تفسير العين في المنام: دلالاتها عند ابن سيرين والنابلسي
اكتشف تفسير العين في المنام ومعاني البصر والعمى والرمد وألوان العين، وربطها بالدين والولد وعين الماء، بحسب ابن سيرين والنابلسي، مع دلالات الخير والابتلاء.
تفسير محمد بن سيرين
وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية ذهاب العينين في المنام تدل على موت الأولاد . كما يذكر مثالاً عن الحجاج بن يوسف الذي رأى عينيه تسقطان في حجره، وقُصَّت رؤياه بأنها نعي لأخيه وابنه محمد . ويرى أن الولد بمنزلة العينين، فهما محبوبتان، وأن رؤيا متعلقة بالعين قد تدل على مرض الأولاد .
ويوضح ابن سيرين أن العمى في التأويل يمثل الضلال في الدين وإصابة المال من جهة بعض الأقارب . ويشير إلى أنه إذا رأى الفقير نفسه أعمى، فإنه سينال الغنى . ويربط العمى بنسيان القرآن الكريم، مستشهداً بالآية الكريمة "رب لم حشرتني أعمى" . ويفصّل أن العمى قد يدل على خمول الذكر . ويلفت إلى أن من رأى كأنه أعمى ملفوفاً في ثياب جدد، فإنه يموت . ومن رأى أن إنساناً قد أعماه، فإن هذا الشخص سيضله ويزيله عن رأيه . ويرى أن رؤية الكافر الأعمى تدل على خسران أو هم أو غم يصيبه . ويفصل أن الأعمى إذا رأى رجلاً يعالجه فأبصر، دل ذلك على أن المعالِج يرشده إلى منافع ويحمله على التوبة . وذكر أن من غاب عنه أحد أقربائه وقدم في الرؤيا وهو أعمى، دل ذلك على موت صاحب الرؤيا، لأن القادم الأعمى في هذه الحالة يكون زائراً فقط .
وفي شأن العَوَر، يرى ابن سيرين أنه إن رآه رجلٌ مستور، دل على أنه مؤمن صادق في شهادته . وإن كان صاحب الرؤيا فاسقاً، فيوضح أنه يذهب نصف دينه أو يرتكب ذنباً عظيماً أو يناله هم أو مرض يشرف منه على الموت، وربما يصاب في نفسه أو في إحدى يديه أو في امرأته أو أخيه أو شريكه، أو تزول عنه النعمة، وذلك لقوله تعالى: "ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين"، فإذا ذهبت العين زالت النعمة .
ويرى ابن سيرين أن العينين المصنوعتين من حديد تنذران بهم شديد يؤدي إلى هتك الستر . ومن رأى عيناً أو عيوناً لقلبه، فإن ذلك صلح في الدين بقدر نورها . كما يفسر ألوان العينين فيقول: العين السوداء هي الدين، والزرقاء هي البدعة، والشهلاء هي مخالفة الدين، والخضراء هي دين يخالف الشرع . ويشير إلى أن رؤية الماء الأسود ينزل في العينين فلا يبصر بهما تدل على قلة الحياء، لأن العين موضع الحياء . ويلفت ابن سيرين إلى أن بياضاً في سواد العين يدل على غم وهم يصيب الرائي . وذكر عن جعفر الصادق أن رؤية بياض في العين تعني نقصاً في المال وفوات أمر يرجوه الشخص . ويوضح أن الغشاوة على العين، سواء كانت بيضاء أو غير ذلك، تدل على حزن عظيم يصبر عليه صاحب الرؤيا، مستدلاً بقصة يعقوب عليه السلام . وينبه إلى أن فقء العينين يدل على إصابة الرائي بشيء مما تقر به عينه . ويضيف أن الجادع (قاطع الأنف) والفاقئ (ثاقب العين) يقضيان ديناً للمجدوع والمفقوء ويجازيان قوماً على عمل سبق منهم .
وفيما يتعلق بإضعاف البصر، يذهب ابن سيرين إلى أنه يدل على الحاجة إلى الناس وعدم الاكتفاء الذاتي، إذ إن المال بمنزلة العين . أما قوة البصر، فيشير محمد بن سيرين إلى أنه إذا كان البصر أحد وأقوى مما يظن الناس، فإن سريرة الرائي خير من علنيته . ويتابع قائلاً إنه إن كان بصره أضعف مما يظن الناس به، وكان ذلك خفياً عنهم، فإن سريرته في دينه دون علنيته . ويفصل في شأن الرمد، فيبيّن أنه دليل على إعراض صاحبه عن الحق ووقوع فساد في دينه، مستشهداً بقوله تعالى: "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" . ويضيف ابن سيرين أنه قيل إن الرمد قد يدل على قرب الغنى . ويرى أن الرائي إن لم ينقص الرمد من بصره شيئاً، فإنه يُنسب في دينه إلى ما هو بريء منه، ويكتسب أجراً على ذلك . ويلفت إلى أن كل نقصان في البصر يعد نقصاناً في الدين . كما يشير إلى أن الرمد قد يدل أيضاً على غم يصيب الرائي من جهة ولده . ويذكر ابن سيرين أن من رأى أنه يداوي عينه، فإنه يصلح دينه . ويوضح أن من يكتحل، فإن كان قصده إصلاح البصر، فإنه يتعاهد دينه بالصلاح . ويضيف أن كان قصده الزينة، فإنه يأتي في دينه أمراً يتزين به . ويفيد ابن سيرين أن من أُعطي كُحلاً، أصاب مالاً وهو نظير الرقيق .
ويوضح ابن سيرين أن رؤية عيون كثيرة في الجسد تدل على زيادة في الدين . ويشير إلى أن من رأى أنه ينظر إلى غيره شزراً، فإنه يحقد عليه . ويرى أن من رأى كأنه يسمع بالعين وينظر بالأذن، فإنه يحمل أهله وابنته على ارتكاب المعاصي . ويلفت إلى أن من رأى على كفه عين رجل أو عين بهيمة، نال مالاً بشكل مباشر . ويذكر أن وحدة البصر محمودة لجميع الناس . ويفسر أهداب العينين بأنها وقاية للدين، فهي أوقى للعينين من الحاجبين . وذهب بعضهم إلى أن الصلح والفصاد فيهما يرجعان إلى الولد والمال . ويرى أن من رأى أهداب عينيه كثيرة حسنة، فإن دينه حصين . ويشير إلى أن من رأى كأنه قعد في ظل أهداب عينيه، وكان صاحب دين وعلم، فقد يدل ذلك على حاله . وبخصوص عيون الماء، يوضح أن انفجارها يدل على نيل أموال مع توبيخ . كما يذكر أن من رأى كأن في داره عين ماء جارية، فإنه يشتري جارية . وأخيراً، يشير إلى أن شرب الماء الأسود يدل على ذهاب البصر .
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، تحمل العين في المنام دلالات متعددة.
يوضح النابلسي أن عين الإنسان في المنام هي دينه وبصيرته التي يدرك بها الهدى والضلالة . ومن رأى عينيه حسنتا، فقد رزق هداية وعلمًا وبصيرة . وإذا كان لديه مريض من ولد أو زوجة أو حبيب، فقد أفاق من مرضه . وإن كان كافرًا أسلم، وإن كان فقيرًا استغنى، وإلا نال منصبًا عاليًا يليق به . ويربط شخوص البصر بالشدة .
ويشير إلى أن رؤية عيون في البدن أو التقاطها من الأرض للمسافر الخائف على نفسه من العطش تدل على وجود الماء الذي ينتفع به . والعين التي لا تُدرك ولا توصف لكبرها وعظمها قد تكون عين العناية من الله سبحانه وتعالى . ويعتبر طمس العيون دليلًا على حلول العذاب من الله تعالى . وأن تقع عينه على شخص مختفٍ عنه فإنه يراه . أما وجود نقص في العين، فيشير إلى شكوى ضرر في الرجل . ويمثل النابلسي العين اليمنى بالابن، واليسرى بالبنت . والقذى في العين يدل على السهر ومفارقة أنيس يُفتخر به .
وإذا تحولت العينان في الأذنين، فإنه يعمى ويصبح كل ما يراه يسمعه بأذنيه . وإن رأى في عينه حمرة، أصابه غيظ أو حنق . ويرى ابن الغني أن رؤية عين رجل أو بهيمة على الكتف تصيب مالًا غيبيًا . وأن تكون عينه مسمرة تدل على النظر بريبة إلى امرأة صديقه . أما العين السوداء فهي الدين ، والعين الشهلاء مخالفة للدين ، والزرقاء دين في بدعة ، والخضراء دين يخالف الأديان .
وحدة البصر محمودة لجميع الناس، وضعفه يدل على الحاجة للمال وبلوغ العطلة . وإذا رأى صاحب أولاد ضعف البصر، دل ذلك على مرض أولادهم . وإن ذهبت عيناه، مات أولاده . وبالنسبة للفقير أو المحبوس، يدل ضعف البصر على عدم رؤية الشر الذي هو فيه . وللمقهور، يدل على وجود من يأخذ بيده ويخلصه . وللمسافر، يدل على عدم الرجوع للوطن .
ويذكر عبد الغني النابلسي أن من رأى أنه مكفوف في مبارزة لا يرى مبارزيه . وأن تكون عيناه عيني إنسان آخر غريب تدل على ذهاب بصره وأن غيره يهديه الطريق . وإذا كان يعرف الغريب، فإنه يزوج ابنته لذلك الرجل أو ينال منه خيرًا . ومن رأى عينيه سقطتا في حجره، مات أخوه وابنه ونحوهما . ومن رأى أنه ملك امرأة عيناه، تزوج امرأة حمقاء جاهلة . ويُعبّر النابلسي عين الآدمي بولده أو حبيبه أو دينه . فمن رأى بعينيه رمدًا، فهو نقص في دينه . والعمى أبلغ في نقص الدين . وإذا كان الرائي صاحب دين ورأى عينه فقدت أو نورها ذهب، يُصاب في دينه بمعصية أو ترك صلاة أو منع زكاة . ومن رأى أن له مائة عين، فهي مائة درهم . والعين تُعبّر بالرقيب، والرجل في القبيلة، وعين الماء، وعين المال . وللكافر إذا رأى نقصانًا بعينه، فإن ذلك في ماله وولده . ويرى النابلسي أن من رأى عينيه قد نقلتا إلى ظاهر قدميه وهو يمشي بهما، فهو رجل له مملوكان وقد زوجهما بابنتين له . وأن من رأى أنه يصاب في عينيه وهو من أهل الصلاح وليس له ولد، فإنه يصاب بمال عين . ومن رأى أنه ذهب بعينه، فإنه مرض يصيبه .
ومن رأى أنه يداوي عينيه، فهو إصلاح في دينه . وقيل يصلح ماله ، أو يولد له ولد يكون قرة عين ، أو يرجو أخًا غائبًا ويسر بحياته . ومن رأى أن بصره أحد وأقوى مما يظن الناس، فإن سريرته في دينه خير من علانيته . وإن رأى أن بصره دون ما يظن الناس، أو يرى أن بصره قد ضعف ولا يعلم الناس بذلك، فتكون سريرته في دينه دون علانيته . ومن رأى بعينيه بياضًا، فإنه يصيبه حزن أو يفارق من يعز عليه . وإن تجلى عنه البياض، فإنه يجتمع بغائب طالت غيبته، أو يذهب الله همه وغمه . ومن رأى بعينيه زرقة، فإنه مجرم . ومن رأى لقبه عينًا، فهو صلاح في دينه وحكمة ينطق بها وتخرج من قلبه . ومن رأى أن عينه الواحدة تدخل في الأخرى، فإن كان له ابن وابنة فليفرقهما . ومن رأى أنه يأكل عين رجل، فإنه يأكل ماله . ومن رأى أن عينيه ليس لهما هدب، فإنه يضيع شرائع الله والدين . وإن نتفها الإنسان، فإن عدوه يفضحه . وإن رأى أن أشفار عينيه ابيضت، دل على مرض يصيبه في الرأس أو العينين أو الأذنين . ورؤيا العين في البدن أو العيون، إن كان ذلك مناسبًا للعين الطبيعية، كان دليلًا على المال . وربما دلت رؤيا العين المليحة على السحر والموت والحياة . وربما دلت العيون على جميع الأهل أو الأقارب أو الأولاد أو الأتباع . وأكل العيون قد يكون أكل البيض المشوي . والعين المأكولة رزق .
ومن رأى أن عينه فقئت، فإنه يجازى بشيء كان منه . وإن فقئت عيناه، فإنه ينقطع عنه ولد هو قرة عينه، أو يرى ما يكره فيما تقربه عينه من مال أو ولد أو دار . وربما دل قلع العين على نازلة تنزل به في بصره . ومن رأى أنه أعور العين، فهو نقص نصف ماله أو نصف دينه أو أصاب إثمًا عظيمًا، وقد ذهب نصف عمره . وقيل إنه ينتظر منفعة من ناحية . وقيل إن كان له أخ أو ولد فإنه يموت . وإن كان مستورًا فهو مؤمن يشهد بالصدق . وإن كان فاسقًا ذهب نصف دينه أو أصاب همًا أو مرضًا يشرف منه على الموت . وربما أصيب في نفسه أو إحدى يديه أو شفتيه أو امرأته أو أخته أو شريكه أو زالت عنه النعمة .
ويذكر النابلسي أن من رأى أنه أعمى، فإن عليه غزوة أو حجة . وربما كان تأويله ينال حكمًا وعلمًا . وإن رأى أعمى أنه استدبر القبلة، فهو في ضلالة . ومن رأى أن عينيه قد عميتا، فإنه رجل يهتك الستر بينه وبين الله . ومن عمي بصره في المنام، افتقر بعد غناه أو استغنى بعد فقره، أو فقد من يعز عليه . وربما طمست عين بئر، أو فقد حارسه، أو مات جاسوسه، أو كان ممن ينكر المعروف . ورؤيا قد برق بصره دلت على موته . وربما دل العمى على الصمم . ولأرباب الطاعة، على احتقار الدنيا والنظر إليها بعين النقيصة . وربما دل العمى على كتمان الأسرار . وللغريب دليل على أنه لا يرجع إلى وطنه . وللمسجون خلاص . ولطالب الحاجة، دل على أنه لم يظفر بها .
أما عن عين الماء، فيفسرها النابلسي في المنام بأنها نعمة وخير وبركة وبلوغ أمنية إن كان صاحبها مستورًا . وأن عيونًا انفجرت في داره، وكان غير مستور، أصابته مصيبة يبكي لها أهل داره . وإن انفجرت عيون من الأرض، فنال أهل ذلك الموضع أموالًا وثمارًا كثيرة مع توسخ وفساد . والعيون والماء الذي ينبع من الأودية إذا كان صافيًا، فهو دليل خير لجميع الناس، وخاصة للمرضى والفقراء، فإنه يدل على يسر وبرء . فإن رآها جافة، فهو بخلاف ذلك . ومن توضأ من ماء عين، فإن كان مهمومًا فرج الله عنه، أو خائفًا أو مريضًا شفى، أو مديونًا قضى دينه، أو ذا ذنوب كفرها الله عنه . وتفسير الوضوء من ماء العين خير، صافيًا كان أو كدرًا، حارًا أو باردًا، إذا كان نظيفًا .
وتعتبر عين الماء الصافية جباية لمن ملكها . وإن رآها تجري خلال البيوت، فهي حياة للعامة . وإن رأى عينًا صافية تجري إلى داره قدر ما يسد الرجل بيده، فإن ذلك رزق وخير يساق إليه . وإن رأى في داره أو موضع يضره أنه انفجر منه ماء عين خرج من الدار، فإنه ينال معيشة وخيرًا ومنفعة . فإن انفجر في بيته، فهو حزن من قبل النساء . فإن انفجر من حائط، فهو هم يصيبه من قبل رجل في تلك الدار . فإن انفجر وخرج من الدار حتى ذهب كله، فإنهم ينجون من الهم سريعًا . وإن لم يخرج، فإنه هم باقٍ . وإن كان صافيًا، فهو هم مع صحة جسم . ويكره من العيون ما كدر ماؤه ولم يجر . وإن رأى عينًا من الماء جارية لصاحبها في ساقية محدودة، فإن ذلك في دينه وعمله جارٍ إلى يوم القيامة . وأن رأى عينًا من الماء انفجرت في محلة أو دار، فاضت أو لم تفض، فإنه يقع هناك حزن وبكاء . وكذلك لو شرب من ماء العين، فهو هم أو حزن . فإن كان الماء كدرًا، فهو أشد والهدم فيه أقوى .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل المختصر: العين في المنام تُعبِّر غالبًا عن الدين والبصيرة والأولاد والأحبة. صلاحها يدل على هداية وصلاح حال، وفسادها يدل على نقص في الدين أو همٍّ أو فقدٍ عزيز. العين اليمنى تُومئ للابن، واليسرى للبنت، وضعف البصر حاجة ونقص، وذهاب العينين قد يُحذِّر من فقد الأولاد. معالجة العين وإصلاحها إشارة إلى إصلاح الدين والمال، وبياض العين همٌّ وفراق يزول بزواله. وقد تُحمل العين أيضًا على عين الماء: صفاؤها نعمة ورزق، وكدرها همّ وابتلاء. هذه دلالات عامة، ويُرجَّح منها ما يوافق حال الرائي وبيئته. تحليل الرموز والمعاني:
- المعنى الشرعي والقرآني:
- العين نعمة ومنَّة، وقد استدل المعبرون بقوله تعالى: ألم نجعل له عينين، فإذا ذهبت العين زالت نعمة معتبرة، فتؤول آفات العين على نقص في النعمة أو الدين بحسب الحال.
- قصة يعقوب عليه السلام وابيضاض عينيه صبراً على الحزن أصلٌ يُرجع إليه في بياض العين والغشاوة بمعنى الهمّ الذي يُصبر عليه حتى ينجلي.
- عند المعبّرين:
- العين دينُ الإنسان وبصيرته، وحسن العينين هداية وعلم وبصيرة، وإن كان للرائي ولد أو زوجة أو حبيب مريض أفاق بإذن الله. وتُعبَّر العين اليمنى بالابن واليسرى بالبنت. وشخوص البصر شدة، وطمس العيون عقوبة ونذير عذاب.
- ضعف البصر يدل على الحاجة للمال، والمال بمنزلة العين. وذهاب العينين قد يُؤوَّل بموت الأولاد، وسقوط العينين في الحجر نعيٌ للأخ والابن ونحوهما بحسب القرائن.
- معالجة العين وكحلها لإصلاح البصر يعبَّران بإصلاح الدين، وقد يؤول الكحل بالمال إن أُعطي للرائي. وإذا كان بصره أحدّ مما يظن الناس فسريرته خير من علانيته، وإن كان دون ما يظن الناس فسريرته دون علانيته.
- بياض في سواد العين حزن وفراق من يعزّ، وإن انكشف البياض زال الهم واجتمع الشمل. حمرة العين غيظ وحنق لعارض. القذى سهر ومفارقة أنيس.
- فقء العين وقَلعها مؤذٍ: قد يدل على مصيبة أو أن الرائي يُجازى بشيء مما كانت تقر به عينه من ولد أو مال. والأعور نقصٌ في الدين أو المال، ويُنظر في صلاح حال الرائي وفساده لترجيح المعنى.
- تعدد العيون في الجسد زيادة في الدين، ووجود عين للقلب صلاح في الدين ونطق بالحكمة.
- ألوان العينين: السوداء دين، والزرقاء بدعة، والشهلاء مخالفة للدين، والخضراء دين يخالف الأديان، فيُعتبر حال الرائي وبيئته في الترجيح.
- العين قد تُعبَّر بالرقيب والجاسوس، وبعين الماء والمال. وأكل عين رجلٍ أكلٌ لماله. انتقال العين لموضع غير محلِّها آفة، وسقوطها غمٌّ ونعيٌ على قدر القرائن.
- عين الماء بوصفها وجهاً آخر للرمز:
- لأن العين تُعبِّر أحياناً بعين الماء، فإن صفو الماء وجرْيانه في الدار رزق ونفع إذا لم يصحبه أذى، وزيادته حتى يغلب حدَّه همٌّ وعذاب. والماء الصافي خير وبركة، والكدر همٌّ وسلطان جائر، والراكد حبس. يُنظر للموضع والهيئة لتكميل الحكم. الربط بالعرف واللسان:
- في لسان العرب وما جرى عليه العرف: العين موضع الحياء والمراقبة، ومنها قيل للرصيد والرقابة "عين"، وللماء النابع "عين". لذلك تعدد وجوه الرمز بين الدين والبصيرة والرقيب والولد والمال والمورد المائي، ويُرجَّح منها ما توافق مع حال الرائي وسياق رؤياه. وقد حمل ابن سيرين بياضَ السواد على الحزن، والماء الأسود النازل في العين على قلة الحياء لأن العين موضع الحياء في عرف العرب. تفسير نفسي وحياتي ممكن:
- العين مرآة الوعي والضمير؛ تحسّن النظر في المنام قد يعكس يقظة روحية، وضوح أهداف، أو خروجاً من حيرة. أما احمرار العين وحرقتها فقد يعكسان توتراً وغضباً مكبوتين. ضعف البصر قد يوازي شعوراً بالعجز المالي أو نقص الموارد، إذ يرتبط المال بالدعم والرؤية للمستقبل كما نصّ عليه أهل التعبير.
- معالجة العين أو التداوي والكحل بقصد الإصلاح قد يمثل عملياً محاسبة النفس ووضع خطط واضحة للتقويم الديني والسلوكي، وطلب العون من أهل العلم والصلاح، وهو معنى وافقته نصوص المعبّرين في ربط علاج العين بإصلاح الدين والمال. تنبيه مهم:
- ما سبق قواعد عامة لرمز العين. إن أردت تعبيراً أدق، فاذكر تفاصيل رؤياك: الحالة الاجتماعية، الزمان والمكان، ماذا جرى للعين تحديداً، لون الماء إن وُجد، وهل كنت فاعلاً أم ناظراً. فبالتفاصيل تُرجَّح الدلالات، مع تقديم وجه الخير ما أمكن، وترك الجزم إلا بقرائن واضحة.
المراجع
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 66. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 86-87. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 87. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 86-87. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 205. ISBN: 9789953724072.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 855.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 859-860.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 859-861.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 855-857.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 856-857.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 857-858.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 858-859.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 861-862.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 862-863.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 863.
بيان منهجي
ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.
