تفسير النوم في المنام لابن سيرين والنابلسي: دلالات ومعاني

النوم في المنام يحمل معاني الغفلة والأمان وزوال الهم بحسب حال الرائي وهيئته ومكانه. تعرف على أبرز دلالاته عند ابن سيرين والنابلسي ونصائح للتعبير الصحيح.

فريق مفاتيح المنام
9 دقيقة
تفسير الأحلامالنوم في المنامابن سيرينالنابلسيدلالات الرؤى
تفسير النوم في المنام لابن سيرين والنابلسي: دلالات ومعاني

تفسير محمد بن سيرين

«وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية النوم في المنام تحمل دلالات متعددة.

يبيّن ابن سيرين أن النائم في الحلم يُشبه الميت، وأن وجود الميت في الرؤيا يدل على وجود مال . وينبه إلى أنه إذا رأى الشخص كأنه نام قبل السلطان، فإنه يسلم مما قد يخاطر به بنفسه، لأن النوم مساواة للنفس ومخاطرة .

ويذكر أن من رأى كأنه نائم على فراش السلطان، فإن كان الفراش معروفاً، نال الرائي منه أو ممن يتصل به امرأة أو جارية أو مالاً يجعله في مهر أو ثمن جارية. وإن كان الفراش مجهولاً، قَلّد السلطان الرائي بعض الوليات .

وفي سياق أحوال الاستلقاء والنوم، يشير ابن سيرين إلى أن من رأى كأنه مستلقٍ على قفاه، فإن أمره يقوى وتُقبل دولته وتصبح الدنيا تحت يده، لأن الأرض تعتبر مسنداً قوياً . ويرى أن من استلقى على قفاه وكان فمه منفتحاً وخرجت منه أرغفة، فإن تدبيره ينتقص وتزول دولته ويفوز غيره بأمره . أما من رأى كأنه منبطح (نائم على بطنه)، فتذهب ماله وتضعف قوته، ولا يشعر بما يجري حوله ولا يدري كيف تُدار الأمور، لأنه يجعل وجهه في الأرض فلا يرى ما وراءه .

ثم يذكر، نقلاً عن القيرواني، تفاصيل إضافية عن أوضاع النوم: فالنوم على البطن يدل على الظفر بالأرض والمال والأهل والولد . وعلى النقيض، فإن الرقاد على الظهر يُفسّر بأنه تشتيت وذلة وموت، وقد يدل على فراغ الأعمال وراحة من الأحزان إذا كان الرائي حامداً لله . وأما النوم على الجنب، فيدل على خبر أو مرض أو موت .

ويوضح أن الانتباه من النوم يدل على حركة الجسد وإقباله .

ويفيد أن من رأى أنه مضطجع تحت أشجار، كثر نسله وولده .

ويشير أيضاً، في سياق الرؤى المتصلة، إلى أن رؤية الميت قد تدل على طول حياة الحي، وإن رأى الحي نائماً، فذلك راحته .

وأخيراً، ورد في الدعاء عبارة: «نبهنا من نوم الغافلين» .»

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية النوم في المنام لها عدة تفسيرات.

يُشير النابلسي إلى أن النوم في المنام هو غفلة ، ويدل على ذهاب الهم . ويرى أن النوم قد يعني سكرًا يغطي العقل، أو مرضًا . كما أوضح أن النوم قد يدل على ذهاب الإثم، إذ تُرفع أقلام الملائكة عن النائم ، وعلى تعطيل الفوائد والغفلة عما أوجبه الله تعالى من فعل البر . وورد عنه أن النوم قد يعني فراغ الأعمال ، أو يكون دليلًا على التخلي عن الدنيا وزينتها .

ويبيّن النابلسي أنه إذا رأى الشخص أنه نائم أو أراد أن ينام، فإن ذلك يدل على البطالة ، وهو أمر رديء لجميع الناس، إلا لمن كان في خوف أو يتوقع شدة أو عذابًا، لأن النوم يذهب الهموم والغموم . ويضيف أنه إذا كان الشخص خائفًا ورأى أنه نائم، فإن ذلك يعني أنه يأمن .

ويوضح النابلسي أن النوم في مقبرة، أو على ظهر طريق، أو فوق قبر، يدل للمريض على الموت، وللصحيح على البطالة . كما يفيد أن النوم على الظهر قد يدل على التمكن من الدنيا ، بينما يرى النابلسي أن النوم على الوجه لا يُحمد، ويدل للولاة على عزلهم، ولغيرهم على قلة وفقر . وقد يدل النوم على الظهر أيضًا على التشتيت والذلة والموت ، أما النوم على الجنب، فقد يشير إلى خبر، أو مرض، أو موت .

وربما دل النوم، وفقًا لعبد الغني النابلسي، على السفر المبرور لأرباب الطاعة والاجتهاد . وللمرأة العزباء، يدل النوم على النكاح . وإذا رأى الشخص أنه اضطجع تحت أشجار كثيرة، فإن نسله و ولده يكثرون .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية النوم في المنام عامةً تميل إلى الغفلة وفتور الاهتمام بالمصالح، لكنها قد تدل على راحةٍ وأمنٍ لمن كان في خوف، ويتحدد معناها الدقيق بحسب حال الرائي وهيئة نومه ومكانه: فمن خاف فالنوم له أمان، ولغيره قد يكون بطالة وتعطيل مصالح. والنوم على الظهر علامة تمكّن وسعة، وعلى البطن ظفر بالأرض والمال والولد، وعلى الجنب خبرٌ أو مرض. والنوم في المقابر للمريض دنوّ أجل، وللصحيح بطالة، ورؤية الناس نياماً أمارة شدةٍ عامة كالموت أو الغلاء. والغطيط يدل على غفلةٍ تُكشَف وراحةٍ مؤقتة. والراجح أن يُقدَّم وجه الخير مع الدعاء والذكر والاستيقاظ القلبي.

التحليل والخطوات:

  1. تحديد الرموز والعناصر الرئيسة ومعانيها المحتملة
  • النوم/النعاس: في لسان الوحي النعاس أُمنية وسكينة للمؤمنين: إذ يغشيكم النعاس أمنة منه، فالأصل في النعاس الأمان، أما النوم الكثير فغفلة عن المصالح، وقد جرى على الألسنة: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا، وهو وارد في باب النوم عند أهل التعبير.
  • أوضاع النوم:
    • على الظهر: قوة وتمكّن من الدنيا، وقد تأتي على فراغ أعمال وراحة بعد حزن إن اقترنت بالحمد لله ، وذكر النابلسي أنها قد تدل أيضاً على ذهاب الهم وتمكّن من الدنيا.
    • على البطن: ظفر بالأرض والمال والأهل والولد عند القيرواني، بينما لدى ابن سيرين الانبطاح قد يدل على ذهاب مال وضعف قوة إن كان بصورة منبطح لا يدري ما حوله.
    • على الجنب: خبر أو مرض أو موت.
    • على الوجه: لا يُحمد، وللوُلاة عزل، ولغيرهم قلة وفقر عند النابلسي.
  • المكان:
    • في المقبرة أو على القبر: للمريض موت، وللصحيح بطالة وتعطيل الفوائد.
    • تحت الأشجار: كثرة النسل والولد.
  • حال الجماعة: رؤية الناس نياماً موتٌ عام أو غلاء أسعار.
  • الغطيط: يدل على استغراقٍ يُشعر بالأمن من الخوف، وعلى كشف ما يُراد ستره، وأن الغاطّ غافل.
  • الاستيقاظ من النوم: حركة الجسد وإقباله وبداية نهضة بعد فتور.
  1. ربطها بالمصادر الثقافية العربية والإسلامية
  • القرآن: النعاس أمنة للمؤمنين، فحُمِل النعاس على الأمان والطمأنينة في أصل الدلالة.
  • الحديث والأثر: ورد عند أهل التعبير قول: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا، فأُخذ منه معنى الغفلة عن الحقائق في الدنيا والتنبه عند الموت.
  • أقوال المعبرين:
    • ابن سيرين: فصّل في هيئة الاستلقاء والانبطاح والجنب، وربط الاستيقاظ ببدء الحركة والإقبال، وذكر أمثلة لما يدل على قوةٍ أو ضعفٍ بحسب الوضعية.
    • النابلسي: النوم غفلة وبطالة، لكنه أمانٌ للخائف وذهابٌ للهم، وقد يدل على سفرٍ مبرور لأهل الطاعة، وعلى تمكّنٍ إذا كان على الظهر، وعلى عزلٍ وفقر إذا كان على الوجه، وعلى بطالة أو موت بحسب المكان كالمقبرة.
  1. التأويل وفق الأبعاد النفسية والحياتية
  • النوم رمزٌ لاتجاه النفس نحو الراحة والانفصال عن المنبّهات؛ لذا قد يجيء في الرؤى كاستجابة نفسية للإجهاد أو الهروب المؤقت من ضغط القرارات. فإذا كان الرائي مهموماً أو خائفاً فقد يعكس المنام حاجةً داخلية للأمان والتسكين، وهو ما توافقه دلالة النعاس أمنة، وتقريره عند النابلسي بأن من كان خائفاً ورأى نفسه نائماً فإنه يأمن ويذهب همه.
  • أما تكرّر النوم بوضعيات غير محمودة (كعلى الوجه) أو في أمكنة مكروهة (كمقبرة للصحيح) فقد يحمل رسالة نفسية بوجود تعطيلٍ في شؤون الرائي أو استرسال في غفلةٍ ينبغي تداركها باليقظة وتنظيم الوقت ومقاومة التسويف.
  • الغطيط إذا حضر في المنام قد يشير إلى أمرٍ سيظهر للعيان بعد أن كان مخفياً، أو إلى اكتشاف الآخرين لغفلة الرائي، مع بُعدٍ آخر هو الإحساس بالراحة المؤقتة من الخوف. نصيحة عملية جامعة
  • إن كانت رؤيتك مختصرة بلفظ "النوم" فقط ولم تتضمن حالك ومكانك وهيئتك، فالمعنى العام: الغفلة مع احتمال الأمان للخائف وذهاب الهم، ويُستحسن مراجعة نمط نومك وأسباب الإرهاق، والإكثار من الأذكار قبل النوم، وطلب اليقظة القلبية: نبهنا من نوم الغافلين كما جاء في باب النوم عند أهل التعبير . ولا يُبنى على المنام حكمٌ شرعي، ويبقى التعبير ظنّاً واجتهاداً. ولتفصيلٍ أدقّ، تحدد: وضعية النوم، المكان، شعورك (خوف، همّ، سكينة)، وهل كان معك أحد أو كان هناك غطيط أو استيقاظ؛ فبها يترجّح المعنى بين الأمن، أو البطالة، أو البشارة بزوال هم، أو التنبيه من غفلة.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 109. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 255. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 255. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 191. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1308-1309.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1309-1310.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.