الهم في المنام: معناه عند ابن سيرين والنابلسي وزواله

اكتشف تفسير الهم في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: دلالاته بين العشق والحزن، وعلامات زواله كالقلعة ورؤية إبراهيم، مع إرشادات عملية.

فريق مفاتيح المنام
9 دقيقة
الهم في المنامتفسير الأحلامابن سيرينالنابلسيزوال الهم
الهم في المنام: معناه عند ابن سيرين والنابلسي وزواله

تفسير محمد بن سيرين

«وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، يذكر أن "الهم" يأتي كأحد أنواع البلايا والابتلاءات التي قد ترد في المنام، دون تخصيص تفسير رمزي له كرمز بحد ذاته .

ويشير ابن سيرين إلى أن اللون الأصفر في الرؤيا دال على السقام والفزع والهموم . كما يوضح أن الدهن، إذا سال وكثر، فإنه يصير همًا . ويفيد أن الزعفران، إن صُبغ به جسد أو ثوب، عاد همًا وغماً .

ويرى أن الخيار والقثاء تدل على الهم والحزن، وأن من أكلها يسعى في أمر يثقل عليه . ويذكر أن البقول تُجعل همًا وحزنًا . وعن رؤية خنق النفس، يبين أنها تسبب إلقاء الرائي نفسه في هم وحزن .

ويذهب إلى أن الرمل يجري مجرى التراب في الدلالة على الهم والحزن، ويربطه بالكد والصعوبة في السعي . وينبه إلى أن الحصبة تدل على اكتساب مال من سلطان مع هم وخشية وهلاك .»

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن الهم يدل على العشق . وإذا رأى الشخص أنه مهموم، فإنه يبتلى بالعشق مع الحزن .

ويشير النابلسي إلى أن التعرض لارتعاش واسترخاء المفاصل يصيبه هم لا يقوى عليه . كما يوضح أن الرمل في المنام قد يدل على الهم والحزن .

ويرى المؤلف أن البكاء الشديد أو لطم الوجه في المنام يشير إلى الهموم والأنكاد .

ومن جانب آخر، يذكر عبد الغني النابلسي أن رؤية الشخص يمشي حافيًا قد تعني ذهاب الهم . أما بالنسبة للهم الشديد الذي يتعرض له من يفر من عدوه ولا يلحقه، فإنه يتبعه ظفر بالعدو .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل:

  • الهم في المنام قد يُعبَّر عن ابتلاءٍ بالهوى والعِشق، كما نصّ على ذلك النابلسي بقوله: من رأى نفسه مهموماً يبتلى بالعِشق. وفي المقابل قد تُبشِّر رموزٌ أخرى في الرؤيا بزوال الهم وانكشاف الكرب كالدخول إلى القلعة التي فسّرها النابلسي بأنها انقلاع من همٍ إلى فرج، ورؤية إبراهيم عليه السلام التي عُبّر عنها بذهاب الغم والهم، بل ونُقل عن ابن سيرين أن نقش «لا إله إلا الله الملك الحق المبين» يُذهِب الهم والغم. وهذه المعاني تُستأنس بها على أن رؤيا الهم قد تحمل إنذاراً بالانشغال العاطفي أو بشارة بقرب التفريج بحسب سياق الرموز المرافقة في الحلم. التحليل والمنهج:
  • تحديد الرموز والمعاني المحتملة:
    • الهم/الغم: عند النابلسي يدلّ الهم على العِشق، ومن رأى أنه مهموم ابتُلي بالعشق، ما يشير إلى رباطٍ عاطفي يورث انشغال قلبٍ أو عناءَ فكرٍ للرائي.
    • رموز زوال الهم:
      • القلعة: انقلاع من هم إلى فرج، فهي علامة تحصّنٍ وفَتحٍ بعد شدةٍ إذا رأى الرائي نفسه يدخلها أو يتحصّن فيها.
      • رؤية إبراهيم عليه السلام: ذهاب الغم والهم ونيلُ الخير والهداية، فتجري شدّة ثم يسلّم منها.
      • الذكر والتوحيد: جاء عند ابن سيرين أثرٌ في نقش «لا إله إلا الله الملك الحق المبين» وأنه يذهب الهم والغم، وهو معنى موافق لأصلِ الاستعانة بالذكر في الشدائد.
    • رموز قد تقلب المعنى: الفرح الصريح في المنام قد يدل على همّ وحزن إن كان فرحَ لهوٍ، لقوله في تعطير الأنام: الفرح في المنام هم، إلا إن كان لخبرِ خيرٍ كعافية مريض ونحوه، فيكون انتقالاتٍ صالحةً لا ضدّها. وهذا يوضح أن ظاهر المشاعر في المنام قد يأتي بعكس المعنى وفق السياق.
  • ردّ الرموز إلى المصادر:
    • من القرآن: جرت عناية المعبّرين على أن آيات الرحمة في الرؤى بشارةٌ، وآياتُ الإنذار إنذارٌ، فمن وافق حلمُ الرائي سياقَ البشارة كان أدعى لانكشاف الكرب، وإن وافق سياق الإنذار كان دعوةً للحذر والتوبة، كما فُسِّرت آيات القرآن في بابها عند النابلسي.
    • من السنة وسير الأنبياء في التعبير: رؤية الأنبياء تُحمل على معاني الصبر والفرج والنجاة من الشدائد؛ وقد نصّ النابلسي على أن رؤية إبراهيم عليه السلام تُشير لذهاب الهم والغم ونيل الخير.
    • من أقوال المعبّرين:
      • عبد الغني النابلسي: الهم يدل على العشق، والدخول إلى القلعة انقلاع من همّ إلى فرج.
      • ابن سيرين: أثر نقش «لا إله إلا الله الملك الحق المبين» يذهب الهم والغم، وهو مما استأنس به أهل التعبير في معنى التوحيد والذكر عند الكرب.
  • الأبعاد النفسية والحياتية:
    • قد يكون الشعور بالهم في المنام حديثَ نفسٍ يعكس ضغطاً نفسياً أو انشغالاً عاطفياً في اليقظة، خاصة إن جاء بلا رموزٍ واضحة أو كان مرتبطاً بأحداث يومية؛ وهنا يميل التأويل إلى نصيحةٍ سلوكية: تنظيم النوم، وتقليل المنبّهات الذهنية قبل المنام، والإكثار من الذكر والدعاء.
    • أما إن اقترن الهم برموزٍ تبشيرية (كملجأٍ آمنٍ، حصنٍ، نورٍ، ذكرٍ)، فالغالب أنه بشارةٌ بقرب الفرج وتيسير الأسباب. وإن اقترن بعلاماتِ انشغالٍ عاطفيّ (تكرار ذكر شخص، أو ألوان وأحوال تدل على التعلّق)، فيُفهَم حينها كتنبيهٍ لتهذيب العاطفة وضبط القرار.

نصائح عملية للرائي:

  • إن رأيت هماً مجرداً بلا سياق، فاحمله على حديث النفس، واستكثر من الأذكار وأدعية الكرب، واطلب أسباب التفريج في الواقع. وإن تكررت رؤى الهم مع رموز الفرج كالدخول إلى حصنٍ أو رؤية إبراهيم عليه السلام، فاستبشر بقدوم التيسير والعمل بالأسباب حتى يظهر أثر ذلك في معايشك.
  • وإن لاح في الرؤيا ما يشير لانشغال قلبيّ مُتعِب، فاضبط العاطفة بالذكر والمشاورة والاستخارة، ووازن بين القلب والعقل، فإنّ الهم إذا فهمتَ رسالته صار بابَ هدايةٍ لا مَنفذَ قلق.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 284-285. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 232-233. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 87-88. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 174-175. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 85. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1350-1351.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 507.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 126-128.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 326-329.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.