تفسير التوديع في المنام: دلالات الفراق والرجوع والبشارة

تعرف على تفسير رؤية التوديع في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: بين دلالات الفراق كالطلاق والخسارة والمرض، وبشائر الصلح والربح والشفاء وعودة الغائب.

فريق مفاتيح المنام
7 دقيقة
التوديعتفسير الأحلامابن سيرينالنابلسيرموز المنام
تفسير التوديع في المنام: دلالات الفراق والرجوع والبشارة

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية التوديع في المنام تحمل عدة دلالات. فيرى ابن سيرين أن من رأى كأنه يودع امرأته، فإن ذلك يعني أنه يطلقها . ويضيف أن التوديع قد يدل على مفارقة الشخص بموت أو بأي سبب آخر من أسباب الفراق . كما يشير إلى أنه قد يدل على افتراق الشريكين، وعزل الوالي، وخسران التاجر .

ويذكر المؤلف أن بعض العلماء يرون أن التوديع قد يكون محبوبًا في التأويل، وأن معناه يشمل مراجعة المطلقة، ومصالحة الشريك، وربح التاجر، وعود الوالي إلى منصبه، وبرء المريض . ويوضح ابن سيرين أن هذا التفسير الإيجابي يعود إلى أن لفظ "الوداع" يتضمن معنى الدعة والراحة .

وقد أورد الكتاب بيت شعر في سياق التوديع مفاده: "إذا رأيت الوداع فافرح * ول يهمك البعاد وانتظر العود عن قريب * فإن قلب الوداع عادوا"، مما يدل على الفرح والعودة القريبة .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية التوديع في المنام قد تحمل عدة دلالات.

يوضح النابلسي أن التوديع في المنام يمكن أن يشير إلى زوال المنصب، أو طلاق الزوجة، أو موت المريض، أو الانتقال من وطن إلى آخر، أو التحول من مهنة إلى أخرى، سواء كان الرائي هو من يودّع أو من يتم توديعه . كما يبين عبد الغني النابلسي أنه إذا رأى الشخص أنه يودع زوجته، فإن ذلك يدل على طلاقه لها . ويرى النابلسي أن التوديع قد يدل على مفارقة المودَع بموت أو غيره من أسباب الفراق . ويفيد أن التوديع يشير أيضًا إلى انصراف الشريكين، وعزل الوالي، وخسران التاجر .

ويشير المؤلف إلى أن بعض العلماء يرون أن التوديع قد يكون محبوبًا في التأويل، وقد يدل على مراجعة المطلقة، ومصالحة الشريك، وربح التاجر، وعودة الولاية للوالي، وبرء المريض، وذلك لأن لفظ "الوداع" قد يتضمن معنى الدعة والراحة .

ولكن، يحذر النابلسي، وفقاً لقول بعض المفسرين، من رؤية تحية الوداع في المنام، حيث تعتبر رؤيا سيئة لمن سمعها ولمن قالها، لأن الناس لا يودع بعضهم بعضًا إلا عند المفارقة أو عند البطالة أو عند النوم . ويفيد النابلسي كذلك أن هذه الرؤيا قد تدل لمن يريد الزواج على بطلان عرسه، وعلى مفارقة الشركاء، وموت المرضى .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية التوديع في المنام تُحمَل غالبًا على معنى الفراق أو الانتقال من حالٍ إلى حال؛ فإن كان التوديع بين الزوجين فيُخشى منه دلالة الطلاق، ويُرجى في بعض الأحوال أن يكون علامةً على المراجعة بعد الفراق. وقد يدل التوديع على انصراف الشركاء، أو عزلٍ بعد ولاية، أو خسارةٍ للتاجر، أو موتٍ للمريض، كما قد يُبشِّر بضدّ ذلك: صلحٍ وربحٍ وشفاءٍ وعودةِ ولايةٍ وقدومِ غائب، ويتحدد وجهه بقرائن الرؤيا وحال الرائي. أما سلامُ الوداع بنصّه، فرؤيته رديئة غالبًا لأنها تُقال عند المفارقة والبطالة والنوم. هذا التأويل على جهة الرجاء لا الجزم، ويقوى بتفاصيل الرؤيا وسياقها. تحليل الرموز والعناصر:

  • الرمز الرئيس: التوديع/الوداع. • معانيه المحتملة في المأثور:
    • طلاق الزوجة إن كان التوديع بين الزوجين، ومفارقة المودَّع بموتٍ أو غيره، وافتراق الشريكين، وعزل الوالي، وخسارة التاجر.
    • عند النابلسي: زوال المنصب، طلاق الزوجة، موت المريض، الخروج من الوطن، أو التحول من صنعةٍ إلى أخرى، سواء كان الرائي مودِّعًا أو مُودَّعًا؛ ويُحتمل في وجه آخر أن يدل على مراجعة المطلقة، ومصالحة الشريك، وربح التاجر، وعودة الولاية، وشفاء المريض، تعليلًا بأن لفظ الوداع يتضمن معنى الدَّعَة والراحة؛ أما سلام الوداع فمكروه لمن قاله وسمعه لأنه لا يكون إلا عند مفارقةٍ أو بطالةٍ أو نوم.
    • نصّ ابن سيرين يؤكد الوجهين: وجه المفارقة، ووجه الرجوع والصلح، بل ونُقل بيتٌ يدل على رجاء العودة: “إذا رأيت الوداع فافرح … وانتظر العود عن قريب” إشارةً إلى انقلاب معنى الوداع إلى “عادوا”.
  • القرائن المكملة: • من وُدِّع؟ زوج/شريك/حاكم/مسافر؟ • هل كان مع التوديع بكاءٌ حارّ أم عناق ومودّة؟ فقد يدل على مودةٍ ومعانقة أو بكاءٍ وفراق بحسب الحال. • صيغة الفعل: توديعٌ عام أم “سلام وداع” صريح (وهو أردأ)؟. • حال الرائي: مريض/تاجر/ذي ولاية/مقبل على سفر أو قرار مصيري.

الأسس الثقافية والشرعية:

  • عند أهل التعبير تُحمل الألفاظ على لسان العرب ومعهودهم؛ وقد علّل المعبّرون الوجه المحبوب في التوديع باشتمال لفظه على معنى الدَّعة والراحة، وبانقلاب لفظ “الوداع” إلى “عادوا” رجاءً بالعودة والقرب، وهو من طرائقهم في الاستئناس بالاشتقاق والقلْب اللفظي في الرمز.
  • نُقل عن النابلسي تفصيل الوجهين، والتنبيه الخاص بسلام الوداع لما فيه من علامة المفارقة والبطالة والنوم، وهو مما يقوّي حمله على التخلّي والانصراف ما لم تُعارِضه قرائنُ صريحة بالرُّجوع والصلح.
  • التذكير بالقاعدة: المنام لا يُبنى عليه حكم شرعي، والتعبير ظنٌّ واجتهاد.

التفسير النفسي والحياتي الممكن:

  • التوديع قد يعكس قلق الفراق أو تبدّل المراحل: انتقال وظيفة/بلد، انتهاء علاقة، أو خوفًا من خسارة.
  • إن صاحبته راحة وطمأنينة فقد يرمز لإغلاقٍ صحيٍّ لفصلٍ قديم واستعدادٍ واعٍ لبدايةٍ جديدة، خاصة إذا ساد في الرؤيا شعور السكينة لا الانكسار.
  • إن كان “سلام الوداع” لفظًا صريحًا مع شعورٍ بالفراغ؛ فربما هو تصويرٌ لحديث نفس عن عطالةٍ أو خوفٍ من الانسحاب من التزامات، فيستحسن معالجة أسباب القلق، وترتيب الأولويات، واستبصار ما الذي تخشى مفارقته حقًا.
  • عمليًا: • إن كنت على أبواب قرار (طلاق/شراكة/سفر)، فاستخر ووازن، واطلب مشورة موثوقة. • إن كان بينك وبين قريبٍ أو شريكٍ جفاء، فابذل سبب الصلح، فلعل الرؤيا تبشّر بالمراجعة إن قويت قرائنها الإيجابية كما ذكر أهل التعبير. • للمريض: يغلب في بعض وجوهها التحذير، وقد يأتي فيها بشارةُ شفاءٍ إذا انضمت قرائن رجاءٍ وطمأنينةٍ بالرؤيا نفسها. تنبيه ختامي:
  • إن كانت لديك تفاصيل: من الذي ودّع مَن؟ وأين؟ وماذا شعرت؟ وهل كان سلام وداعٍ بلفظه؟ فبها يُرجَّح وجه الخير ويُحترَز من المكروه. وإلا فالأصل حمل الرمز على أقرب معانيه بحسب حالك، مع تقديم وجه الخير ما أمكن كما قرره أهل التعبير.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 273-274. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 273-274. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 138-139.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).


عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.