تفسير المنبر في المنام: دلالاته عند ابن سيرين والنابلسي
تعرف على تفسير رمز المنبر في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: رفعة ومقام وسلطان لمن أهل له، وشهرة بالخير لغير المؤهل، وانكسار المنبر أو الإنزال عنه زوال ولاية.
تفسير محمد بن سيرين
وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن المنبر في المنام يدل على سلطان من العرب، والمقام الكريم، وجماعة المسلمين .
ويوضح ابن سيرين أنه من رأى نفسه على منبر وهو يتكلم بكلم البر، فإن كان مؤهلاً لذلك، أصاب رفعة وسلطاناً. وإن لم يكن مؤهلاً، اشتهر بالصلح . ويضيف أن من رأى نفسه على المنبر ولكنه لم يكن مؤهلاً، ورأى أنه لم يتكلم عليه أو تكلم بسوء، فإن ذلك يدل على أنه يصلب .
كما يشير محمد بن سيرين إلى أن المنبر قد شبه بالجذع . وإذا رأى والٍ أو سلطان أنه على منبر فانكسر أو انصرف عنه أو أنزل منه قهراً، أفاد ذلك بأنه يعزل ويزول ملكه، إما بموت أو بغيره . وإذا لم يكن صاحب الرؤيا ذا ولاية أو سلطان، فإن تأويل رؤيته تعود إلى سميه أو إلى ذي سلطان من عشيرته .
ومن حكايات التأويل المذكورة في الكتاب، أن رجلاً رأى كأنه على منبر يخطب، ففسرها ابن سيرين بأن الرجل سيُساق إلى السلطان ويُصلب، وقد وقع الأمر كما عبر .
كما ورد في الكتاب، في سياق رؤيا للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث فُسّر المنبر ذي الدرجات السبع بأنه يمثل بقاء الدنيا سبعة آلاف سنة، منها ستة آلاف مضت، وأن الإنسان في الألف السابعة يدعى إلى الجنة والسلام .
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، يُعد المنبر في المنام رمزاً لسلطان العرب، وجماعة المسلمين، والمقام الكريم الذي ذكره الله تعالى في كتابه .
ويبيّن النابلسي أن من رأى نفسه على منبر ويتكلم بكلام البر، وكان أهلاً للسلطان، فإنه سيصيب سلطاناً شريفاً كريماً . وإن لم يكن أهلاً للسلطان، فإن رؤيته تدل على شهرة بالخير .
ويشير النابلسي إلى أن الوالي أو السلطان إذا رأى أنه صُرِع أو أُنزِل عنوة عن المنبر، أو انكسر منبره، فإن ذلك يؤول بزوال ملكه وسلطانه، إما بالموت أو بغيره . وإن لم يكن الرائي ذا سلطان، فإن التأويل يرجع إلى أحد ذوي السلطان من قومه أو سميه أو نظيره من الناس .
كما يوضح النابلسي أن رؤية شخص غير مؤهل على منبر، لا يخطب ولا يتكلم، أو كان كلامه شراً، قد تعني تعرضه للصلب ظلماً، أو أن الله سيدفع عنه . ويرى أن المنبر قد يرمز لمنصب ولاية وقهر عدو .
ويرى النابلسي أن المنبر لمن رقاه قد يدل على زوجة يخطبها . ويشير إلى أنه إذا لم يكن كذلك، فقد تشتهر صاحب الرؤيا بفضيحة .
ويضيف النابلسي أن السلطان إذا ارتقى على المنبر، فإن ملكه يدوم ويقهر أعداءه .
ويلفت النابلسي الانتباه إلى أن من خطب على منبر وهو مكتوف اليدين، فإن ذلك دليل على صلبه أو أنه كان فاسقاً .
وأخيراً، يذكر النابلسي أن المنبر يدل على خطيبه .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: المنبر في الرؤيا يدل غالبًا على رفعة ومقام بين الناس أو ولاية وسلطان، ويُرجى منه بشارة بظهور كلمة حق أو شهرة حسنة إن كان الرائي أهلًا للكلام والقيادة. فإن رأى نفسه على المنبر يتكلم بكلام البر وهو من أهله؛ رُجي له علوٌّ وطاعةٌ ونُصرة، وإن لم يكن أهلًا لكنه تكلّم بخير نال شهرة بالصلح والذكر الجميل. أمّا إن صعد المنبر فلم يتكلّم، أو تكلّم بسوء؛ فهذه مخافة على دينه أو عرضه، وقد تدل على بلاء شديد. وإن رأى والٍ أو صاحب منصب منبره قد انكسر أو أُنزِل عنه قهرًا دلّ على زوال ولايته. وهذه الدلالات تُحمَل على الرائي أو على من يُشار إليه من نظرائه وسمِيِّه وأهل سلطانه بحسب القرائن. هذا بابُ رجاء لا جزم، والله أعلم.
تحليل الرموز والعناصر:
- رمز المنبر: عند أهل التعبير هو علامة السلطان والقيادة وجماعة المسلمين، ووُصف بأنه “المقام الكريم” الذي يُذكَر في الكتاب، فيغلب عليه معنى الرفعة والظهور والكلمة المسموعة.
- الصعود والخطبة بكلام بر: قرينةٌ على نيل سلطانٍ شريفٍ أو رفعة وطاعة إذا كان الرائي أهلًا لذلك، وتشهير بالخير إن لم يكن أهلًا.
- الصعود بلا كلام أو بكلام سوء: عند ابن سيرين علامة بلاء شديد وذِكرٌ بمكروه، حتى بلغ به أن شبّه بعض ذلك بالصلب إذا ظهرت قرائنُه.
- كسر المنبر أو الإنزال عنه للوالي: زوال الملك إمّا بموت أو عزل، وقد تُرد الدلالة إلى نظيرٍ أو سميٍّ إن لم يكن الرائي صاحب سلطان.
- من جهة العرف واللسان: المنبر موضعُ البلاغ والخطاب العام، فيرمز اجتماعيًا إلى التأثير العام والسمعة والمكانة، وهو قريب من دلالة المنارة على الرفعة والدعوة، غير أن المنبر أخصّ بالخطبة والسلطان.
الربط بالمصادر المعتبرة:
- عند ابن سيرين: “المنبر سلطان من العرب والمقام الكريم وجماعة الإسلام”، ومن رأى نفسه عليه متكلّمًا بالبرّ وهو من أهله نال رفعة وسلطانًا، وإن لم يكن أهلًا اشتهر بالصُّلح، وإن لم يتكلّم أو تكلّم بسوء خِيف عليه بلاء شديد، وإن انكسر منبرُ الوالي أو أُنزِل عنه قهرًا عُزِل وزال مُلكُه.
- عند النابلسي: المنبر “سلطان العرب وجماعة الإسلام والمقام الكريم”، ومن ارتقاه وتكلّم بالبر وهو أهلٌ لذلك أصاب سلطانًا شريفًا كريمًا، والمنبر ولايةٌ وقهرُ عدوّ، وكسرُه أو الإنزالُ عنه للوالي زوالُ ملك، وصعود السلطان عليه دليلُ دوامِ مُلكه وقهرِ أعدائه.
- إشارة لغوية/شرعية: وصف “المقام الكريم” مما يُستأنس به في الكتاب عند الحديث عن مقامات الكرامة وعلو الشأن، وقد استحضره أهل التعبير لِما بين المنبر والمقام من معنى الرفعة والظهور.
التفسير النفسي والحياتي:
- صعود المنبر قد يعكس رغبة داخلية في التأثير والقيادة أو التحدّث أمام الجمهور، أو مرحلة يتهيّأ فيها الرائي لتحمّل مسؤولية عامة.
- الخطبة بكلام بر تدل على صفاء النيّة وحسن الاستعداد لتحمّل الدور الاجتماعي أو المهني القيادي، بينما العجز عن الكلام أو الكلام السيئ يرمز لقلقٍ من الفضيحة أو الخذلان أو قصورٍ في المهارات الاتصالية.
- انكسار المنبر أو الإنزال عنه يصلح أن يُنبّه الرائي لمراجعة موقعه الوظيفي أو الاجتماعي، والحذر من أسباب سقوط السمعة أو العزل، مع العمل على إصلاح الخلل قبل وقوعه.
نصيحة عملية:
- إن كنت مُقبِلًا على منصبٍ أو ظهورٍ أمام الناس، فتهيّأ بالعلم والصدق، وحسّن نيتك وخطابك. وإن أحسست بتردّدٍ أو خوفٍ من التحدّث، فابدأ بتقوية مهاراتك التواصلية وتزكية نفسك. وتذكّر أن الرؤيا لا يُبنى عليها حُكمٌ شرعي، وأن التعبير ظنٌّ، والصواب من الله.
إن رغبتَ بتأويلٍ أدقّ، فاذكر لي: حالك الاجتماعي والمهني، وهل كنتَ على المنبر تخطب أم صامتًا؟ وهل كان المنبر في مسجدٍ أو غيره؟ وهل وقع كسرٌ أو إنزال؟ فهذه القرائن تُعين على الترجيح بين المعاني.
المراجع
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 48-49. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 94-95. ISBN: 9789953724072.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1178.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 244-245.
عن المصادر
الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.
