تفسير السرير في المنام: دلالاته للعازب والحامل والمريض

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، لا يوجد تفسير مباشر لكلمة "أسرة" كمفهوم مستقل، إلا أن تأويلاته لمفردات مثل "البيت" و"الدار" و"أهل البيت" تحمل دلالات واسعة تتعلق بالأسرة ومكوناتها.

ويبيّن ابن سيرين أن بيت الرجل يرمز إلى زوجته المستورة التي يأوي إليها، ويُكنى عنها بالبيت لأنهن فيها. ويشير إلى أن باب البيت قد يرمز إلى فرجها أو وجهها، بينما قد يمثل المخدع والخزانة ابنته أو ربيبته المحجوبة. ويرى أن البيت قد يدل أيضًا على جسد الرجل نفسه. كما يذهب إلى أن ما يصيب الدار من هدم أو ضيق أو سعة أو خير أو شر، فإن ذلك يعود على أهلها وأربابها وسكانها. ويضيف أن جدران الدار تمثل الرجال، وسقوفها تمثل النساء، لكون الرجال قوامين على النساء.

ومن قوله، فإن السنان (الأسنان) تمثل أهل بيت الرجل؛ فالعليا منها تمثل الرجال، والسفلى تمثل النساء. فالناب هو سيد البيت، والثنية اليمنى الأب، واليسرى العم، أو الأخوان أو الابنان، أو الصديقان الشقيقان. أما الرباعية فابن العم، والضواحك الخوال والخالات، والضراس الجداد والبنون الصغار. أما السنان السفلى، فالثنية اليمنى تمثل الأم، واليسرى العمة، أو الأختان أو الابنتان. والرباعية السفلى بنات العم، والناب السفلي سيدة أهل بيتها، والضواحك السفلى بنات الخال والخالة، والضراس السفلى هن البعيدات من النساء والبنات الصغار. ويفصل ابن سيرين أن حركة السنان قد تدل على المرض، وسقوطها أو ضياعها يدل على الموت أو الغيبة الدائمة. فإن عادت السن بعد فقدها، دل ذلك على الرجوع. أما تأكل السنان فيشير إلى بلاء يصيب من ينتسب إليه. واصطكاكها يدل على جدال بين أهل بيته. والقلح في الأسنـان عيب بأهل بيته يرجع إليه، ونتنها قبح الثناء عليهم، وكللها ضعف حالهم. وبياضها وطولها وجمالها دليل على قوة ومال وجاه لأهل البيت. ونبت سن جديدة يدل على زيادة في أهل البيت، فإن كانت تضر، فالزيادة عار ووبال.

ويذكر ابن سيرين أن بيت الخدمة يرمز إلى خادمة، ومخزن الحنطة يرمز إلى الأم التي كانت سبب العيش والتربية، والكنيف يدل على الخادم المبذولة. وينبه محمد بن سيرين إلى أن البئر، فعُمقها يدل على تدبير المرأة وقيامها بأمورها؛ فإن امتلت، دل ذلك على تدبيرها ومنعها للرجل من النفقة خشية التبذير. وإن نظر فيها فرأى دمًا، فإنه يأتي امرأته وهي حائض. ورؤية خشبة تحرك في البئر تعني وجود امرأة مطلقة في بيته، وإن كانت البئر ممتلئة ولا يُخاف فورها، فامرأته حبلى. ومن تأويلاته، فإن المعلف قد يدل على عز، وقد قيل إنه امرأة الرجل.

ويذهب ابن سيرين إلى أن بناء دار جديدة للعزب يعني زواجه بامرأة رفيعة. ومن بنى دارًا أو ابتاعها أصاب خيرًا كثيرًا، ومن هدم دارًا جديدة أصابه هم وشر. ومن رأى أنه يسكن بيتًا مجهولًا ومجصصًا، وكان ذلك مقرونًا بما يدل على الشر، دل على قبره. والمسجون في بيت موثق مقفل ينال خيرًا وعافية. ويفسر أن باب الدار يدل على امرأة. وأن زوال باب الدار عن موضعه قد يعني زوال صاحب الدار عن خلقه وتغيره لأهل داره. واتساع باب الدار فوق قدره قد يدل على دخول قوم عليه بغير إذن في مصيبة. وخروج الرجل من باب ضيق إلى سعة يدل على خروجه من ضيق إلى فرج. وكون الدار ببابين يعني أن امرأته فاسدة، وانسداد باب الدار مصيبة عظيمة لأهل الدار.

كما أشار إلى أن العتبة امرأة، والسكفة هي المرأة. أما العضادة فهي رئيس الدار وقيمها، وقلعها ذل لقيم الدار بعد العز، وتغيبها عن البصر موت القيم. وسقوط السكفة العليا قد يدل على قدوم الزوج سريعًا، وسقوط المصراع خارجًا قد يعني زواج الابن بامرأة غريبة.

ويشير محمد بن سيرين إلى أن المطبخ قد يرمز إلى الطباخة، أو إلى امرأة الزوجة؛ فإن كان واسعًا نظيفًا وغير ذي رائحة كريهة، دل على حسن معاشرة زوجته، ونظافته على صلحها، واتساعه على طاعتها، وقلة نتنه على حسن بناتها. وإن كان ضيقًا مملوءًا بالقذورات، دل على نشوزها، وإن كانت رائحته منتنة دل على كونها سليطة.

تفسير عبد الغني النابلسي

لقد تم البحث في المصادر المقدمة من كتاب تعطير الأنام في تفسير الأحلام لعبد الغني النابلسي، ولم يتم العثور على تفسير مباشر لمصطلح "السرير".

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: السرير في الرؤى غالباً ما يدل على المنزلة والرفعة وما يُسِرّ المرء، ويرمز كذلك إلى الزوج/الزوجة وحال المعاش. تقوى بشارته إذا كان عليه فراش حسن وفي مكان طيب، وتميل دلالته إلى السفر أو الضعف إذا خلا من الفراش أو كان متهالكاً. وقد يحمل دلالة خاصة بالزواج للعازب، وبالولد للحامل، وبالشفاء للمريض، على قدر هيئة السرير وقرائن حال الرائي.

التحليل خطوة بخطوة:

• الرموز والعناصر الرئيسة:

  • السرير: مجلس رفعة وموضع راحة، ويُلحَق به الفراش لكونه يقيّد المعنى ويبيّنه.
  • الفراش على السرير: قرينة على زيادة المنزلة واستتباب الحال أو الزواج.
  • خلوّ السرير من الفراش، أو تكسره/تفككه: قرينة على سفر أو ضعف في السلطان أو فراق ونقص.

• المعاني المحتملة وفق التراث العربي والإسلامي:

  • عند ابن سيرين: من رأى أنه على سرير رجع إليه شيء كان خرج من يده، وإن كان سلطاناً ضعف ثم ثبت لقوله تعالى: وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب، وإن كان يريد التزويج فذلك نكاح، وإن كان على سرير وعليه فرش فذلك زيادة رفعة وذكر على قوم منافقين، وإن لم يكن عليه فرش فإنه يسافر. والسرير وجميع ما يُنام عليه يدل على المرأة والمعاش. وتكسر السرير أو تفككه يدل على ذهاب السلطان إن كان ملكاً، أو العزل إن كان حاكماً، أو فراق الزوجة إن كانت ناشزة، أو موتها إن كانت مريضة، وقد يدل السرير على النعش لأنه سرير المنايا. ورؤية السرير المجهول مع الفراش قد تؤول إلى لقاء ملك أو جلوس في مجلس رفيع، والأعزب يتزوج، والحامل تلد غلاماً. أما السرير بلا فراش للمريض فقد يدل على الموت، وفي زمن الحج قد يدل على ركوب محمل أو سفينة لسفر بعيد.
  • عند النابلسي: من رأى أنه على سرير في مكان طيب نال دولة ورفعة وعزاً، والسرير وما يُنام فوقه يدل على الزوجة والمعاش، وقد يدل على كل مركوب من سفينة أو زوجة أو محمل، وعلى النعش لأنه سرير المنايا. ومن رأى سريره يُنصب وكان مريضاً شفاه الله. والمرأة التي لا زوج لها إذا حملت سريراً إلى بيتها تزوجت. ومن جلس على سرير ليس عليه فراش فقد يموت أو يسافر، وإن كان معه امرأة فهو معها في سرور وقد يقع بينهما خلاف بحسب القرائن. وتكاثر الأسرة ذهاب سلطان، والوجه من السرير قد يدل على الزوج والمؤخر على الزوجة.

• الربط بالنصوص:

  • الاستشهاد القرآني جاء ضمن تقرير ابن سيرين لمعنى الضعف يعقبه ثبات في شأن من كان على سرير وله شأن، إشارة إلى قوله تعالى: وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب، بما يخدم معنى الفتور يعقبه تثبيت المنزلة بإذن الله في بعض الأحوال المرتبطة بالسرير.

• الأبعاد النفسية والحياتية:

  • السرير في الوعي الجمعي موضع السكون والستر والعلاقة الزوجية؛ فحُسن هيئته ونظافته وسعة فراشه تميل للدلالة على استقرار نفسي وأسري وراحة في المعاش، بينما خلوّه من الفراش، أو كسره، أو شعور الضيق عند رؤيته قد يعبّر عن تعب، أو سفر/تنقّل قهري، أو تخلخل في العلاقة/المكانة. كما أن رؤية العازب للسرير الحسن تقوّي احتمال ارتباط، والحامل قد تُبشَّر بولد بحسب بعض الأقوال التراثية إذا اقترنت الرؤيا بقرائن واضحة كالفرش الحسن على السرير. تنبيه ونصيحة:

• لتمام التعبير نحتاج تفاصيل: هيئة السرير (جديد/مكسور)، عليه فراش أم لا، لونه ونظافته، المكان، ومن كان معك، وحالك: أعزب/متزوج، حامل/مريض، وهل في نيتك سفر أو زواج.

• إن لم تكن التفاصيل واضحة فالتعبير يظل على جهة الظن، ولا يُبنى عليه حكم شرعي أو قرار مصيري. لعلّك تتحرّى آداب الرؤيا: تحمد الله على المبشِّر، وتستعيذ بالله من شرّها، ولا تحدّث بها إلا لبيباً ناصحاً.

بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.