تفسير التربص في المنام: دلالاته بين العلم والتحذير

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، لم نجد تفسيراً مباشراً لمصطلح "تربص" في النصوص المقدمة.

تفسير عبد الغني النابلسي

لم يرد ذكر مباشر لمصطلح "التربص" في السياقات المقدمة من كتاب "تعطير الأنام في تفسير الأحلام" لعبد الغني النابلسي. لذلك، لا توجد تفسيرات متاحة لهذا المصطلح في النصوص المتاحة.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: التربص في المنام يُرجى أن يدل لطالب العلم والمجتهد على تحصيلٍ في العلم وبابِ فهمٍ يفتح له، وقد يدل لغيره على انتظار أمرٍ يتأخر حسمه. وإن كان التربص بنية غدر أو مكايدة فهو إنذار بالحذر من فساد نية أو خللٍ في الدِّين أو من متربصين بالرائي، أمّا إن كان التربص تحريًا لفرصةٍ مباحة أو صيدٍ مشروع فهو تثبّتٌ محمودٌ وعقلٌ وتؤدة.

تحليل الرموز والعناصر:

• الرمز الرئيس: التربص. • معناه في لسان العرب: الانتظار والتلبّث، وقد يجيء بمعنى الترقّب للكيد.
  • في الوحي: ورد بمعاني الانتظار المشروع والمهلة، كما في: والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء، أي ينتظرن عدة معلومة من الزمن ، وقوله: للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، أي إمهال وانتظار مضبوط بحدّ شرعي . وورد أيضًا في سياق الخصومة والمكايدة: قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين… فتربصوا إنا معكم متربصون، أي ترقّب الأعداء وتمنّيهم السوء بالمؤمنين وترقب المؤمنين نصرَ الله أو إحدى الحسنيين ، وكقوله: أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قل تربصوا فإني معكم من المتربصين، في تهديد من يتمنّى هلاك النبي صلى الله عليه وسلم. • عند أهل التعبير: نصّ عبد الغني النابلسي أن “التربّص في المنام دليل على العلم لأرباب الاجتهاد، وربما دلّ ذلك على فساد الدين” . فيُحمَل على وجهين بحسب قرائن الحال: إن كان الرائي من أهل الطلب والاجتهاد فهو بشارة فتحٍ وفهمٍ، وإن كان في الرؤيا تلوّنٌ بالمكر والكيد أو تركُ واجبٍ وتأخيرُ حقٍ بغير مسوّغ دلّ على خللٍ وفساد.

الترجيح وربط الدلالات بحال الرائي:

• إن كان الرائي طالبَ علمٍ أو مقدمًا على بحثٍ أو قرارٍ يحتاج التثبت، فالتربص يدلّ على صبرٍ وعقلٍ ومنهجية، وأن الفتح يأتي مع طول النَّفَس وصدق القصد، وهو موافق لسنن الطلب ومعنى “التربص” المشروع في الوحي كعدّة الانتظار المنضبطة.
• إن كان التربص في المنام مقرونًا بهرْبٍ أو كمينٍ أو نية إيذاء، فتميله النصوص إلى معنى المكايدة والخصومة، فيكون إنذارًا من متربصين، أو من فساد نيةٍ عند الرائي أو تقصيرٍ في دينه كما ألمح النابلسي.
• من جهةٍ نفسية وحياتية: قد يعكس التربص حالة ترقّب وتردد وتأجيل للحسم، أو حاجةً لمزيد من المعلومات قبل اتخاذ قرار. فإن كان الرائي مهمومًا بقرار، فالرؤيا تدعو إلى التثبت وعدم الاستعجال، مع تحديد مهلة واضحة حتى لا ينقلب الانتظار إلى تعطيل.

نصيحة عمل:

• إن كنت في طلب علمٍ أو تُعدّ لأمرٍ يحتاج روية، فامضِ على منهجك واستكثر من الدعاء، واستعن بالتخطيط والمدارسة.
• وإن خالط الرؤيا معنى كيد أو تربصٍ بأحد، فاستعذ بالله، وأصلح النيّة، وتحرّز في علاقاتك ولا تُنشئ عداوةً اعتمادًا على المنام؛ فالتعبير ظنّ، والصواب من الله.
• تفاصيل إضافية كالزمان، والمشهد، والمشاعر المصاحبة تقوّي المعنى وتحدد الجهة المنسوبة للرؤيا. إن رغبتَ فاذكرها في رؤياك التالية ليُستكمل التأويل.

عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.