تفسير المطر في المنام لابن سيرين والنابلسي: دلالات ورموز
دليل شامل لمعاني المطر في المنام وفق ابن سيرين والنابلسي: رحمة وفرج ورزق إذا نفع، وتحذير عند الأذى أو خروجه عن أوانه، مع دلالات الشرب والاغتسال والرموز الخاصة.
تفسير محمد بن سيرين
وفقًا لمحمد بن سيرين، فإن المطر إذا سمي في القرآن الكريم فقد يدل على الغم، كما في قوله تعالى: "وأمطرنا عليهم مطرًا" و"وأمطرنا عليهم حجارة". أما إذا لم يسم مطرًا، ولكنه ماء نازل من السماء، فيدل على فرج عام للناس، كما في قوله تعالى: "وأنزلنا من السماء ماء مباركًا" .
ويذكر محمد بن سيرين أن المطر يدل على رحمة الله تعالى ودينه وفرجه وعونه، وعلى العلم والقرآن والحكمة، وذلك لأن الماء هو سبب حياة الخلق وسلامة الأرض، وبفقده تهلك الأنام وتفسد الأمور في البر والبحر .
وقد يشير المطر إلى الخصب والرخاء ورخص الأسعار والغنى، لأنه سبب في ذلك كله . وإذا كان ماؤه لبنًا أو عسلًا أو سمنًا، فهو يدل على ثراء وغنى . وإذا كان ماؤه قمحًا أو شعيرًا أو زيتًا أو تمرًا أو زبيبًا، فهو يدل على الأموال والأرزاق .
إلا أن محمد بن سيرين يوضح أن المطر قد يدل أيضًا على الجوائح النازلة من السماء كالجراد أو البرد أو الريح، خاصة إذا كان فيه نار أو كان ماؤه حارًا، وذلك لأن الله تعالى عبر بما أنزله على الأمم من عذابه بالمطر . كما قد يدل على الفتن وسفك الدماء، خاصة إذا كان ماؤه دمًا . وقد يشير إلى العلل والأمراض كالجدري والبرسام إذا كان في غير وقته أو كان ضارًا ببرده أو لسعته، وكل ما يضر الأرض ونباتها يضر بجسم الإنسان .
إذا رأى الشخص نفسه في المطر أو محصورًا منه تحت سقف أو جدار، فإن ذلك يدل على ضرر يدخل عليه بالكلام، أو ضرر على قدر ما أصابه من المطر، أو يصيبه مرض إن كان مريضًا أو كان ذلك وقته . أما الممنوع تحت الجدار فيدل على تعطيل عن عمل أو سفر، أو مرض، أو فقر، أو سجن .
أما إذا اغتسل في المطر من جنابة، أو تطهر منه للصلاة، أو غسل به وجهه، فإن ذلك يصح له بصره . وإذا غسل به نجاسة كانت في جسمه أو ثوبه، فإن كان كافرًا أسلم، وإن كان مبتدعًا أو مذنبًا تاب، وإن كان فقيرًا أغناه الله، وإن كان يرجو حاجة عند السلطان أو من يشبهه نجحت له .
ويشير محمد بن سيرين إلى أن كل مطر يستحب نوعه فهو محمود، وكل مطر يكره نوعه فهو مكروه .
وإذا أمطرت السماء سيوفًا، فالناس يبتلون بجدال وخصومة . وإن أمطرت بطيخًا، فالناس يمرضون . وإن أمطرت من غير سحاب، فقد قيل إنها فرج من حيث لا يرجى ورزق من حيث لا يحتسب . ويرى محمد بن سيرين أن لفظ "الغيث" و"الماء النازل" وما شابههما أصلح في التأويل من لفظ "المطر" .
وإذا كان المطر في غير وقته وكان ضارًا، فقد يدل على العلل والسقام . ولو كان المطر عامًا في البلد، فإن كان الناس في شدة، فإنهم يخصبون ويرخص سعرهم إما بالمطر أو بقدوم الرفقة أو السفن بالطعام . وإن كانوا في جور وعذاب وأسقام، ففرج ذلك عنهم إن كان المطر نافعًا في ذلك الحين . أما إذا كان المطر ضارًا أو فيه حجر أو نار، فتضاعف ما هم فيه من البلاء .
بشكل عام، يعتبر محمد بن سيرين المطر يدل على رحمة الله وفَرَجه وعونه، وعلى العلم والقرآن والحكمة، لأنه سبب لحياة الأرض والناس .
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لعبد الغني النابلسي، فإن المطر في المنام يحمل دلالات متعددة، فهو إذا لم ينتج عنه ضرر، فإنه خير ورزق ورحمة . وقد يدل المطر على رحمة الله ودينه وفرجه وعونه، وكذلك على القرآن والعلم والحكمة، لأن الماء هو حياة الخلق .
يفيد عبد الغني النابلسي أن المطر قد يدل على حياة من يخشى عليه من إنسان أو أرض، أو على إنجاز ما يوعد به الإنسان . كما أن المطر العام الذي يسقي الأرض يدل على سعة وسرور للناس، وقد يحيي به أمر ميت وينال به خيراً ونعمة وبركة، ويكون فرجاً لمن كان مغموماً أو مديوناً . ويرى أن المطر فرج وغياث في تلك السنة .
ويشير عبد الغني النابلسي إلى أن المطر إذا كان في دار خاصة دون الناس، دل على نيل منفعة وخير وكرامة . أما إذا كان المطر في جميع البلدة، فالتأويل يقع على جميع أهل تلك البلدة والمحلة والموضع والقرية .
وعن أنواع المطر، يذكر عبد الغني النابلسي أن المطر الذي يسيح من كل جانب ويكب الأشجار يعني فتنة وهلاكاً في ذلك الموضع من قبل السلطان . وقد يكون المطر في دار خاصة سبباً لأمراض وأوجاع وبلايا وجدري . وإذا أمطرت الأرض دماً، فهو عذاب، وكذلك مطر الحجارة . وإن كان المطر غالباً دماً أو تراباً، فهو ظلم من السلطان . أما الفلاح إذا رأى المطر، فهو بشارة وخصب يناله . وإذا كان المطر تراباً بلا غبار، فهو صخب .
وبخلاف ذلك، يذكر عبد الغني النابلسي أن المطر إذا كان عسلاً أو ما يستحب نوعه من الثمار، فهو دليل خير لجميع الناس، وكذلك إذا كان سمناً أو لبناً أو زيتاً .
كما يوضح عبد الغني النابلسي أن المطر المتلف في مكان مخصوص قد يدل على البخس في الكيل والميزان أو التشبه بقوم لوط . والمطر النافع قد يدل على الصلح مع الأعداء، وقد يدل على إغاثة الملهوف . ويرى أن المطر قافلة الإبل، فمن رأى السماء تمطر ماء الغمام من كل جانب، فإن الناس ينالون سعة وسروراً .
ويفيد عبد الغني النابلسي أن من رأى نفسه في المطر تحت سقف أو جدار، فقد يدخل عليه ضرر بالكلام والأذى، أو يضرب على قدر ما أصابه من المطر، وإن كان المطر في أوانه فقد يدل على تعطيله عن سفره أو عمله، أو بسبب مريض، أو فقره، أو سجنه . وإن اغتسل أو تطهر بماء المطر، فإن كان كافراً أسلم، وإن كان مذنباً تاب، وإن كان فقيراً أغناه الله، وإن كانت له حاجة قضيت له .
ويضيف عبد الغني النابلسي أن من رأى السماء أمطرت سيوفاً، فإن الناس يبتلون بجدال وخصومة، وإن أمطرت بطيخاً فإنهم يمرضون . ومن رأى أنه يشرب من ماء المطر، فإن كان صافياً أصاب خيراً، وإن كان كدراً أصاب مرضاً بقدر ما شرب .
ويشير عبد الغني النابلسي إلى أن الماء في المنام حياة طيبة، ومن رآه في داره فهو سعادة ومال وزيادة خير وتزويج . وأن الماء الصافي الغزير يدل على رخص السعر وبسط العدل .
ويرى عبد الغني النابلسي أن العرب تسمي المطر سماء لنزوله منها، ومن سقطت عليه السماء تدل على سقوط سقف بيته، وإن كان مريضاً فقد يدل على موته .
أما صفة "ممطر" في المنام، فيذكر عبد الغني النابلسي أنها اسم صالح، لأنه من أوسع الثياب، وهو قوة وظهر ووقاية، وللتاجر اسم وثناء حسن .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: إن كان مطرُ رؤياك نافعًا هادئًا وفي أوانه فالغالب أنه بشارة رحمةٍ وفرجٍ ورزق واتساعٍ في المعاش، وربما دلّ على علم وهداية وتجدد أمل. أمّا إن كان المطر ضارًّا أو في غير وقته، أو كان يُؤذيك أو يحصرك تحت سقفٍ أو جدار، فقد يدل على همٍّ أو تعطيلٍ مؤقت أو وعكةٍ أو أذًى بقدر ما أصابك منه. ويُقدَّم وجه الخير ما أمكن، فإن كان لك فيه اغتسالٌ أو تطهّر فهذه علامةُ توبةٍ وزوالِ دنسٍ وقد تُقضى لك حاجة. وإن كان المطرُ خاصًا بدارك دون الناس فالغالب دلالته على منفعةٍ أو أمرٍ يخصُّ أهل البيت. أمّا إن كان على هيئةٍ منكرة كدمٍ أو حجارة فذلك تحذيرٌ من معصيةٍ أو فتنة. وكلُّ ذلك يُرجَّح بحسب أحوالك وقرائن رؤياك.
تحليل الرموز والعناصر:
- الرمز الرئيس: المطر.
- معانيه المحمودة: رحمة الله وفرجه ودينه، والعلم والقرآن والحكمة، والخصب ورخاء الأسعار إذا كان نافعًا وفي أوانه، بل إن ابن سيرين عدّ كل مطرٍ يُستحب نوعُه محمودًا، وجعل لفظ الغيث والماء النازل أصلح في التأويل من لفظ المطر نفسه، واستشهد بقوله تعالى: وأنزلنا من السماء ماءً مباركًا، وبيّن أن المطر العام في الشدة يُورث خصبًا ورخصًا للناس أجمعين إذا نفعهم.
- معانيه المكروهة: قد يَرِدُ في سياق العذاب إذا ذُكر بلفظه كما في: وأمطرنا عليهم مطرًا، وأمطرنا عليهم حجارة، ولذا قال ابن سيرين: إذا جاء اسم المطر في القرآن جاء للغم، أما إذا لم يُسمَّ مطرًا وكان ماءً نازلًا فهو فرجٌ عام.
- تفصيلات مؤثرة:
- المطر العام النافع: غياث وفرج في تلك السنة، وإحياءُ أمرٍ كان ميّتًا، وقضاءُ الديون وتيسيرُ الحاجات، خاصّةً مع الاغتسال أو التطهر به.
- المطر الخاص بدارٍ: منفعة وخير وكرامة لأهل تلك الدار إن لم يكن مؤذيًا، وإلا دلّ على همٍّ أو مرضٍ بحسب الحال.
- الوقوف تحت سقفٍ أو حصر المطر لك: أذًى بكلامٍ أو تعطيل عن عملٍ أو سفرٍ أو حبسٌ أو فقرٌ على قدر ما أصابك منه إن كان في أوانه، ويُستثنى من ذلك ما كان معه اغتسالٌ أو تطهر فإنه يُؤذن بزوال البلاء وتحقق المطلوب.
- الشرب من ماء المطر: إن كان صافيًا فخير، وإن كان كدرًا فمرض بقدر ما شرب الرائي.
- تبدّل مادة المطر: إن كان لبنًا أو عسلًا أو سمنًا أو زيتًا فهو خيرٌ وثراءٌ ورزقٌ عام، وإن كان دمًا أو حجارةً فهو عذابٌ أو فتنةٌ وسفكُ دماء، وإن كان ترابًا بلا غبار فخصبٌ، وإن أمطرت السماء سيوفًا فخصوماتٌ وجدال، وبطيخًا فمرضٌ للناس.
- المطر في غير وقته أو المؤذي بحرِّه أو برده: يدل على عللٍ وأسقامٍ أو جوائحٍ نازلةٍ من السماء كالجراد والبَرد والريح، خاصةً إذا كان فيه نارٌ أو دلائل عقوبة. الربط بالمصادر الثقافية العربية والإسلامية:
- القرآن الكريم: جاء لفظ المطر في مواضع العذاب، بخلاف إطلاق الماء والغيث على الرحمة والبركة كما نقل ابن سيرين في تعليقه على الآيات المذكورة، ولذلك رجّح اللسان القرآني في التأويل بين لفظي المطر والغيث.
- أقوال المعبّرين:
- ابن سيرين: جعل المطر أصلًا في الرحمة والعون والعلم، والخصب والرخاء متى كان نافعًا، وحذّر من دلالات الضرر والتعطيل إن آذى أو كان في غير وقته، وبيّن أحكام الوقوف تحته والاغتسال به، وصرّح بقاعدة لفظ المطر والغيث في الدلالة.
- النابلسي: وافق على أن المطر إذا لم يحصل منه ضرر فهو خيرٌ ورزقٌ ورحمة، وأن المطر العام غياث وفرج، وأن الخاص بالدار منفعةٌ لأهلها، وحذّر من أن يكون دمًا أو حجارة أو مؤذيًا، وذكر دلالات الشرب والاغتسال به على التوبة والإسلام وقضاء الحاجة والغنى. التفسير النفسي والحياتي المحتمل:
- المطر غالبًا يرمز لتفريج الضغوط النفسية وتجدد الأمل؛ فهدوءه يُشبه انسكاب المشاعر بلطف وشفاءً تدريجيًا. الاغتسال به صورةٌ نفسية للتطهّر من ذنبٍ أو شعورٍ بالذنب أو رغبةٍ في بدايةٍ نقية. أمّا المطر العنيف المؤذي أو في غير وقته فيحاكي تدفقًا مفاجئًا لمشكلاتٍ أو التزاماتٍ تعطل مسارك لبعض الوقت. والمطر الخاص بالبيت قد يعكس انشغالاً بأمرٍ أسريٍّ معين، بين منفعةٍ إن كان نافعًا أو همٍّ ومرضٍ إن كان مؤذيًا. والشرب من مائه الصافي قد يشير إلى تغذيةٍ روحيةٍ وفكرية، والكدر منه إلى توعكٍ أو قلقٍ مؤقت.
إن كانت تفاصيل حلمك غير واضحة أو موجزة، فأعتذر عن القطع بالتأويل. لتقريب الدلالة بدقة، يفيدني معرفة: وقت المطر في الرؤيا (ليل/نهار/فصل)، شدته وهيئته، هل عمّ الناس أم اختصّ مكانًا، موقفك منه (واقف تحته/محصور/تغتسل/تشرب)، مشاعرك أثناءه، وحالك الراهن (ديْن، همّ، سفر، مرض). تذكّر أن الرؤيا حق وبشارة أو إنذار، لكنها لا تُبنى عليها أحكامٌ شرعية، وأن التعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.
المراجع
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 167. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 166-167. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 166-167. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 167. ISBN: 9789953724072.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1163-1164.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1163-1165.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1165-1166.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 606-608.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1232-1233.
