تفسير الدواء في المنام: معاني الشفاء وصلاح الدين والرزق

تعرّف على تفسير رؤية الدواء في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: دلالات الشفاء وصلاح الدين، اختلاف الطعم واللون، الكي كآخر الدواء، ورموز العلم والتوبة والرزق.

فريق مفاتيح المنام
11 دقيقة
الدواء في المنامتفسير الأحلامابن سيرينعبد الغني النابلسيرموز الشفاء
تفسير الدواء في المنام: معاني الشفاء وصلاح الدين والرزق

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، يقدم تفسيرات متعددة تتعلق بالدواء والعلاجات في المنام.

يوضح ابن سيرين أن كل دواء سهل المشرب والمأكل يدل على شفاء المريض . بينما يشير إلى أن الدواء الكريه الطعم الذي لا يكاد يسيغه الرائي يمثل مرضًا يسيرًا يعقبه برء . ويرى أن كل شراب أصفر اللون في الرؤيا هو دليل المرض .

كما يفيد ابن سيرين أن من رأى كأنه شرب دواء فنفعه، فإن ذلك يدل على صلاح في دينه .

فيما يتعلق بالكي، يذهب ابن سيرين إلى أن الكي العتيق والجديد إذا تقشرت قشرته ولم تؤلمه، فهو أعظم الدواء وأبلغه وأقواه، ويجري مجرى الدواء . ويضيف أن أثر الكي إذا كان يسبب الفزع دون ألم، فإنه يجري مجرى الدواء، بمعنى أنه آخر الدواء .

ولكن، فإن رأى أنه يكوى بالنار كياً موجعاً، فهو لدغة من كلام سيء .

ويشير ابن سيرين إلى أن الطبيب في المنام هو معين لصاحب الرؤيا في خصومة .

ومن تفسيراته الأخرى، فإن السمن دال على الدواء لنفعه وشفائه . كما أن بعض الألبان تعد دواء، فقد ورد أن لبن البقرة دواء .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، فإن رؤية "الدواء" في المنام تحمل دلالات متعددة.

يوضح النابلسي أن شرب الدواء لإصلاح البدن يرمز إلى صلاح الدين. كما يشير إلى أن تناول الدواء في الحلم دليل على اكتساب العلم والنصح والانتفاع به، ومن لا يتناوله فقد يحيد عن الحق. ويرى أن طلب الصحة بعد شرب الدواء يدل على إصلاح أمور الدنيا. ويعتبر المؤلف أن مداواة العين ترمز إلى صلاح الدين.

ويفصل النابلسي في أنواع الأدوية؛ فالأدوية ذات الطعم اللذيذ والسهلة المشرب والمأكل تكون مفيدة للأغنياء، ولكنها قد تكون رديئة للفقراء. بينما يدل الدواء ذو الطعم الكريه الذي يصعب ابتلاعه على مرض يسير يتبعه شفاء. وتشير المشروبات الصفراء في الرؤيا إلى المرض.

ويذهب النابلسي إلى أن السفوف (الدواء المسحوق) يدل على الطمع والانشغال بالدنيا. أما الدواء المشروب، فوفقاً له، يرمز إلى الرزق. والمبلوع منه، بحسب تفسيره، يعني الإكراه على التوبة للعاصي، أو الهداية للكافر، أو العلم للجاهل.

ثم يستدرك عبد الغني النابلسي موضحاً أن شرب دواء مسهل للشفاء يدل على صلاح الدين بقدر نفع الدواء، وأن عدم نجاحه يعني عدم اكتمال الصلاح.

وإذا رأى شخص به داء أنه يشرب دواءً، فقد يدل ذلك، حسب تفسيره، على الاهتداء لاستعمال الرقى، أو اتباع العلم، أو سلوك المنهج القويم، وربما دل على تلاوة القرآن، الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه "الدواء".

ويذكر المؤلف أن الدواء ذو الرائحة الطيبة يدل على الثناء الحسن، وإن كان فيه مسك أو طيب دل على ثناء بما ليس في الرائي. وأما سعوط الأنف، فيدل النابلسي أنه يشير إلى استجابة في الولد أو الأم أو الرئيس، أو قد يدل على إصابة في العقل. ومن يسقي غيره سعوطاً، فإن ذلك، كما يرى، قد يصل به إلى حالة من الضيق والتضييق عليه.

وفي سياق متصل، ربط عبد الغني النابلسي بين الدواء وبعض الأمور الأخرى؛ فالدواء أحياناً قد يدل على الدواة (وعاء الحبر). ورؤية الدواة لمن به داء تدل على الندب إلى التداوي والشفاء بإذن الله. كما أشار النابلسي إلى أن السكر في المنام قد يدل على الشفاء من الأمراض.

ويستثني المؤلف أن تأويل ما يخرج من الجسم بالدواء يختلف عن تأويل ما يخرج بغيره.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية الدواء في المنام تميل إلى البشارة بإصلاح في الدين وطلب أسباب الشفاء، وتختلف دلالتها بتفاصيلها: فالدواء السهل المشرب والمأكول أمارة على عافية وشفاء، أما الكريه الطعم فغالبًا مرض يسير يعقبه برء، والشراب الأصفر علامة مرض، ومداواة العين إصلاحٌ في الدين. من شرب دواء فنفعه دلّ على صلاح حاله الديني، وقد يدل الدواء بحسب هيئته على رزقٍ أو علمٍ أو توبةٍ ملزِمة للرائي بقدر ما نفعه الدواء في الرؤيا. تحليل الرموز والعناصر:

  • الدواء عمومًا: صلاح في الدين، ونفع في الواقع بقدر ما ظهر من نفعه في المنام، وقد يُحمل على العلم والنصح والانتفاع به إذا تناوله الرائي، ومن امتنع عن تناوله حاد عن الحق.
  • سهولة التناول وطعمه:
    • السهل المشرب/المأكل: شفاء للمريض، واجتناب لما يضر الصحيح.
    • الطعم الكريه: مرض يسير يعقبه شفاء بإذن الله.
    • المشروبات الصفراء: دليل المرض.
  • كيفية التناول وأنواعه:
    • المشروب رزق، والسفوف انكماش على الدنيا وطمع، والملعوق توحيد وإقرار بالشهادة ونفع من جهة من دلّ عليه الإصبع، والمبلوع إكراهٌ للعاصي على التوبة، وللكافر على الهداية، وللجاهل على العلم.
    • شرب المسهل لطلب الشفاء: صلاح الدين بقدر ما تنجع العافية فيه، فإن لم يعمل نفعُه زال كمالُ الصلاح.
    • مداواة العين: صلاح في الدين، وطلب الصحة بعد الدواء: إصلاح أمور الدنيا بقدر العاقبة في آخر الشرب.
  • شرب دواء فنفعه: نصّ عليه ابن سيرين بأنه دليل صلاح في الدين.
  • صلةٌ برمز قريب: الدواة قد تدل على الدواء، ومن رآها وبه داء اتجه للتداوي ويبرأ إن شاء الله.
  • الكي باعتباره “آخر الدواء”: عند ابن سيرين إذا تقشّر أثره ولم يؤلم كان أعظم الدواء وأبلغه ويجري مجرى الدواء، وإلا فقد يكون كلامًا موجعًا؛ وعند النابلسي الكي قد يدل على لدغٍ بكلام سيئ أو مصيبة أو فرقة بحسب موضعه وصفته. الربط بالموروث العربي والإسلامي:
  • جاء في أقوال المعبّرين أن الدواء يرمز لتقويم الدين وإصلاح الحال، ويُستأنس بهذه الدلالات لِما في باب الرؤى من تبشير أو إنذار، مع مراعاة أن اختلاف الطعم واللون والكيفية يغيّر الحكم كما فصّل النابلسي، وكذا تقرير ابن سيرين أن نفع الدواء في المنام علامة صلاحٍ ظاهرٍ للرائي.
  • اتساق هذه الرموز مع لسان العرب والعرف: الدواء في اللسان سببٌ للشفاء وطلبُه سعيٌ للإصلاح، فينعكس ذلك في التأويل إلى علمٍ وتوبةٍ ورزقٍ بقدر ما تراه من نفعٍ أو مشقةٍ أو لون.

التفسير النفسي والحياتي المحتمل:

  • قد تعكس رؤية الدواء حاجةً نفسيةً إلى العناية بالذات واتخاذ أسباب الإصلاح (دينًا أو دنيا)، والقبول بإجراءات غير مريحة للوصول للعافية؛ فالدواء الكريه قد يرمز لتدخّلٍ علاجي أو قرارٍ صعب يعقبه تحسّن. اللون الأصفر قد يدل على قلقٍ صحي أو تعبٍ عارض يتطلّب فحصًا أو راحة. ومداواة العين قد تشير لحاجةٍ إلى تصحيح الرؤية للأمور وترتيب الأولويات.
  • إن كنتَ منشغلاً بالعلاج أو الأدوية في اليقظة، فقد تكون الرؤيا من حديث النفس، إذ يجري المنام على صورة المشاغل والخواطر.

تنبيه وطلب تفاصيل:

  • اعتذر لعدم كفاية التفاصيل للتعيين الدقيق. إن رغبت بتعبيرٍ أخصّ، فاذكر: من الذي تناول الدواء؟ كيف كان طعمه ولونه؟ وما كانت هيئته (مشروب/سفوف/ملعوق/حبوب)؟ هل نفعك أم لم ينفعك؟ هل كانت معالجةٌ لعضوٍ بعينه (كالعيْن)؟ ومن أعطاك الدواء؟ وما حالك الصحي والديني والاجتماعي الآن؟ فبمثل هذه القرائن يترجّح وجه التأويل وفق الأصول المذكورة.

نصيحة عامة:

  • الرؤيا حق وبشارة أو إنذار، لكن لا يُبنى عليها حكمٌ شرعي ولا قرارٌ طبي. خذ بأسباب العافية، واستخر الله في أمورك، وإن كانت الرؤيا مقلقة فاستعذ بالله ولا تحدّث بها من لا حكمة له.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 91-92. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 91-92. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 292-293. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 304. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 431-432.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 431-432.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 431-432.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 431-433.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 431-432.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 431-432.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.