تفسير حلم الشعر في المنام عند ابن سيرين والنابلسي بالتفصيل
دليل شامل لتفسير رؤية الشعر في المنام وفق ابن سيرين والنابلسي: شعر الرأس واللحية والشارب والجسد، دلالات الطول والقص والسقوط والشيب والحلق، ويرمز للمال والهم.
تفسير محمد بن سيرين
وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، وردت التفسيرات التالية للشعر:
الشعر (بمعنى المنظوم) يشير ابن سيرين إلى أن الشعر (المنظوم) يمثل قول الزور . ويوضح أن من رأى أنه يقول الشعر بغرض الكسب، فإنه سيشهد بالزور . كما يبين أن قراءة قصيدة في مجلس تدل على حكمة تميل إلى النفاق . ويفيد أن سماع الشعر يعني حضور مجالس تقال فيها الباطل .
شعر الرأس يرى محمد بن سيرين أن شعر الرأس يمثل مالًا وعمرًا طويلًا . ويذكر أن حسن شعر الرأس يدل على الشرف والعز . وعندما ترى المرأة شعرها كثيفًا ويراه الناس، يفيد ذلك بتعرضها للفضيحة في أمر ما . ويضيف ابن سيرين أن سقوط شعر مقدم الرأس يدل على الذل الفوري . وإذا انتثر شعر مؤخر الرأس، فهو يدل على هوان يصيب الرائي في حال شيبه . أما تساقط الشعر من الجانب الأيمن من الرأس، فيدل على إصابة الرائي بالذكور من أقربائه . وإن كان شعر الجانب الأيسر، فإنه يصاب بالإناث من أقربائه . ويستدرك المؤلف، أنه إن لم يكن للرائي قرابة من الرجال والنساء، فإن الضرر يعود إليه نفسه .
ويوضح أن حلق الشعر أو تقصيره للرجال في الحج يدل على الأمن والفتح وقضاء الدين والفرج . ويشير إلى أن هذا التأويل يكون كذلك في غير الحج، ولكنه أقوى في الحج . ويذهب ابن سيرين إلى أن هذه الرؤيا إن كانت للفقير فهي قضاء دين، وللغني نقصان مال . ولكن، فإن كان صاحب الرؤيا رئيسًا وحلق في غير موسم الحج، فإن رؤياه تدل على افتقاره أو عزله أو هتك ستره . وإن كان الرائي من أهل الصلاح، فإن حلق شعره يدل على ضعف بطشه . وينبه المؤلف إلى أن من رأى رأسه محلوقًا دون أن يرى نفسه يحلق، فإنه يظفر بالأعداء وينال قوة وعزًا . وقال بعضهم، إنما يصلح الحلق في التأويل لمن عادته الحلق . وقيل إن حلق الرأس للمحارب يوجب الشهادة في التأويل .
ويبيّن ابن سيرين أن طول الشعر محمود، خاصة للنساء لاستعمالهن إياه في الزينة . وإن رأى فقير شعره طويل، اجتمع عليه مع فقره دين وربما حبس . ويرى أن رؤية الشعر جعدًا وسبطًا معًا تعني التشرف والعز . فإن رأى شعره الجعد صار سبطًا، فهو يدل على التضعضع وعدم المساواة بما كان عليه . وإذا رأى شعره سبطًا طويلًا متفرقًا، فإن مال رئيسه يتفرق . وإن كان الشعر ناعمًا لينًا، فهو زيادة مال رئيسه .
ويكره ابن سيرين بياض الشعر للشباب، ويقول إن الشيب يمثل الفقر والهم . ويفند رؤية الشاب الذي يرى بياضًا في شعره، فيقول إنها تدل على قدوم غائب عليه . ويذكر المؤلف أن الشيب في التأويل قد يدل على زيادة وقار ودين . ويحتمل أن يكون زيادة عمر، مستشهدًا بقوله تعالى: "ثم لتكونوا شيوخا" . ويشير ابن سيرين إلى أن من رأى رأسه أشيب، فإنه يولد له، مستشهدًا بقوله تعالى: "واشتعل الرأس شيبا" .
ويذكر أن المرأة إذا رأت شيب جميع رأسها، دلت رؤياها على فسق زوجها . فإن كان صالحًا، يغايرها بامرأة أخرى أو جارية . وإن لم يكن كذلك، يصيبها منه غم أو حزن . وتوضح أن الذؤابة للرجل هي ابن مبارك إن كان متزوجًا، وإن كان أعزب فهي جارية جميلة يشتريها . وللمرأة تدل على ابن رئيس وخصب السنة . وتفيد بأن سواد شعر المرأة يدل على محبة زوجها لها واستقامة أحوال زوجها . وإن رأت امرأة كشفت شعرها، دل ذلك على غياب زوجها . فإن استمرت مكشوفة الرأس، فلن يرجع إليها زوجها، وإن لم يكن لها زوج، فلن تتزوج أبدًا .
شعر اللحية وينتقل ابن سيرين لتفسير اللحية، فيقول إن طالت فوق قدرها دلت على دين وغم . فإن طالت حتى سقطت على الأرض، دلت على الموت . وإن طالت حتى التصقت ببطنه، أصاب مالًا وجاهًا يتعب فيه بقدر ذلك . ويشير إلى أن طولها المناسب يجلب مالًا وجاهًا وعيشًا طيبًا . وإن طالت حتى بلغت السرة، دل ذلك على أنه في غير طاعة الله . وإن طالت جوانبها دون وسطها، فينال مالًا يستمتع به غيره .
ومن رأى أن لحيته بيضاء براقة، نال عزًا وجاهًا وذكرًا . فإن رآها شمطاء، أصاب جاهًا ووقارًا . وإن كانت أشد سوادًا وأحسن مما كانت، أصاب هيبة وعزًا وجاهًا وجمالًا . فإن شابت وبقي منها سواد، دل ذلك على الوقار . وإن لم يبق سواد، افتقر وذهب جاهه .
ويشير إلى أن سواد شعر اللحية يدل على الاستغناء إذا كان حالكًا . فإذا ضرب السواد إلى الخضرة، نال ملكًا ومالًا كثيرًا ولكنه يكون طاغيًا . وصفرتها تدل على الفقر والقلة . وأما حمرتها، فدليل الورع .
وتذكر أن زيادة شعر الشارب مكروهة، ونقصانه محمود .
ويفسر نتف اللحية للغني بأنه إسراف في ماله، وللفقير يدل على عظيمين يجتمعان عليه . كما يدل على أنه يستقرض شيئًا فيقرضه لآخر . وحلق اللحية يعني ذهاب المال والجاه . وإن رأى أنه قطع من لحيته ما فضل عن قبضته، فهو يؤدي زكاة ماله . والشيب في اللحية يدل على الوقار والهيبة . والخضاب ستر، فإن كان بالحناء دل على التمسك بالسنة . وإن رأى أنه خضب رأسه دون لحيته، فهو يحفظ سر رئيسه . وإن خضب كليهما، يجتهد في إخفاء فقره ويطلب القدر عند الناس . وإن قبل الشعر الخضاب، فإن جاهه يرجع ول يبقى كثيرًا . وإن كان الخضاب بطين أو جص، فهو يطلب محالًا ويشتهر أمره .
ويقول إن لحية المرأة تدل على أنها لا تدل أبدًا، أو تدل على مرضها . وقيل إن تأويلها زيادة مال زوجها وابنها وشرف ولدها . وإن كانت متزوجة، دلت على غيبة زوجها وابنها . وإن كانت حبلى، تلد ابنًا ويتم أمره .
وينقل عن ابن سيرين رجل رأى لحيته طالت ولم يطل سباله، فقال له: "تصيب ما لا ينتهي به غيرك" . ويشرح أن نصف اللحية المحلوقة تعني الافتقار وذهاب الجاه . فإن حلقها شاب مجهول، ذهب جاهه على يد عدو يعرفه أو سميه . وإن حلقها شيخ مجهول، ذهب جاهه على يد رئيس مستغل . وإن رآها مقطوعة، يقطع من ماله وذهاب جاهه بقدر القطع . وإن رآها محلّقة، ذهاب وجهه في عشيرته ومقدرته من ماله . ويوضح أن الحلق أيسر من النتف، وقد يكون النتف صلحًا فيه مشقة . روي أن رجلًا رأى أنه ينتف لحية عمه حتى استأصلها، فقال له ابن سيرين: "إنك تأكل ميراث عمك" . ويذكر أن طول اللحية وكثرة الشعر معًا تدل على طول العمر وزيادة المال . ويذكر أن رؤية لحية للصبيان الذكور قبل وقتها تدل على الشر، وقد تعني الموت قبل البلوغ .
شعر الجسد ويوضح أن نبات شعر الجسد للرجل يدل على حمل امرأته . وأن كثرته للمكروب زيادة في كربه . وللمسرور زيادة في سروره وغناه . وسقوطه يدل على ذهاب الغنى . وزيادة شعر البدن للغني مال، وللفقير دين يجتمع . وإن رأى شعر جسده أبيض، وكان غنيًا أصابه خسران وماله أشرف على الفناء . وإن كان فقيرًا، دل ذلك على دين يمكن قضاؤه . وأما استحالة شعر جسده إلى شعر بهيمة أو سبع، فتدل على وقوعه في الشدائد .
شعر الصدر ويدل كثرة الشعر على الصدر على دين يركبه الرائي . ويورد ابن سيرين قصة رجل رأى شعرًا كثيرًا نبت في صدره وكان يعقده، فقال له: "عقدت أمانة فأديتها" .
تفسير عبد الغني النابلسي
«وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية الشعر في المنام تحمل دلالات متعددة وغالبًا ما ترتبط بالمال، والعمر، والهيبة، والهموم، والديون.
تفسيرات عامة للشعر: يشير النابلسي إلى أن الشعر بشكل عام يمثل مالًا لمن يملكه أو يحويه. ويوضح المؤلف أن إزالة شعر الشارب والإبط تدل على قضاء الديون، وزوال الهم، واتباع السنة. كما يفيد بأن ضفر الشعر يدل على إتقان الأمور. ويرى أن ضفر شعر النساء يعد دليل خير، وللشخص المعتاد على ضفره فإنه يدل على حفظ المال وجمعه، بينما يذهب إلى أن ضفر الشعر لغير هؤلاء، كالفقير أو الأعمى، يدل على تعقد الأمور. وينبه النابلسي إلى أن الشعر إذا نبت في غير محله، أصاب الرائي هم. ويذكر أن حلق شعر الرأس وقصه في زمن الحج يدل على الأمن. ومن قوله، فإن قصه ونتفه، إذا لم يشن الخلقة، فهو ذهاب للهم. ويذكر قولًا أن نتف الشعر يدل على وفاء الدين على كره من الرائي. ويفيد النابلسي أن الشعر الذي يشبه شعر الفرس يدل على القبض على صاحبه إن كان لصاً أو آبقاً، ويحذر الحر من أن يصير عبداً. كما أن رؤية الشعر كشعر الخنزير تدل على إصابة الرائي بشدائد. ويذهب المؤلف إلى أن الشعر الرديء في المنام يدل على مرض الرعشة. ويضيف النابلسي أن تحول شعر الآدمي إلى شعر حيوان أو سبع يدل على الوقوع في الشدائد، وقد يدل للفقير على الاستغناء. كما يشير إلى أن حسن الشعر قد يدل على الأعمال الصالحة، وأن الشعر المليح في المنام يدل على الاستشعار بالخير، أما الرديء فيدل على الشر.
تفسيرات شعر الرأس: يُعتبر شعر الرأس عند النابلسي مالًا وطول عمر. فمن رأى أن شعر رأسه طال، طال عمره. وإن رأى أن على رأسه جُمة شعر ووصلها بشعر آخر، فإن كان غنيًا ازداد ماله وكثر، وإن اقترض مالًا واتجر به، وإن كان فقيرًا، فقد اجتمع عليه دين وسيستدين لغيره. ويوضح النابلسي أن رؤية الشعر الكثيف في غير محله، مثل شعر الوجه أو حيث لا ينبت الشعر، تكثر الدين على الرائي. ويشير المؤلف إلى أن الشعر إذا كان سبطًا أو جعدًا، فإن ذلك يدل على الشرف والعز. وإن تحول الشعر السبط إلى جعد، دل ذلك على التضعضع والانحدار في الحال. وإن صار الشعر الجعد سبطًا طويلًا متفرقًا، فإن مال رئيسه يتفرق، أما الشعر إذا كان ناعمًا لينًا، فيدل على نماء من رئيسه. وتفيد جُمة الشعر عند النابلسي أنها لحملة الصلاح وقاية، وللغني مال، وللفقير ديون. وإن رأى النابلسي شعره جعدًا، فإن رئيسه ينال سيادة وعزًا وتجتمع له أموره. ومن رأى أن له شعرًا طويلًا وهو مسرور به، فإن ذلك محمود، خصوصًا في النساء. وإن رأى أن شعر رأسه كثر وطالت لحيته وضفر شعره جميعًا ضفائر، فإنها ديون كثيرة عليه. ويذهب النابلسي إلى أن كثرة الشعر للمهموم زيادة في همه، وللمسرور زيادة في سروره. وإذا رأى الرجل في منامه أن على رأسه قرونًا من شعر، فإنه رجل منيع. وإن رأى أن شعر مؤخر رأسه قد انتثر، أصابه ذل، وقد يدل ذلك على هوان يصيبه في حال شيبه. وإن رأى أن شعر الجانب الأيمن من رأسه انتثر، دل على إصابته بالذكور من أقربائه؛ وإن كان شعر الجانب الأيسر، فإنه يصاب بالإناث منهم. وإن لم يكن للرائي قرابة، رجع الضر إلى نفسه. ويذكر المؤلف أن طول شعر رأسه فوق ما يشتهي ويتمناه، يعني الغنى وقضاء الدين وتوسيع الحال على العيال. وإن طال شعر الرائي بشكل لا يشبه مثله ومشى به بين الناس، فإنه دين يركبه وضعف عن القيام بأهله. ويشير النابلسي إلى أن طول الشعر قد يدل على طول شقاوة، أو كثرة أطفال وعيال، أو زيادة خوف ومراقبة الله، مما يجعله مهمومًا كئيبًا. وأما نقص شعر الرأس، فينقص همّه إذا كان طوله همًا. ويرى النابلسي أن رؤية تساقط شعر الرأس أو نتفه في المنام قد تدل على مصيبة في المال. كما أن قص شعر الرأس يدل على سقوط من جاه ومرتبة.
تفسيرات شعر النساء: يبيّن النابلسي أن سواد شعر المرأة يدل على محبة زوجها لها واستقامة أحوال زوجها. فإن رأت المرأة أنها كشفت شعرها، فإن زوجها يغيب عنها. وإن لم تزل المرأة مكشوفة الرأس، فإن زوجها لا يرجع إليها. وإن لم يكن للمرأة زوج، فلا تتزوج أبدًا. وإذا رأت المرأة أن شعرها كثيف وأبصره الناس منها، فإنها تفتضح في أمرها. ويذهب المؤلف إلى أن الشعر على بدن المرأة قد يدل على تعطيل زواجها إن كانت عزباء، وربما دل على قيامها على أهلها أو أولادها مقام الرجل. ويشير النابلسي إلى أن شعر رأس المرأة يدل على من يسترها، وربما دل على الزوج للعزباء والزوجة للرجل الأعزب، والولد الذي يتجمل به. فحسن الشعر وسواده وطوله دليل على حسن حال من ذكر، وقصره وبياضه ورائحته المنتنة دليل على قبح حالهم. وإذا دهنت المرأة شعرها أو سرحته، دل على الإحسان أو الوفاء بعهد. وحلق شعرها أو تقصيره لمن لا يؤثر ذلك قد يدل على مقاطعة أو تبذير مال، وتقصيره دليل على العلم والهدى، وإن كان في زمن الحج ربما دل على الحج. وإن ضفرت المرأة شعرها دل على جمع المال وضمه. وإن سرحت المرأة أو أخرجت القمل من رأسها، دل على إخراج المفسدين من أرضها. ويفيد النابلسي أن سرح شعر زوجته قد يدل على تطليقها. وإن رأت المرأة أن شعرها براق فاحم، فإنه استغناؤها بمال زوجها. ومن رؤى المرأة عند النابلسي، أن يقطع من شعرها في غير إحرام أو موسم، فيقع بينها وبين زوجها خصومة وشر. وإن كان شعرها مقطوعًا في هذه الأوقات، فإنه صلاح في دينها ودنياها وأمانتها. وإن رأت المرأة إنسانًا يجزي شعرها من ورائها، فإنه يدعو زوجها إلى غيرها من النساء مكتومًا عنها. ويفيد النابلسي أن ضفر شعر المرأة ثلاثة قرون يدل على طلاقها ثلاثًا، وإن كانت مريضة فقد تموت.
تفسيرات شعر الوجه (الشارب واللحية): يُبيّن النابلسي أن الشارب في المنام يدل على المال. ومن رأى أنه يقص من شعر شاربه، فإن ذلك صالح في السنة. وإن رأى أن شاربه زاد وطال، فهو مكروه في السنة. وإن رأى شاربه ناقصًا أو قصه قصًا يشين الوجه، فإنه يتلف من ماله بقدر ذلك. ويشير إلى أن طول الشارب فاحشًا يدل على الهموم والأنكاد، وربما أشهر بشرب المحرمات. كما أن قص الشارب وتحسينه يدل على اتباع السنة. وحلق الشارب واللحية عند من يرى ذلك دليل على الراحة وزوال الهم والنكد. ويفيد بأن نقصان شعر الشارب خمود، وزيادته مكروهة، وقد تدل على شرب مسكر أو منع زكاة أو حبس وديعة. وأما اللحية، فمن رأى أن لحيته بيضاء نال عزًا وجاهاً وذكرًا. وإن رأى أن لحيته شابت وبقي من سوادها شيء، فإنه وقار. وإن لم يبق من سوادها، فإنه يفتقر ويذهب جاهه. ويوضح المؤلف أن رؤية المرأة للحية تدل على زيادة في مالها أو مال ابنها، أو مرض للمرأة. وقيل إن لحية المرأة مؤذنة بأنها لا تلد ابنًا؛ فإن كان لها ولد ساد أهل بيته. وإن رأت متزوجة أن لها لحية، فإنها تعدم زوجها، وإن كانت أرملة، فإنها تتزوج رجلاً عاملاً موافقًا لها. وإن رأت حبلى ذلك، فإنها تلد ذكرًا، وإن كان لها خصومة نصرت وقامت مقام الرجال. ومن رأى أنه ينتف لحيته، فإن ذلك مال يتلفه من بين يديه. وإن رأى أن لحيته طالت حتى غزلها ونسجها وبيعها، فإنه يشهد بالزور. ومن أخذ من لحيته قبضة أو قبضتين ولم ينقص شيئًا، فإنه ينال مالًا من ذي جاه. ومن قص من لحيته شيئًا، ذهب ماله بقدر ما قص منها. وتدل اللحية عند النابلسي على الهيبة، وربما دلت على حانوته وسببه ولباسه ومغرمه وربحه. وإن قص لحيته بفمه، طال همه وغمه. ويفيد المؤلف بأن اللحية قسم يقسم به، وهي دالة على الصدق والكذب، والبخل والكرم، وربما دلت على الزوجة. وإن رأى على عارضه شعرًا حسنًا، فإنه رجل سليم الصدر، فإن لم يكن عليه شعر، فإنه رجل خبيث.
تفسيرات شعر الجسد: يذكر النابلسي أن طول شعر الإبط دليل على نيل الحاجة، ويدل على صحة دين صاحبه وكرمه. فإن رأى شعره في إبطه كثيرًا، فهو رجل يطلب بجلادته جمع المال في العلم والولاية والتجارة وغيرها، ولم يرجع إلى المروءة والدين. ويفيد بأن كثرة الشعر في الإبط مع وجود القمل الكثير، دل على كثرة العيال. وتفيد المصادر عند النابلسي أن شعر الحاجب وأهداب العين وشعر السواعد والصدر والساق زينة للرجل وقوة ووقاية وكسوة وسترة ومال دائم. وما كان من الشعر مما لا نفع فيه، كشعر الإبط والعانة، فزيادة ذلك في المنام هموم وأنكاد وخروج عن السنة. وشعر الأذن عند النابلسي علم أو كلام يسمعه. وشعر الأنف خبر يتنسمه فيه نكد أو مال مخفي. ونبات شعر الجسد للرجل عند النابلسي حمل امرأته. ويوضح النابلسي أن كثرة شعر المكروب زيادة في كربه، وتساقطه ذهاب لكربه. وزيادة شعر المسرور زيادة في سروره وغناه، وسقوطه ذهاب غناه. وإن رأى شعر جسده أبيض، فإن كان غنيًا ناله خسران في ماله، وإن كان فقيرًا فهو دين يمكنه قضاؤه. وتفيد المصادر أن كثرة الشعر على الصدر دين يركبه. ومن رأى أن شعر بطنه كثر، فإنه كثير الدين مهموم. ومن رأى أن شعر ذراعيه يتناثر، فإن جميع ما اكتسبه يذهب عنه. ومن رأى أن شعر ساقيه كثر وهو يفتله، فإنه يصيب مالًا يعمل به خلاف عمل الناس، فعليه أن يتقي الله. وإن رأى أن شعر ساقيه تساقط، فإن جميع ما سعى به وكده ذاهب تلاف.»
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: أعتذر لا أستطيع تقديم تعبير دقيق لكلمة “الشعر” بمفردها؛ فالمعنى يتغيّر جذريًا بحسب نوع الشعر (شعر الرأس/اللحية/الشارب/الجسد)، وهيئته (طول/سقوط/قص/خضاب/سواد/بياض)، ولمن كان (رجل/امرأة)، ومقام الرائي وحاله. فضلاً حدّد مشهدك: ماذا رأيت بالضبط؟ على من كان الشعر؟ كيف كان حاله؟ وماذا شعرت بعد الاستيقاظ؟ حين تذكر هذه التفاصيل أضع لك تعبيرًا أضبط إن شاء الله. وإن وقع في قلبك من الرؤيا خير فاحمد الله وابشر، وإن كان فيها ما يُكره فاستعذ بالله ولا تحدّث بها.
تحليل رموز “الشعر” ومعانيه المحتملة، وصلتها بالموروث والتأصيل:
- شعر الرأس:
- أصلُه مالٌ وطولُ عمر، وحُسنُه شرفٌ وعِز، وطولُه محمودٌ غالبًا، وخاصةً للنساء، بينما نَقْصُه قد يدل على ذهاب همٍّ إن كان طولُه همًّا على الرائي. حلقه زمنَ الحجّ علامةُ أمنٍ وتمامِ نسك، وقد يدلّ خارج الحج على قضاء دينٍ أو ذهاب جاهٍ بحسب حال الرائي وقرائنه، ونتفُه قد يدلّ على وفاء دين على كُرهٍ من النفس. ونبات الشعر في غير موضعه همٌّ وديون متراكمة. هذه الأصول قرّرها النابلسي بعبارات صريحة بأن “الشعر في المنام مال وطول عمر... وحلق شعر الرأس في زمن الحج يدل على الأمن… ونبتُ الشعر في غير محله همٌّ” ، ووافقه تفصيلًا في مواضع أخرى من كتابه . كما فصّل ابن سيرين أن شعر الرأس مالٌ وعمر، وطولُه محمودٌ مع فروق الحال، وكره بياضَه للشباب لما فيه من همٍّ وفقر إلا أن الشيب قد يحمل دلالة الوقار وطول العمر مستأنسًا بآيات “ثم لتكونوا شيوخا” و“واشتعل الرأس شيبًا” كما نقله عنه الشُرّاح.
- رموز خاصة: سقوط شعر مؤخر الرأس وهوانٌ يلحق الرائي في كِبَره، وتساقط الجانب الأيمن أو الأيسر قد يُحمل على إصابةٍ في الذكور أو الإناث من الأقارب إن وُجدوا، وإلا عاد الضرر للرائي نفسه، وهي معانٍ نُقلت عن أهل التعبير قديمًا.
- شعر المرأة:
- سواد شعرها علامة على محبة زوجها واستقامة حاله، وكشفُه يدل على غياب الزوج، واستمرار الكشف إشارة إلى أنه لا يرجع، وإن لم تكن ذات زوج فقد يتأخر زواجُها، وإن كثر شعرها واطّلع عليه الناس كان في ذلك ريبةٌ وفضيحة، وهذا من تقريرات الفريقين (ابن سيرين والنابلسي).
- اللحية والشارب:
- اللحية هيبةٌ وجاه، وزيادتها على القدر المعتاد قد تدل على دينٍ وغم، وتمامُ بياضها فقرٌ وذهابُ جاه، وبقاءُ بعض السواد وقار. ونتفُ اللحية مالٌ يتلفه الرائي بيده، وحلقُها ذهابُ مالٍ وجاه. هذه تفصيلات مشهورة عند ابن سيرين والنابلسي. أما الشارب، فقصُّه من السنة وفيه خير، وطولُه المكروه همٌّ أو شهرةٌ بما لا يُحمد.
- شعر الجسد:
- نباتُه للرجل قد يُعبّر بحمل زوجته، وكثرته للمكروب زيادة كرب، وللمسرور زيادةُ سرورٍ وغنى، وسقوطُه ذهابُ الغِنى. وابيضاضُ شعر الجسد للغني خسران، وللفقير دينٌ يمكن قضاؤه. وكثرة الشعر على الصدر تدل على دينٍ يركبه، وهذه قواعد ذكرها ابن سيرين ونقلها النابلسي أيضًا في أبوابٍ متعددة.
- الشعر المنظوم (الشِعر/القصائد) لا الشَّعر:
- إن كنتَ تقصد “الشِعر” كلامًا منظومًا، فالغالب في تعبيره أنه قولٌ مزوّقٌ لا حقيقةَ له، ودلالته على الباطل وتلفيق الكلام، وقد يصل إلى شهادة زور إذا تقوّت به مكاسب الرائي؛ وهو بيّن في تعبير النابلسي: “الشعر في المنام كلام باطل… ومن قال شعرًا يتكسب به شهد بالزور… ورؤية الشاعر رجلٌ غاوٍ يقول ما لا يفعل”. الربط النفسي والحياتي:
- الشعر في التجربة النفسية رمز للهوية والقوة والجاذبية والسيطرة. طول الشعر أو فقدانه قد يُعبّر عن الشعور بالقدرة أو فقدها، والقلق على الموارد أو المكانة (مال/عمر/هيبة) يتجلّى كثيرًا في رؤى الشعر. سقوط الشعر قد يرتبط بخوفٍ من فقد السيطرة، أو ضغطٍ مالي/اجتماعي، أو استنزافٍ نفسي. أمّا تحسين الشعر وترتيبه فغالبًا ما يعكس رغبةً في إصلاح الشأن، وإتقان الأمور، وحفظ الموارد، وهو ما يلتقي مع دلالة “ضفر الشعر” على إتقان الأمور وحفظ المال عند النابلسي. نصائح للتعامل حتى تذكر تفاصيل رؤياك:
- فرّق بين الرؤيا المبشّرة وحديث النفس: الواضحة الموجزة أثبتُ معنى، أما المضطربة فتميل للأضغاث.
- لا تُقيم حكمًا شرعيًا ولا تقطع بمستقبلٍ غيبي بناءً على رؤيا.
- الزم الذكر وكتمان ما يُكره، واطلب الخير من الله واستعِذ به من الشر.
لتعبيرٍ أدق: اذكر نوع الشعر، من صاحبه، الهيئة (طول/سقوط/قص/خضاب/لون)، والزمن أو المناسبة، وحالك الاجتماعي والمهني، وما وقع في قلبك بعد المنام. بهذه القرائن نرجّح الوجه الأحسن ما أمكن، ونضع لك زمنًا تقريبيًا إن ظهر له شاهد معتبر.
المراجع
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 235-236. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 64-65. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 65. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 65. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 68-69. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 69-70. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 69. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 69. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
بيان منهجي
ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.
