تفسير الدخول في المنام: دلالات ابن سيرين والنابلسي

اكتشف تفسير رمز الدخول في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: أبواب، جنة ونار، مسجد وسوق ومدينة ومكة، مع دلالات الأمن، التوبة، الرزق، الزواج والظفر.

فريق مفاتيح المنام
15 دقيقة
الدخولتفسير الأحلامابن سيرينالنابلسيرموز المنام
تفسير الدخول في المنام: دلالات ابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤيا الدخول تحمل تأويلات متعددة حسب السياق والمكان.

في تفسير ابن سيرين، من رأى أنه بقي في مكان لا يدري متى دخل إليه، فإن ذلك يدل على استمرار الضيق عليه، وتفرق أمره، وشعوره بالخذلان والذل حتى يخرج منه .

وأما دخول جهنم، فيبين محمد بن سيرين أن الكافر المريض عند دخوله إياها يموت، بينما المؤمن التقي يمرض ويحتمل الحمى، وقد يفتقر أو يسجن. أما الشخص السوقي أو العامي، فإن دخوله جهنم قد يعني مخالطته للفجرة والكفرة في ديارهم أو أعمالهم وأسواقهم. ويضيف ابن سيرين أن الأكل من طعام جهنم أو شرابها، أو نيل أذاها، يدل على أعمال المعاصي .

وفيما يتعلق بدخول الجنة، فقد أشار محمد بن سيرين إلى أن دخوله للحاج يتم به حجه ويصل إلى الكعبة. ويشير إلى أنه إذا رأى كافر أو مذنب ذلك في غيره، فإنه يسلم ويتوب، وإذا رآه مريض مؤمن، يفيق من علته، وإذا كان الرائي أعزباً، تزوج امرأة، وإن كان فقيراً، استغنى أو ورث ميراثاً، فكل ذلك لأن الجنة دار الزواج والغنى . ويرى ابن سيرين أن دخولها يدل على السعي إلى الجماعة، أو دار علم، أو حلقات ذكر، أو جهاد، أو رباط، وإلى كل مكان يؤدي إليها . وقد أفاد بأن من رأى دخوله الجنة نال مراده بعد احتمال المشقة، ويصاحب أقواماً كراماً ويحسن معاشرة الناس ويقيم الفرائض . وإذا قيل له "أدخل الجنة" فلم يدخل، دل ذلك على ترك الدين . وإن قيل له "أنك تدخل الجنة"، نال ميراثاً . ومن رأى أنه في الفردوس، نال هداية وعلماً . وإن دخلها متبسماً، ذكر الله كثيراً . وإن دخلها بسيف مسلول، أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ونال ثواباً . أما من رأى أنه يريد دخولها فمُنع، فإنه يصير محصراً عن الحج والجهاد أو التوبة . ويوضح أن إغلاق باب من أبواب الجنة عنه يدل على موت أحد أبويه، وإن أُغلقت أبواب، مات أبواه، وإن أُغلقت جميع الأبواب، فوالداه ساخطان عليه . وإن دخلها من أي باب يشاء، فوالداه راضيان عنه . ومن رأى أنه أُدخِل الجنة، فقد قرب أجله وموته . وأما من رأى الجنة ولم يرد دخولها، فتعتبر بشارة له بعمل خير أو يهم به .

ويذكر محمد بن سيرين أن الدخول إلى مصر في المنام يقتضي الخلاص من البغي، وبلوغ السؤل، والأمن من الخوف .

ويوضح ابن سيرين أن دخول المدينة يعني الصلح بين الناس ودعوتهم إلى الحق، مستدلاً بقوله تعالى "ادخلوا في السلم كافة" . وإذا كانت المدينة خربة لا جدران لها، دل ذلك على موت العلماء واندراسهم .

كما يذكر محمد بن سيرين أن من رأى أنه يدخل من باب وفي خصومة، فهو غالب . ويشير إلى أن دخول الدار يدل على الدخول في سوم تاجر، أو نيل ولاية، أو صناعة حرفي . وإذا فتحت أبواب الدنيا، تفتح له على قدرها، فإن تجاوز ذلك فهو تعطيل وخراب لتلك الدار .

ويفيد ابن سيرين أن من رأى كأنه دخل فندقاً مجهولاً، فإن كان مريضاً دل على موته، وإن كان صحيحاً دل على سفره أو انتقاله من مكان لآخر .

وينبه ابن سيرين إلى أن رؤية نفسه في سجن مجهول وهو مريض تدل على قبره، والسجن المعروف يطول مرضه ورجيت إفاقته، وأن الدنيا في حقيقتها سجن للمؤمن .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية الدخول في المنام تحمل دلالات متعددة تختلف باختلاف المكان أو السياق الذي يحدث فيه الدخول.

ويوضح النابلسي أن دخول مقام إبراهيم عليه السلام، لمن كان خائفاً، يدل على الأمان. وقد يشير هذا الدخول إلى تولي منصب جليل كالملك، أو التصدي لإفادة العلم، أو الميراث من الأبوين .

كما يفيد أن دخول البيت الحرام أو المسجد الحرام دليل على الدخول ببيت جديد وعروس جليل . وقد يدل دخول البيت الحرام على الانشغال باللهو وطلب الحرام مع القدرة على الحلال . ويشير النابلسي إلى أن الدخول إلى المسجد الحرام يدل على الأمن من الخوف وصدق الوعد .

ويرى أن الدخول إلى السوق يدل على الاجتهاد في طلب الرزق . وعن الدخول إلى الدار، فيدل على قصد الزواج . بينما يدل الدخول إلى المسجد على الاستقالة من الذنوب . أما الدخول إلى الكنيسة، فيشير إلى فساد الدين .

ويضيف عبد الغني النابلسي أن من رأى أنه يريد أن يدعو قوماً، فإنه يدخل في عمل يلام عليه .

وأما دخول الأبواب، فيوضح ابن النابلسي أن من رأى أنه دخل من باب في خصومة، غلب فيها . وإذا فُتحت أبواب في مواضع معروفة أو مجهولة، فإن أبواب الدنيا تفتح له . فإن كانت الأبواب إلى الطريق، فما يناله من دنياه يخرج إلى الغرباء والعامة . وإن كانت الأبواب مفتوحة إلى داخل الدار، فما يناله من دنياه يكون لأهل بيته . ومن رأى أنه دخل فوق باب دار مفتوح، فهو كمن يدخل في حرمة صاحب الدار .

ثم يستدرك النابلسي، فيشير إلى أن الخروج من باب ضيق إلى سعة يدل على الخروج من ضيق إلى سعة ومن كرب وخوف إلى أمن .

وفي سياق آخر، يذكر عبد الغني النابلسي أن من رأى أنه يريد الدخول إلى مكان ما فمُنع، فإنه يصير محصراً عن الحج أو الجهاد بعد الهم بهما، أو يمنع عن التوبة من ذنب يصر عليه .

ويفرق النابلسي في دلالة دخول الجنة، فمن رأى أنه دخلها من أي باب شاء، دل ذلك على رضا والديه عنه . ورؤية الدخول إلى الجنة تدل على نيل السرور والأمن في الدارين . وقد تدل على قرب الأجل والموت . وقيل إن دخول الجنة يدل على نيل المراد بعد مشقة . وقد يدل على مصاحبة كبار القوم، وحسن معاشرة الناس، وإقامة الفرائض . وإن رأى أنه أدخل الجنة ولم يدخلها، فذلك يدل على ترك الدين .

ويشير ابن النابلسي إلى أن رؤية الدخول إلى الآخرة لمن كان حسن الفعال تدل على فعل ما يقوم به بعلم واستطاعة . كما تدل على السفر ومفارقة الوطن .

أما دخول مكة في المنام، فيبين النابلسي أنه للعاصي توبة، وللكافر إسلام، وللأعزب زوجة .

ويلفت عبد الغني النابلسي الانتباه إلى دلالات أخرى مرتبطة بالدخول، فقد يدل دخول المرء لمكان ما مع سيفه أو رمح على موته شهيداً . وإن دخل معه كتابه، فذلك بعلمه وعمله . وإن دخل مع ماله أو ماشية، ربما دخل بواسطة أداء الزكاة . وإن دخل مع زوجته، دل على معاشرتها له بالمعروف . وإن دخل ذاكراً أو مسبحاً، فربما نال ما ناله بتهجده وتسبيحه وتقديسه . ومن دخل من باب الريان، فربما نال ذلك بصيامه .

وأخيراً، يوضح النابلسي أن الدخول من الأبواب المجهولة يدل على الظفر والنصرة على الأعداء . وقد تدل هذه الأبواب المجهولة على العلوم والأرزاق والمكاسب والأسفار .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: أعتذر؛ كلمة واحدة مثل: "الدخول" لا تكفي لتعبير منام محدّد. على العموم، رمز الدخول في الرؤى يميل إلى معنى الانتقال إلى حالٍ جديد، وتيسّر أمرٍ أو نيل أمانٍ أو غلبةٍ في خصومة إذا كان عبر باب، وقد يدل على صلاحٍ أو توبةٍ إن كان الدخول إلى موضع عبادة، أو على سعيٍ للرزق إن كان إلى سوق. ويُستأنس لذلك بنصوصٍ ذكرتها كتب التعبير، كأن يُرى الدخول من باب فيكون ظفراً، وفتح الباب تيسيراً، وإغلاقه همّاً وتعطيلاً، والدخول إلى مكة أمناً وتوبةً، وإلى المسجد الحرام أمناً وصدق وعد، وإلى الدار قصداً للزواج، وإلى السوق طلباً للرزق، كما أن الدخول إلى مدينة قد يدل على صلحٍ ودعوةٍ إلى الحق. هذه معانٍ عامة تُرجَّح أو تُقيَّد بحسب تفاصيل المنام وحال الرائي. تحليل الرموز والعناصر المحتملة ومعانيها:

  • فعل الدخول عامة: في لسان الوحي يدل على الانخراط والالتزام والسلام، كقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة، ويأتي أيضاً في سياق الابتلاء قبل دخول الجنة أم حسبتم أن تدخلوا الجنة…، مما يقرّب معاني الشروع، والالتزام، وتحقيق المراد بعد مشقة.
  • الباب: من دخل من باب في خصومة غلب، وفتح الباب تيسيرٌ للأمور، وإغلاقه نكدٌ وضيقٌ وتعطيل، والخروج من باب ضيّق إلى سعة فرجٌ وأمن. والدخول من أبوابٍ مجهولة قد يدل على الظفر والعلم والرزق والأسفار . كما يرتبط المفتاح والباب بمعاني الفتح والنصرة ونيل الحاجة إذا فُتح بمفتاح، وهو ظاهر في باب “المفتاح” وما يتصل به من دلالة فتح الأبواب والظفر بالحاجة.
  • الدخول إلى مدينة: عند ابن سيرين له دلالة الصلح والدعوة إلى الحق، استئناساً بقوله تعالى ادخلوا في السلم كافة. ورؤية المدينة العتيقة أو خرابها تُحمل على حال العلم وأهله في ذلك الموضع. فالأصل في دخول المدينة أمنٌ وصُلحٌ واتباعُ حقٍّ ما لم تعارضه قرائن المنام.
  • الدخول إلى مكة والمشاعر: دخول مكة في الرؤيا للعاصي توبة، وللكافر إسلام، وللأعزب زوجة، وفيه معنى الأمن من الخوف. ودخول مقام إبراهيم عليه السلام أمانٌ للخائف وتولٍّ لمنصبٍ جليلٍ أو إرثٌ. ودخول المسجد الحرام أمنٌ وصدقُ وعدٍ.
  • الدخول إلى دورٍ وأمكنةٍ مخصوصة: دخول الدار قصدٌ للزواج، ودخول المسجد استقالةٌ من الذنوب، ودخول السوق اجتهادٌ في طلب الرزق. وهذه تُفهم بحسب حال الداخل ووصف المكان في المنام.
  • ملحظ قرآني جامع: استعمال الدخول في القرآن في موارد السلم والجنة يقوّي معاني البشارة والانتقال المحمود لمن استجمع أسبابه، والتنبيه على لوازم الدخول من صبرٍ وابتلاء قبل بلوغ المراد. الربط بالثقافة العربية والإسلامية:
  • يستأنس المعبرون بدلالة الدخول على “الصلح والأمن والفتح” لورود ألفاظ الدخول مقرونةً بهذه المعاني في القرآن، كما في ادخلوا في السلم كافة، ونداءات دخول الجنة لأهلها. وهذا أصلٌ لغوي وشرعي تُبنى عليه مجازات التعبير بحسب السياق.
  • ما قرّره كبار المعبرين: النابلسي نصّ على أن فتح الباب تيسيرٌ، وأن الدخول من بابٍ في خصومة ظفرٌ، وأن دخول المسجد الحرام والمقام أمنٌ ورفعة، وأن دخول مكة توبةٌ وأمن، وأن الدخول إلى الدار زواجٌ، وإلى السوق رزقٌ، وإلى الأبواب المجهولة ظفرٌ وعلمٌ ورزقٌ وسفرٌ. وهذه أصول عملية يُرجع إليها عند تفصيل المنام.
  • وعند ابن سيرين: دخول المدينة صُلحٌ ودعوةٌ إلى الحق، وتبدّلات المدن والبلدان تُحمل على حال العلم والسلطان وأقوات الناس، فيرجّح خير الدخول ما لم تدفعه قرائنٌ في الرؤيا أو حال الرائي. التفسير النفسي والحياتي:
  • الدخول يعكس عبور “عتبة” نفسية: بدء التزام، زواج، عمل جديد، صلح بعد خصومة، أو طلب علم ومعرفة. إن كان الباب مفتوحاً وسهل الدخول، دلّ على جاهزيةٍ داخلية وتيسيرٍ خارجي. وإن كان الباب مغلقاً أو مُنع الدخول، فقد يدل على تعطيلٍ أو مانعٍ واقعي/نفسي يحتاج معالجة وتخطيطاً مختلفاً، كما يُفهم من دلالة إغلاق الباب على النكد والتعطيل في كتب التعبير.
  • الدخول إلى أماكن العبادة: يميل إلى تطهّرٍ وتوبةٍ وتجديد معنى القصد، بينما الدخول إلى السوق قد يعكس الانشغال بالرزق والبحث عن الفرص، وكلٌّ بحسب شعور الرائي في المنام وحاله في اليقظة. نصيحة عملية:
  • لو تكرّمتم بذكر تفاصيل المنام: المكان الذي دخلتموه تحديداً، حال الباب (مفتوح/مغلق)، مع من كنتم، شعوركم أثناء الدخول وبعده، ما قيل لكم، زمن الرؤيا، وحالكم الواقعي (عازب/متزوج، طالب عمل، على خلافٍ مع أحد…)، لأقدّم تعبيراً أدق مبنياً على الأصول السابقة.
  • إلى أن تذكروا التفاصيل: قد تشير رؤيا “الدخول” إجمالاً إلى بابٍ جديدٍ فُتح لكم في أمرٍ تسعون إليه، أو دعوةٍ لصلحٍ أو التزامٍ بخير، فاستكثروا من الدعاء واتخاذ الأسباب، وتجنّبوا العجلة، وراقبوا العلامات الموافقة في الواقع.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 301-302. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 58. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 58. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 175-176. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 183-184. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 188-189. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 420-421.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 96.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 195-196.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 419-420.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 198-199.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 96.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.