يمنع النفع على الذكر الحسن.
• الأبعاد النفسية والحياتية:
  • اللسان في لغة النفس يمثل التواصل والحدود والكبح الانفعالي. ظهور اللسان بما فيه من عُسر أو انطلاق قد يعكس:
    • صراعاً حول ما قيل أو ما سيقال (أكل اللسان/عضّه = ندم، رغبة في كظم الغيظ).
    • حاجةً لتقوية المهارات التواصلية أو ضبطها (طول اللسان = إفراط/قوة حجاجية).
    • شعوراً بالذنب أو بخيانة أمانة قولية (لصوق اللسان بالحنك = جحود/إنكار).
    • توتر علاقاتي يتصل بالنميمة أو تعدد الوجوه (لسانان أو أكثر).
  • تذكير منهجي: الرؤيا الصالحة موجزة واضحة، أما الأضغاث وحديث النفس فمضطربة وتشغلها هموم اليوم. وما يخص اللسان قد يكون من حديث النفس إن كان الرائي مشغولاً بخلافات كلامية أو محاكمات أو مناظرات أخيراً.

نصيحة وتكميل

• إن كانت لديك رؤيا محددة عن اللسان (هيئته، لونه، قطعه، تكلمه، مكانك وحالك وشعورك)، فاذكر تفاصيلك: حالتك الاجتماعية، وقت الرؤيا، شعورك أثناءها وبعدها، وهل لك خصومات أو مرافعات أو ندم على كلام. بهذه القرائن يُرجَّح المعنى الموافق لحالك على ضوء القواعد المذكورة.
• عملياً: إن غلب على قلبك أن الرؤيا تحذير، فأحسن الظن وابدأ بإصلاح القول، واحفظ لسانك عن الغيبة والنميمة، واطلب “لسان صدق” بإكثار الذكر وحسن الخطاب، فالتعبير اجتهاد والصدق من الله، ولا يُبنى على المنام حكم شرعي ولا خصومة.

المراجع النصية

• تفصيل دلالات “اللسان” وصوره: تعطير الأنام لعبد الغني النابلسي، باب اللام: طول اللسان، انشقاقه، اسوداده، لصوقه بالحنك، أكل اللسان، قطع اللسان، تعدد الألسنة، وربطه بلسان الصدق، ودلالات اللسان للملك والعالِم والفقير والزوجة وغيرها.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 67. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 87-88. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 235-236. ISBN: 9789953724072.

بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.