تفسير المتعة في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: تأويلات
ما معنى رؤية المتعة في المنام؟ يدل الرمز على الراحة والمنفعة إذا اقترن بالطاعة والشكر، وقد يأتي تحذيراً من الغرور واللذات المحرمة أو الكسب الفاسد.
تفسير محمد بن سيرين
لم يذكر محمد بن سيرين في كتاب تفسير الأحلام الكبير تفسيرًا مباشرًا لمصطلح "المتعة". بعد البحث في المصادر المتاحة، لم يتم العثور على أي ذكر أو تفسير لهذا المصطلح.
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية "المتعة" في المنام تحمل عدة دلالات. يوضح النابلسي أن المتعة في الحلم هي راحة ومنفعة لمن يقوم بها .
كما يفيد بأنها قد تدل على الأعمال التي تستوجب عذاب الله تعالى، مثل الزنا، أو الربا، أو البيع الفاسد، مستشهدًا بالآية الكريمة: "قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار" .
ويرى النابلسي أن المتعة ربما تشير إلى الغرور بالمال والنفس . ويحتمل أن يكون أصل ذلك في المنام متعلقًا بالشركة، حيث تنتفع المرأة بما يُعطى لها، وينتفع الرجل بتحقيق رغبته منها .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: على الإجمال، يدل رمز “المتعة” في المنام على راحة ومنفعة قريبة، لكنه قد ينبه كذلك إلى الغرور والانشغال باللذات أو التورط في مكاسب أو علاقات لا ترضي الله، فيُستحب للرائي أن يضبط شهواته ويلتمس الحلال ويستكثر من الشكر.
التحليل:
- الرموز والعناصر الرئيسة:
- لفظ “المتعة” أو الإحساس بالتمتّع: عند أهل التعبير يجيء على وجهين؛ وجه خير بمعنى الراحة والمنفعة، ووجه تحذير بمعنى الانغماس في لذات محرمة أو مكاسب فاسدة.
- المعاني المحتملة من مصادر التعبير:
- عند النابلسي: “المتعة هي في المنام راحة ومنفعة لمن يفعلها، وتدل على الأعمال الموجبة لعذاب الله تعالى من زنا أو ربا أو بيع فاسد… وربما دلت المتعة على الغرور بالمال والنفس”، واستشهد بقوله تعالى: قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار، ليدل على شق التحذير إذا غلب جانب المعصية في الحال والقرائن.
- عند ابن سيرين: لا يورد باباً مستقلاً لـ“المتعة” كرمز، لكنها تَرِد في سياقات تدل على كثرة النعمة والانتفاع الدنيوي؛ كقوله في بعض التحولات الجسدية: “فإن رأى بطنه تحول صقراً فإنه يكون كثير المتعة” إشارةً إلى وفرة ما يُستمتع به من رزق ونِعَم إذا صلحت القرائن . كما يذكر وصف “جالب المتعة جامع الدنيا” في معرض المهن والدلالات، بما يوحي أن المتعة قد ترمز لجمع حظوظ الدنيا إذا غلب ظاهرها على باطنها.
- من القرآن: الآية المستشهد بها عند النابلسي “قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار” تُساق للتنبيه حين تكون المتعة ستاراً للغفلة والمعصية، لا لتحريم أصل اللذة المباحة، فالأصل أن “قل من حرم زينة الله… والطيبات من الرزق” لمن أحسن القصد والميزان.
- الربط بالحال والقرائن:
- إن رأى الرائي متعةً في سياقٍ من طاعة وشكر وضبط للنفس، فالغالب أنها بشارة براحةٍ ومنفعةٍ في معيشته أو علاقاته، وتُحمل على الخير ويُستحب شكر النعمة وحفظها.
- وإن اقترنت المتعة بصور محرمة أو شعور بالذنب، أو دلّت القرائن على كسب مشبوه، دلّت على التحذير من مسارب الشهوة والمال الحرام، وهو من باب الإنذار والرجوع إلى الله.
- البعد النفسي والحياتي:
- قد تكون “المتعة” حديث نفس يعكس احتياجاً للراحة بعد ضغوط، أو ميلاً لتعويض الحرمان بلذة عاجلة؛ وهنا ينصح بالتوازن: إشباع الحاجات في إطار مباح، وتفريغ الضغوط بوسائل صحية، مع مراجعة الأولويات وضبط الدوافع.
- إن تكرر الرمز وكان واقع الرائي يميل للإفراط أو التساهل في الحدود، فالتكرار يقوّي دلالة التنبيه إلى لزوم المحاسبة والتهذيب، وصيانة المال والعِرض، وطلب البدائل الحلال.
نصيحة: أعتذر عن عدم الجزم لقلّة التفاصيل. إن كان ما رأيتَ “متعةً” مطلقة بلا قرائن، فاحملها على الرجاء بالراحة والمنفعة مع لزوم الشكر، وإن صاحبها ما يدل على تجاوزٍ أو ذنب، فاجعلها واعظاً للرجوع والتوبة، وتحقيق التوازن بين اللذة المباحة وواجبات الدين والقيم. وإن أحببت تأويلاً أدق، فاذكر: حالك الاجتماعي والديني، سياق الرؤيا ومشاعرك فيها، وما إن كان فيها فعل محرم أو مال مشبوه أو مجرد إحساس براحة ونِعَم.
المراجع
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1190-1192.
عن المصادر
الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.
