تفسير حلم البستان لابن سيرين والنابلسي: رموزه ودلالاته

اكتشف تفسير حلم البستان عند ابن سيرين والنابلسي: رموزه كالسوق والزوجة والاستغفار والجنة، ودلالة السقي واليبس والمجهول ومواسم الثمر على حال الرائي.

فريق مفاتيح المنام
12 دقيقة
تفسير الأحلامتفسير البستانابن سيرينالنابلسيرموز الرؤى
تفسير حلم البستان لابن سيرين والنابلسي: رموزه ودلالاته

تفسير محمد بن سيرين

«وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، دل البستان على عدة معانٍ ودلالات مختلفة.»

يرى ابن سيرين أن البستان قد يدل على السوق وعلى دار العرس، حيث تكون شجره بمثابة موائد والطعام ثمره . كما أورد أن البستان ربما دل على كل مكان أو حيوان يُشتغل منه ويُستفاد، كالحوانيت والخانات والحمامات، وكذلك المماليك والدواب والنعام وسائر التوابع، لأن شجر البستان كالعقد لمالكه وكالخدمة والنعام المتنوعة لأصحابه . وقد يشير البستان كذلك إلى دار العالم والحاكم والسلطان التي تجمع الناس وتؤلف بين مختلف الأجناس .

ويوضح ابن سيرين أن البستان دال على المرأة لأنه يُسقى بالماء فيحمل ويُلد . ولو كان البستان امرأة، كانت شجرته قومها وأهلها وولدها ومالها، وكذلك ثماره . وقيل إن البستان والكرم والحديقة قد تدل على الاستغفار . ويذهب ابن سيرين إلى أن الحديقة هي امرأة الرجل، وتكون على قدر جمال الكرم وحسنه وقوته، وثمرته مالها، وأثاثها زينتها، وشجرته وساقه سمنها، وطوله عمرها، واتساعه سعة في دنياها . فمن رأى كرماً مثمراً، فهو دنيا عريضة .

وأشار محمد بن سيرين إلى أنه إذا رأى الشخص نفسه في بستان، نظر في حاله وزيادة منامه؛ فإن كان في دار الحق فهو في الجنة والنعيم والجنان . وإن كان مريضاً، مات من مرضه وصار إليه إن كان البستان مجهولاً . وإن كان مجاهداً، نال الشهادة، سيما إن كان فيه امرأة تدعوه إليها، وشرب فيه لبناً أو عسلاً من أنهارها، وكانت ثماره لا تشبه ما يعهده .

ويفيد ابن سيرين أنه إذا لم يتحقق شيء من ذلك، وكانت الرؤيا لا تدل على شهادة، نظرت إلى حال الرائي . فإن كان أعزب أو ممن عقد نكاحه، تزوج أو دخل بزوجته ونال منها، ورأى فيها ما عاينه في المنام من خير أو شر على قدر الزمان . وإذا سقط ورق الشجر وفقد الثمر، فهو دليل على أشرافه على مال يحبه، أما رؤية ما يكرهه من فقر أو سقم جسم، فهي على قدر زمان الرؤيا . وإذا كان ذلك في إقبال الزمان أو جريان الماء أو بروز الثمر ونضجه، فالأمر يكون فيه صلح بخلاف الول .

وبين أن من رأى أنه يسقي بستانه، فإنه يأتي أهله . ومن دخل بستاناً مجهولاً قد تناثر ورقه، أصابه هم . ومن رأى بستانه يابساً، فإنه يجتنب إتيان زوجته .

من ناحية أخرى، أورد ابن سيرين تفسيرات لحالات معينة. فإن رأى معه في البستان جماعة يشركونه في سوقه وصناعته، فالبستان هو سوق القوم، ويستدل به على نفاقها وكسادها بالزمانين والوقتين . وقد يدل البستان المجهول على المصحف الكريم، لأنه مثل البستان في عين الناظر والقارئ، يجني من ثمار رحمته وهو باقٍ بأصوله . وربما دل مجهول البساتين على الجنة ونعيمها، إذ يسميه العرب جنة، وكذلك سماه الله تعالى .

وفي تفسير آخر، إذا وقعت عين الرائي عند دخوله إلى البستان على حمام أو فندق أو فرن، فإن دلالة البستان تعود على ذلك المكان . وما رأى فيه من خير أو شر عاد عليه، إلا إذا رأى فيه أجيرًا أو عبدًا يبول فيه، أو يسقيه من غير سواقيه، أو من بئر غير بئره، فإنه رجل يخونه في أهله أو يأتمنه على زوجته أو أمته . وإذا كان هو الفاعل لذلك في البستان، وكان بوله دماً، أو سقى من غير ماء البئر، دل ذلك على وطء امرأة إن كان البستان مجهولاً، وإلا أتى من زوجته مال يحل له، أو جامعها بعد حنث، أو نكحها في الدبر، أو في الحيض .

وقد يشير البستان إلى دار العالم والحاكم والسلطان الجامعة للناس والمؤلفة بين سائر الأجناس . فمن رأى بستاناً عامراً له فيه ماء يجري وقصور وامرأة تدعوه إلى نفسها، رزق الشهادة ودخل الجنة . وإن رأى أن له بستاناً يأكل من ثمر شجره، فإنه يصيب مالاً من امرأة غنية . وإن التقط الثمار من أصول الشجر، خاصم رجلاً شريفاً وظفر به .

وفيما يتعلق بالأشجار، فإن الشجر المعروف عددها يمثل الرجال وحالهم بقدر الشجرة . فإن رأى أنه يزاول منها شيئاً، فإنه يزاول رجلاً بقدر جوهر الشجرة ومنافعها . وإن رأى له نخيلاً كثيرة، فإنه يملك رجالاً بقدر ذلك . وإن كانت الشجرة شجرة جوز، فإنها تدل على رجل أعمى شحيح نكد عسر، وكذلك ثمرها مال لا يخرج إلا بكد . أما الشجر العظام التي لا ثمر لها، كالسيبر والدلب، فتدل على رجال صلب ضخام لا خير عندهم . وكل شجرة لها ثمر، فإن الرجل الذي تنسب إليه مخصب بقدر ثمرها في إدراك منافعها . والشجرة التي لها الشوك، فهي رجل صعب المرام عسر .

وأضاف ابن سيرين أن من رأى أنه يغرس في بستانه أشجاراً، فإنه يولد له أولاد ذكور أعمارهم في طولها وقصرها كعمر تلك الشجار . فإن رأى أشجاراً نابتة وخللها رياحين نابتة، فإنهم يدخلون ذلك الموضع للبُكاء والهم والمصيبة .

وإذا رأى أحد أنه يشرب ماءً من شجرة، فإنه يستفيد مالاً من رجل ينسب إلى نوع تلك الشجرة . وقد ذكر أن من رأى بستاناً عامراً له فيه ماء يجري وقصور وامرأة تدعوه إلى نفسها، فقد رزق الشهادة ودخل الجنة .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، يُعد البستان في المنام رمزًا متعدد الدلالات. فقد يشير إلى طلب المغفرة والاستغفار. كما أنه قد يمثل السوق، أو مكانًا للعلم كالمدرسة والجامعات التي تجمع المتعبدين والطلاب. ويوضح النابلسي أن البستان قد يدل على مكان يجمع فئات مختلفة من الناس، سواء العامة أو الخاصة، والجهال والعلماء، والبخلاء والكرماء، أو دار تجمع الأغنياء والفقراء والصالحين والفاسقين. كما يذهب إلى أن البستان المجهول قد يدل على المصحف الكريم، كونه مثل البستان في عين الناظرين والذي يجنى من ثماره وحكمته، أو قد يدل على الجنة ونعيمها، حيث يسميه العرب جنة. وقد يشير أيضًا إلى دار العروس، حيث تكون أشجاره موائدها وثماره طعامه، أو مكانًا يُستغل منه ويُستفاد فيه كالحوانيت والخانات والحمامات والأرحية والمماليك والأنعام وسائر الغلات. ويفيد المؤلف أن البستان قد يرمز إلى دار السلطان التي تجمع الجيوش والجنود المختلفة.

ويرى النابلسي أن رؤية المرء لنفسه في بستان تنظر في حاله وزيادة منامه. فإذا كان دخوله في أوان إقبال الثمار، دل ذلك على الخير والرزق وزيادة في الأعمال الصالحة والأزواج والأولاد. وإن كان في أوان إدبار الثمار وسقوط ورقها، دل على كشف الحال والديون، أو طلاق الأزواج، أو فقد الأولاد. وأشار إلى أنه إذا كان الداخل إلى البستان ميتًا، فهو في الجنة. وإذا كان حيًا وسليمًا، فقد يكون ظالمًا لنفسه، غير موثوق به في دينه، أو ممن يتكلم بغير فعل، أو ينال عزًا وسلطانًا؛ وإلا كان مسرفًا على نفسه. ويذهب إلى أنه إن لم يكن شيء من ذلك، وكان الرائي أعزب أو عقد نكاحه، فقد يتزوج أو يدخل بزوجته وينال منها ما عاينه في البستان. وإن كان مريضًا والبستان مجهولًا، فقد يدل على موته وصيرورته إلى الجنة. وإن كان مجاهدًا ورأى في البستان امرأة تدعوه، أو شرب لبنًا أو عسلًا، أو كانت ثماره غير معهودة، نال الشهادة.

كما يوضح المؤلف أن البستان قد يدل على الزوجة، لأنها تُسقى وتحمل وتلد، وقد يشير إلى الولد والمال وطيب العيش وزوال الهموم. ويرى النابلسي أن سقي المرء لبستانه يدل على إتيانه أهله. فإذا رأى بستانه يابسًا، فزوجته معزولة عن النكاح. وإذا سقاه غيره، فالشخص الساقي يخونه في امرأته. وذُكر أن دخول بستان مجهول وقد تناثر ورقه يصيب الرائي هم. وإذا كان مع الرائي في البستان جماعة ممن يشركونه في سوقه وصناعته، فالبستان سوق القوم، ويستدل على نفاقها وكسادها بالزبابير وزمان إقبال الربيع أو إدبار الثمار. وإذا رأى أجيراً أو عبداً يبول في ساقيته أو يسقيه من غير سواريه أو من بئر غير بئره، فإنه رجل يخونه في أهله. ويشير النابلسي إلى أن البستان المعروف يدل على مالكه أو ضامنه أو الحاكم عليه. وقد يدل البستان على موضع الوليمة التي فيها الأطعمة والألوان المختلفة.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: أعتذر، لفظة “البستان” وحدها لا تكفي لتأويلٍ محدد للرؤيا، لكن غالب دلالته عند المعبرين: سعةٌ ورزقٌ وبِشارة إن كان عامراً مثمراً، وهو أيضاً رمزٌ للزوجة والنسل، والاستغفار، وقد يدلّ المجهول منه على المصحف أو على الجنة. وسقي البستان يُعبَّر بمعاشرة الأهل ورعاية العلاقة، ويُبسه علامة فتور أو هجران، ودخول بستانٍ مجهولٍ مُتناثر الأوراق همٌّ وعارض. كما أن دخول البستان في موسم إقبال الثمر خيرٌ وزيادة، وأمّا في وقت سقوط الورق فإشارة إلى كشف حالٍ أو ديون أو نقصٍ في الدنيا، والميت إذا دخل بستاناً فذلك من علامات النعيم بإذن الله، على ما قرره الأئمة في هذا الباب. تحليل الرموز والعناصر ومعانيها المحتملة:

  • البستان: يرمز إلى الزوجة لأنه يُسقى ويحمل ويلِد، وقد يُحمل على السوق أو دار العرس، وعلى موضعٍ يجتمع فيه الناس، كما قد يُحمل إذا كان مجهولاً على المصحف والجنة، وقد سُميت الجنة في اللسان العربي بستاناً، وذكر ابن سيرين الآية: أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب… دلالةً على هذا المعنى . والنابلسي نصّ على أنه أيضاً رمزٌ للاستغفار ابتداءً.
  • حالة البستان وزمانه: دخول البستان في أوان إقبال الثمر بشارة بالرزق والزيادة في العمل الصالح والذرية، وفي أوان الإدبار وسقوط الورق يُفهم على كشف الحال والديون أو فُتور في المعاش ونحو ذلك.
  • السقي واليبس: سقي البستان إتيانُ الأهل ورعايةُ العلاقة، ويبسه علامة هجران للزوجة أو فتورٍ في الحياة الزوجية. ومن دلائل السقي أيضاً نيل الزوجة والولد إن أثمر البستان بعد السقي.
  • البستان المجهول المتناثر الورق: يُعبَّر بالهمّ والعارض النفسي أو الدنيوي.
  • نسبة المنام: إن كان الداخل ميتاً فذلك من علامات النعيم، وإن كان الرائي مجاهداً ورأى فيه امرأةً تدعوه أو شرب لبناً أو عسلاً نال الشهادة، وهذه تفاصيل نصّ عليها المعبرون. الربط بالمصادر والثقافة:
  • من القرآن: تسمية الجنات بما يُشبه البساتين، وقد استشهد ابن سيرين بآية جنة النخيل والأعناب في بيان وجه الدلالة على الجنة.
  • من السنة: الأصل أن الرؤيا حق وبشارة أو إنذار، ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعي.
  • من أقوال المعبّرين: نصوص ابن سيرين والنابلسي في أن البستان يدل على المرأة، والسوق، ودار العرس، وموضع الجماعة، والاستغفار، وأن سقيه إتيان الأهل، ويبسه هجرانٌ، والمجهول منه قد يدل على المصحف أو الجنة، وحال الثمر والورق قرينةٌ على الخير أو الإدبار.
  • من لسان العرب والعرف: البستان في اللسان موضع الخصب والراحة والاجتماع، ولذلك يُحمل على السعة والبهجة ما دامت علاماته حسنة.

التفسير النفسي والحياتي الممكن:

  • البستان صورةٌ لحالة الرائي الداخلية وعلاقاته: عمارةُ البستان وطيبُ ثمره تُحاكي وفرة العاطفة والرزق والإنجاز، ويبسه أو تناثر ورقه قد يرمز للإرهاق النفسي، أو فتور العلاقة الزوجية، أو قلة الموارد مؤقتاً.
  • السقي يرمز لبذل الجهد في رعاية النفس والعلاقة والعمل، وظهور الثمر يُحاكي حصاد الجهود في وقتها.
  • تغيّر الموسم داخل الحلم يلفت إلى دورة الإنجاز والتراجع في حياة الرائي، وأن لكل طورٍ مقتضاه من الصبر والعمل.

نصيحة وخطوة تالية: إن أردتَ تأويلاً أدقّ، فاذكر: حالك الاجتماعية والدينية، هل كان البستان معروفاً أم مجهولاً؟ حاله: عامر/يابس، فيه ماء أو سواقي، فيه ثمر ونوعه، زمن دخوله (ربيع/خريف)، ومن كان معك، ومشاعرك وأفعالك (سقي، قطف، جلوس). بهذه القرائن تُرجَّح الدلالة الحسنة أولاً كما أوصى الأئمة، مع التذكير بأن التعبير ظنٌّ واجتهاد، والصواب من الله، وأن الرؤيا لا يُبنى عليها حكمٌ ولا خصومة.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 217. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 216-217. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 217. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 217-218. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 281-282. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 219. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.