تفسير براق في المنام: دلالات البرق والبراق لابن سيرين

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية البرق في المنام لها عدة دلالات. يبيّن ابن سيرين أن البرق قد يدل على الرحمة والمطر، وأن ما يدل عليه البرق فهو سريع وعاجل لسرعة ذهابه وقلة لبثه .

ويوضح أن رؤية البرق دون الناس، أو رؤيته تضرب الرائي، أو تخطف بصره، أو تدخل بيته، تختلف دلالتها حسب حالة الرائي؛ فإذا كان مسافرًا، أصابته عطلة إما بمطر أو بأمر من السلطان. وإن كان الرائي زارعًا وقد أجدبت أرضه وعطش زرعه، فإن الرؤيا تبشر بالغيث والرحمة. وإذا كان الرائي ساخطًا على مولاه أو والده أو سلطانه، فإن رؤية البرق تدل على ضحك هذا الشخص في وجهه، حيث شبه الشعراء الضحك بالبرق لبدء ظهوره. ويضيف أن البرق إذا كان معه مطر، دل على أمر قبيح يبدو للرائي مما يبكي عليه، وقد يكون البرق كل ما يبكيه، أو سوطًا يدميه، ويكون المطر دمًا له أو سيفًا يأخذ روحه. أما إن كان الرائي مريضًا، فإن برق بصره ودمع عينيه وبكاء أهله يدل على قلة لبثه وتعجل موته سريعًا .

ويشير محمد بن سيرين إلى أن البرق بشكل عام يدل على خوف مع منفعة، وقيل إنه يدل على منفعة من مكان بعيد . ويذكر أن من رأى أنه تناول البرق أو سحابة، أفاد ذلك بأن إنسانًا يحثه على أمر فيه بر وخير .

وإذا رأى البرق يحرق ثيابه، ماتت زوجته إن كانت مريضة، كما أفاد المؤلف .

أما الصواعق، فيوضح تفسيرها بأنها تدل على الحوائج والبلايا التي يصيب بها الله من يشاء ويصرفها عمن يشاء، كالجراد والبرد والرياح والسقام والبرسام والجدري والوباء والحمى، لارتياع الخلق لها واهتزازهم عندها واصفرارهم من حسها مع إفسادها وإتلافها لما صادفها. وقد تدل الصواعق على صحة عظيمة وإمرة كبيرة تأتي من قبل الملك فيها هلك أو مغرم أو دمار، وقد تدل على قدوم سلطان جائر وعلى نزوله في الأرض التي وقعت فيها .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، فإن من رأى براق النبي صلى الله عليه وسلم في المنام دل ذلك على بلوغه رتبة عالية، وسفره في عز، وعودته فيه، أو موته شهيداً .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل:

• إن كنت تقصد رؤية البُراق: فهي بشارة برتبة عالية ورفعة وشأن، وقد تدل على سفرٍ في عزّ وعودةٍ ميمونة، وقيل قد تشير لمن كان من أهلها إلى نيل الشهادة.
• وإن كنت تقصد صفة “بَرّاق” في الوجه أو الشعر: فحمرة الوجه البَرّاقة تدل على الوجاهة والفرح والبِشر ، وأما رؤية المرأة لشعر بَرّاقٍ فاحم فتعبر عن استغنائها بمال زوجها. التحليل:
• الرموز والعناصر:
  • البُراق: ورد عند عبد الغني النابلسي أنه من رآه في المنام “بلغ رتبة عالية، وسافر في عز، أو مات شهيداً”؛ فيحمل الرمز معاني الرفعة والتنقّل المشرّف والتضحية العظمى عند أهلها.
  • الوجه البَرّاق: في باب الألوان، حمرة الوجه البراقة علامة جاهٍ وفرح وبِشر، وقد تُبشّر بقدوم المسافر أيضاً.
  • الشعر البَرّاق الفاحم: جاء أنه استغناءٌ بمال الزوج للمرأة، وهو دالّ على النفع والستر المالي لها.
• الربط بالموروث:
  • رمز البُراق مرتبط في الوجدان الإسلامي بقصة الإسراء والمعراج؛ لذا يُفهم ظهوره كرؤيةٍ تدل على رِفعة الشأن والتيسير في المسير، وقد تُشعر بقفزة نوعية في الحال على عادة ركوب الدواب النورانية في الوجدان. وقد لخّص النابلسي هذه الدلالات بوضوح في عبارته حول البراق.
  • “البريق” في الهيئة واللون يُعد في لسان العرب قرين الظهور والحضور والوجاهة، وهو ما انعكس في دلالات حمرة الوجه البراقة على السرور والجاه ، وفي لمعان الشعر للمرأة على الغِنى بالزوج.
• الأبعاد النفسية والحياتية:
  • رؤية البُراق قد تعبّر نفسياً عن طموحٍ لرفعةٍ علمية أو مهنية، أو رغبة في انتقال سريع إلى مرحلة أفضل (ترقية/سفر)، وقد تُوقظ لدى الرائي معنى التضحية والإقدام على عمل كبير.
  • صفة “البريق” في الوجه ربما تعكس حاجةً للشعور بالتقدير الاجتماعي والثقة بالنفس، وفي الشعر قد تعكس انشغالاً بالمظهر أو بالأمان المالي الأسري.

تنبيه ونصيحة:

• لفظتك “براق” مجملة؛ فإن كنت رأيت البُراق نفسه فالحكم كما سبق، وإن كان المقصود صفة البريق في الوجه أو الشعر فالتعبير يختلف كما فُصّل. إن أمكنك لاحقاً بيان: حالك الاجتماعي، وقت الرؤيا، وما إن كان هناك سفر/ترقية منتظرة، وصف ما رأيت بدقة؛ لأن القرائن تقوّي المعنى وتوجّه التأويل.
• التزم بآداب الرؤيا: أحمدِ الله على ما رأيت من خير، واستعن بالدعاء وصلاة الحاجة إن رغبت في انتقالٍ مبارك. والتعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 169. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 113-115.

بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.