تفسير المكيال في المنام: العدل، الرزق ودلالات الحكم

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية المكيال تجري مجراها . ويذكر ابن سيرين أن العرب تسمي الكيل وزنا . كما يشير إلى أن الميزان، الذي يجري المكيال مجراه، يدل على عدل حاكم، وأن صنجاته (كفتيه) هم أعوانه .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، يوضح أن المكيال في المنام يدل على السلطان أو الحاكم . ويشير النابلسي إلى أن من رأى في منامه أنه أعطي مكيالاً، فإنه سينال حكماً أو سلطة . كما يذكر أن رؤية الشخص لنفسه مكيالاً أو ميزاناً تحمل نفس الدلالة . ثم يستدرك المؤلف، مبيناً أنه إذا شاهد الرائي الناس ينقصون المكيال، فإن ذلك يدل على ميل القاضي عن الحق .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية المكيال في المنام تدل غالباً على العدل والإنصاف والرزق وحسن المعاملة، وقد تشير لمن كان أهلاً لذلك إلى ولاية أو مسؤولية أو قضاء. ومن أُعطي مكيالاً نال حكماً أو منصباً. أما رؤية نقص المكيال أو التلاعب به فهي تحذير من ظلمٍ أو بخسٍ في الحقوق، ودعوةٌ للتوبة وتصحيح المعاملات.

تحليل الرموز والعناصر:

• المكيال: عند أهل التعبير يجري مجرى الميزان في الدلالة على العدل والقضاء والاقتداء بالحق؛ فقد نص ابن سيرين أن المكيال يجري مجرى الميزان، وأن الميزان يدل على عدل الحاكم وأعوانه وما يطرأ على حكمه من استقامة أو جور.
• إعطاء المكيال أو حمله: عند النابلسي أن المكيال في المنام سلطان أو حاكم، فمن رأى أنه أُعطي مكيالاً نال حكماً، وكذلك إن رأى نفسه مكيالاً أو ميزاناً.
• نقص الكيل والتطفيف: القرآن شدد على وفاء الكيل والميزان وذمّ التطفيف كما في سورة المطففين؛ وفي دلالة المنام يقرن النابلسي بين السورة والعدل ووفاء الكيل، ويحذّر من البخس والباطل والتطفيف في المكيال والميزان . كما نص النابلسي صراحةً: من رأى الناس ينقصون المكيال فإن القاضي يميل عن الحق.
• الكيل مرتبط أيضاً بقصة يوسف عليه السلام حيث ورد ذكر الكيل ومعاني المعاملة والرزق والابتلاء؛ ولذلك يذكر النابلسي أن الكيل يدل على هداية وعلم وزوجة ورزق، وقد يحمل همّاً ونكداً بحسب سياق الرؤيا وقرائنها. التأصيل الشرعي والثقافي:
• قرآناً: يتأكد معنى المكيال في باب العدل وردّ الحقوق وحرمة التطفيف، كما تشي به دلالة سورة المطففين في التأويل بوفاء الكيل والتحذير من بخس الميزان.
• عند المعبّرين:
  • ابن سيرين: المكيال يجري مجرى الميزان، والميزان عدل الحاكم، وما يطرأ عليه من اعتدال أو ميل يعود على صاحبه في صدقه وعدله أو خلافه.
  • النابلسي: المكيال سلطان أو حاكم، وإعطاؤه حكم، ونقصه ميل عن الحق ؛ كما أن الكيل قد يدل على هداية ورزق أو همٍّ وفاقة بحسب القرائن. البعد النفسي والحياتي:
• المكيال يرمز إلى المعايير التي تقيس بها نفسك والآخرين: استقامة المكيال قد تعكس حرصك على العدل والإنصاف في قراراتك وتعاملاتك، ونقصه قد يشير إلى شعورٍ بالذنب أو خوفٍ من المحاسبة، أو ضغطٍ مهني/مالي يدفع إلى التساهل في الضوابط.
• كِبر المكيال أو امتلاؤه قد يعبّر عن سعة الرزق وثمرة الجهد والشعور بالكفاية، فيما كسر المكيال أو ضياعه قد يدل على اضطرابٍ في القيم أو نزاعٍ على حقوقٍ أو سوء توزيعٍ للوقت والموارد.
• إن تكرر رمز النقص أو التطفيف في رؤاك، فذلك يقوّي دلالة التحذير من الوقوع في ظلمٍ أو بخسٍ للناس أشياءهم، ويستحبّ عندها مراجعة الذمم والمعاملات، وردّ الحقوق، والاستغفار.

تنبيهات ونصيحة:

• إن كانت رؤياك مجرد ذكر “المكيال” دون سياقٍ أو تفاصيل، فالغالب أنها عامة المعنى، وقد تحمل بشارةً بالعدل والرزق إن بدا المكيال تاماً، أو إنذاراً من ظلمٍ إن بدا منقوصاً. والرؤيا الصالحة واضحة موجزة المعنى، أما الاضطراب فغالباً من الأضغاث أو حديث النفس.
• لا يُبنى على المنام حكمٌ شرعي أو تصرّفٌ مالي قاطع، لكن احرص على وفاء الكيل في الحقيقة: ضبط المعايير، الأمانة في المعاملات، محاسبة النفس، وردّ الحقوق؛ فذلك يوافق أصل الدلالة القرآنية ومعهود أهل التعبير في هذا الباب. إن رغبتَ بتعبيرٍ أدق، فاذكر تفاصيل الرؤيا: شكل المكيال، حاله (تام/منكسر/منقوص)، من أعطاك إياه أو أخذته ممن، وما شعورك في الرؤيا، وحالك الواقعي (أعزب/متزوج، مديون/تاجر، صاحب مسؤولية...).

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1227-1228.

عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.