تفسير الرجم في المنام لابن سيرين والنابلسي: دلالات ورموز

تفسير الرجم في المنام وفق ابن سيرين والنابلسي: دلالات القذف والدعاء على العدو، وبشارة رمي الجمار، وتحذير من سقوط الحجارة والابتلاءات العامة.

فريق مفاتيح المنام
13 دقيقة
تفسير الأحلامالرجم في المنامابن سيرينالنابلسيرمي الجمار
تفسير الرجم في المنام لابن سيرين والنابلسي: دلالات ورموز

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية رمي الحجارة أو الحصى تحمل عدة دلالات حسب سياق الرؤيا.

فقد أورد ابن سيرين أن من رأى كأنه رمى الحصى في بحر، فإن ذلك يدل على ذهاب ماله . ويفيد أن من رمى بها في بئر، فقد يدل ذلك على إخراجه مالًا في أمر زواج أو شراء خادم . كما يشير إلى أن من رمى الحصى في مطر، أو في وعاء طعام، أو في مخزن من مخازن البحر، فقد اشترى تجارة بما معه أو بمقدار ما رمى، ويستدل على ذلك بالمكان الذي رمى فيه .

وتذكر العامة قولهم في رمي الدراهم ما معناه رمي ما يملك في حنطة أو زيت أو غيرهما، وقد ورد هذا التعبير في سياق رمي الحصى .

وفي سياق رمي الحصى على الحيوانات كالأسد والقرد والجراد والغراب، أوضح ابن سيرين أنه إن كان ذلك في أيام الحج، فهو بشرى بالحج ورمي الجمار مستقبلًا، مستندًا إلى قصة آدم عليه السلام مع الشيطان . وإن لم يكن ذلك في أيام الحج، فقد ذهب إلى أن رمي الحصى يدل على دعاء الرائي على عدو أو فاسق، وسبه وشتمه، أو شهادات يشهد بها عليه . ويضيف ابن سيرين أنه إذا رمى بها على الطيور أو المسلمين أو الناس، فقد يدل ذلك على أن الرجل سباب، مغتاب، ومتكلم في الصالحين والصالحات من النساء .

وبخصوص الرجم، فإن محمد بن سيرين يوضح أن من رأى كأنه يرجم إنسانًا، فإنه يسب ذلك الإنسان، ويرى أن السب هو بمثابة القتل .

تفسير عبد الغني النابلسي

«وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية رمي الحجارة في المنام تحمل دلالات متعددة.

فمن رأى أنه يقذف رأسه بالحجارة، فيشير النابلسي إلى أنه قد يكون له رئيس يلجأ إليه ويعتمد عليه، ويُعظه بشيء فيه كمال وزيادة نعمة، وتخضع له أعداؤه إن استعمل عظته، وإن لم يكن محتملاً لذلك، كان لرئيسه حبيب يعظه . وإذا رأى النائم أنه يرمي إنساناً بحجر في مقلاع، فالرامي يكون في أمر حق بقسوة قلب . أما إذا رأى أن النساء ترميه، فهذا يدل على أن السحرة يكيدونه .

ويوضح النابلسي أن من رأى أنه يرمي الحجارة من مكان شاهق، فقد بلغ الملك وملَك وظلم فيه . وعندما يرى الإنسان سلطاناً يرمي إنساناً بحجر، فهذا يعني أن رسولاً فيه قسوة يُنفذ إليه . ويذهب إلى أن الصخور التي على الجبل أو غيره هي رجال قاسية قلوبهم في الدين .

ويضيف المؤلف أن رؤية سقوط الحجر من السماء إلى الأرض قد تدل على رجل قاس القلب . وتشير رؤية عشار يرمي به السلطان على أهل مكان معين، إذا تكسر الحجر وتطارت شظاياه إلى البيوت، إلى افتراق المصائب في تلك البلدة؛ فكل من دخلت داره فلقة منها نزل به مصيبة . وإن كانت الحجارة كثيرة قد رمى بها الخلق، فهذا يعتبر عذاباً ينزل من السماء بالمكان، كائناً وباءً أو جراداً أو برداً أو ريحاً أو مغرماً أو غارة أو نهبة وأمثالها .

ويفيد النابلسي بأن رمي الجمار يدل على تسقيط الدين وقضاء الصوم والصلاة . كما أن حصى الجمرات إذا رماها الرائي، دل ذلك على وفاء دين قدره سبعة دراهم أو سبعة دنانير أو سبعمائة، وعلى نصرة على عدو، وعمل بر .

وعن رمي الحصى في أماكن مختلفة، يذكر المؤلف أنه إذا رُميت الحصى في بحر، ذهب ماله فيه . وإن رُميت في بئر، أخرج مالاً في نكاح أو شراء خادم . وإذا رُميت في مطمر أو ظرف من ظروف الطعام أو مخزن البحر، فقد اشترى بما معه أو بمقداره تجارة يستدل عليها بالمكان الذي رُميت فيه . وإذا رمى بها حيواناً كالأسد والنمر والجراد والغراب، فإن كان ذلك في أيام الحج، فقد رمى الجمار في مستقبل أمره .

ويشير عبد الغني النابلسي إلى أن الرمي بالمنجنيق يدل على غدر ومكيدة، وقد يشير إلى قذف العلماء والإرغام لهم، أو قذف المحصنات والطعن في الدين، وربما دل على فتنة في المكان الذي يرى فيه المنجنيق منصوباً . ويرى أن حجر المنجنيق في المنام هو رسول . ومن رأى أنه يرمي بالمنجنيق حصناً من حصون الأعداء، فإن ذلك كلام البر يتكلم به أو دعاء يدعو به الله تعالى .

وفيما يتعلق بالرمي بالسهام، يوضح النابلسي أن رؤيتها دليل على الكلام في الأعراض بالأغراض، وربما دلت على إنقاذ الرسل . ويفرق بين السهام ذات النصول، التي تكون رسلاً شافية، والسُهام التي لا نصول لها، فإنها تدل على الخيبة فيما يروم الرائي . ومن رمى بالسهم وكان هو المرمي والمصاب، فإنه ينال حاجته من قرب إلى الله تعالى، أو ينال شرفاً في الدنيا . ويذكر أن من رأى أنه يرمي الناس بالسهام، فإنه يرميهم بكلام رديء . ومن رأى أنه يرمي فيخطئ، فلإن له لساناً خبيثاً يحدث به في أعراض الناس . أما من رأى أنه يرمي إلى غرض فلا يخطئ، فإنه ينال مراده من أمر مرسل فيه كتاباً أو رسولاً . ومن رمى إنساناً فلم يصبه، فإنه يرميه بكلام باطل . وإن وقعت السهام في قلبه، فذلك حظ غلام حسن أو جارية حسناء . أما إذا كانت السهام في بيوت الإمارة، فتدل على كتبه التي ينفذها في رسائله وأوامره .

ويذكر المؤلف أن رمي البندق يعد رجمًا . ويذهب إلى أن الرمي بالبندق في الحضر هو قذف، أما إذا كان الرمي في البر لأجل الصيد، فهو غنيمة وكسب .

وبينما يرى النابلسي أن من رمى بسهم وسال دمه، فإنه ينال فائدة من رجل عظيم .

كما يشير النابلسي إلى أن رؤية من رأى صفين يرمي بعضهم بعضاً، فالمصيبون يخاصمون بالحق والمخطئون يتكلمون في خصومتهم بالباطل .

وإن كان الرائي يحاول حمل الحجارة أو الجبال، فإنه يحاول أمراً صعباً . وإذا رأى أنه علق في عنقه حجراً، فإنه يصيبه غم وشر .

وإذا رأى أنه ضرب حجراً بعصا فانفجرت منه ماء، فإن كان فقيراً استغنى، وإن كان غنياً ازداد غنى، وربما كان رزقاً هنيئاً .

وتفيد بعض التأويلات بأن الحصى في المنام تدل على الرجال والنساء، والصغار من الناس، والدراهم المعدودة، والحفظ والإحصاء للعلم أو الشعر، والحج، ورمي الجمار، والقساوة والشدة، والسباب والقذف .

ويذكر النابلسي أنه إذا رأى طائراً أنزل من السماء فالتقط حصاة وطار بها، فإن كان ذلك في مسجد هلك منه رجل صالح أو من صلحاء الناس؛ وإن كان صاحب الرؤيا مريضاً وكان من أهل الخير أو ممن يصلي فيه ولم يشركه أحد في المرض، فصاحب الرؤيا ميت؛ وإن التقطها من كنيسة كان الاعتبار في فساد المريض كالذي تقدم؛ وإن التقطها من داره أو من مكان مجهول، فإنه يهلك ل صاحب الرؤيا ولد أو غيره .

أما عن التقاط الحصى، فيذكر أنه إن كان التقاطه من الأسواق أو من الفدادين وأصول الشجر، فهي فوائد من الدنيا ودراهم تتألف له من سبب الثمار أو من الحجارة أو من السؤال والصدقة، ولكل إنسان على قدر همته وعادته في اليقظة . وإن التقط عدداً من الحصى فصرها في ثوبه أو ابتلعها، فإن كان التقاطه من مسجد أو دار عالم أو حلقة ذكر، أحصى من العلم والقرآن وانتفع بذكر وبيان بمقدار ما التقط .»

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: الرجم في المنام يُحمل غالبًا على القذف بالكلام والاتهام والتشهير، أو الدعاء على عدوّ بغلظة، وقد يدلّ إن وافق موسم الحج أو شعائره على بشارة برمي الجمار والنصرة على الخصم. أما من رُجم في المنام فقد يتعرض لأذى القول أو المكر والسحر، وإن كان الرجم بحجارة ساقطة من السماء دلّ على ابتلاء عام أو فتنة في المكان. والله أعلم.

تحليل الرموز والمعاني المحتملة:

  • الرجم/الرمي: جاء عند النابلسي أن الرمي بالمنجنيق غدر ومكيدة، ويدل على قذف العلماء وقذف المحصنات والطعن في الدين، وقد تُشير رؤية المنجنيق منصوبًا إلى فتنة في المكان، وهو من معاني الرجم باللسان والبهتان لا مجرد الحجر الحسيّ . وفي “باب الرمي” أشار إلى أن الرمي بالسهام كلامٌ في الأعراض، ومن رمى الناس بالسهام فقد رماهم بكلام رديء، كما نصّ أن “رمي البندق رجم”، أي قذف واتهام، بخلاف الرمي للصيد فإنه كسب وغنيمة.
  • المقلاع: من رمى إنسانًا بحجر في مقلاع فإن الرائي يدعو على المرمى في أمر حق لكن بقسوة، وإن رَمته النساء فالسحرة يكيدونه؛ وفيه أيضًا أن المقلاع قد يدل على توبة وإقلاع عن المعاصي، فيُنظر للسياق وحال الرائي.
  • الحصى والجمار: ذكر ابن سيرين أن الحصا يدل على الحج ورمي الجمار، وعلى السباب والقذف أيضًا، فيجمع بين رمز العبادة ورمز القسوة بحسب استعماله في الرؤيا . وذكر النابلسي أن “الجمار” مالٌ موروث وقد تدل على انتقالات وأحوال، وهي قرينة تعزّز معنى شعيرة الرمي إذا ظهر سياقها في المنام.
  • سقوط الحجارة من السماء: نصّ ابن سيرين أن سقوط حجر من السماء قد يدل على رجل قاسي القلب أو عذابٍ عامّ كداء أو جراد أو برد أو ريح أو مغرم، واستشهد بقصة أصحاب الفيل حين رمتهم الطير بالحجارة، وهو توظيف قرآني للمعنى التحذيري في المنام. الربط بالمصادر الشرعية والثقافية:
  • توظيف قصة أصحاب الفيل وما فيها من رمي الحجارة يعضّد معنى البلاء العام إذا شوهد رجم من السماء في الرؤيا، كما نقله ابن سيرين في سياق التعبير.
  • شعيرة رمي الجمار قرينة خير إذا جاء الحلم على سمت العبادة والنسك، لما في مادة “الحصا/الجمار” من دلالة الحج والرمي، بخلاف ما إذا كان الرجم سبابًا وقذفًا، وهو منهيٌّ عنه شرعًا، فجاء في تعبير النابلسي وابن سيرين تنزيل الرمز على أحد الوجهين بحسب الحال والسياق. التفسير النفسي والحياتي:
  • إن رجم الرائيُ غيره: فقد يكون انعكاسًا لضغط نفسي وغضب مكبوت يتسرّب في صورة نقد لاذع أو قسوة في الحكم، أو شعور بحاجة للدعاء على خصم. النصيحة: تحويل طاقة الغضب إلى حوارٍ راشد والدعاء المشروع دون تعدٍّ، والكفّ عن الغيبة والقذف.
  • إن رُجم الرائي: فربما يمرّ بتجربة إيذاء لفظي أو تنمّر أو يتعرّض لمكيدة، والنصيحة الاحتراز، وطلب النصرة بالحق، والتحرّز بالأذكار.
  • إن كان المشهد أقرب لشعائر الحج: فالغالب أنه تبشير بزوال همّ، أو اجتناب وساوس وذنوب، وتيسير في خصومة، ويُقاس ذلك بما يرى من سكينة في الرؤيا وسمت العبادة فيها.
  • إن كان الرجم من السماء: فغالب معناه تحذير من فتنة أو وباء أو شدة عامّة، ويُستحب للرائي كثرة الدعاء والاستغفار، وأخذ الأسباب.

تنبيهات وضوابط:

  • تُقدَّم وجوه الخير ما أمكن، ويُنظر في حال الرائي وزمانه وبيئته. وإن كان في الرؤيا قذفٌ لصالحين أو محصنات فليحذر الرائي من التورط في أعراض الناس وليتب إلى الله. التعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.

إذا رغبت بتأويلٍ أدقّ، فاذكر لي: من الذي يرجم ومن المَرْجُوم؟ موضع الرجم وزمنه؟ وما شعورك أثناءه وبعده؟ فبها يتبيّن الوجه الأرجح من الدلالات المذكورة.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 271. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 279.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 275-276.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 277.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 277-279.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 279-280.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 477-479.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 478-479.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 279.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.