تفسير الأذان في المنام لابن سيرين والنابلسي بالتفصيل
تعرف على دلالات الأذان في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: بشارة بالحج والرفعة أو إنذار عند التحريف واللهو، وتفسير المواضع كالمئذنة والبئر والسوق والبيت.
تفسير محمد بن سيرين
«وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤيا الأذان تحمل دلالات متعددة. فمن رأى نفسه يؤذن مرة أو مرتين وأقام وصلى فريضة، رزق حجا وعمرة . وإذا رأى كأنه يؤذن على منارة، كان داعيًا إلى الحق ويرجى له الحج . ومن رأى كأنه يؤذن في بئر، دل ذلك على حث الناس على سفر بعيد .»
«ويشير ابن سيرين إلى أن من رأى كأنه مؤذن ولم يكن كذلك في اليقظة، فإن كان لموقع الولاية أهل، نال ولاية بقدر ما بلغ صوته، وإن لم يكن لها أهل، أصاب تجارة رابحة أو حرفة عزيزة .»
«ويلفت الانتباه إلى أن من زاد في الأذان أو نقص منه أو غير ألفاظه، فإنه يظلم الناس بقدر ذلك .»
«أما الأذان في شارع، فيدل إن كان الرائي من أهل الخير على أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وإن كان من أهل الفساد، فإنه يضرب .»
«ويوضح أن الأذان على حائط يعني دعوة رجل إلى الصلح .»
«ويذهب إلى أن الأذان فوق بيت ينذر بموت أهله .»
«كما يذكر أن الأذان فوق الكعبة يظهر بدعة، بينما الأذان في جوف الكعبة لا يُحمد .»
«ويضيف أن من أذن على سطح جاره، فإنه يخون جاره في أهله .»
«وإذا أذن بين قوم فلم يجيبوه، فإنه يكون بين قوم ظلمة .»
«ويفيد أن من رأى أنه أذن وأقام، فإنه يقيم سنة ويميت بدعة .»
«ومما يورده ابن سيرين أن رؤية صبي يؤذن هي براءة لوالديه من كذب وبهتان، مستشهدًا بقصة عيسى عليه السلام .»
«وبين أن الأذان في الحمام لا يُحمد لا في الدين ولا في الدنيا، وقيل إنه يدل على القيادة .»
«وعن الأذان في البيوت، فإن الأذان في بيت حار يدل على إصابة حمى نافضة، وإن أذن في بيت بارد، أصابته حمى حارة .»
«وأما الأذان على باب سلطان، فإنه يعني قول الحق .»
«وقد حُكي عن ابن سيرين أنه قال إن الأذان يدل على مفارقة الشريك .»
«ويشير إلى أنه إن رأى كأنه يؤذن في قافلة، فإنه يسرق .»
«وورد في تفسيره أن الأذان في البرية أو المعسكر يكون دليلًا على كونه جاسوسًا للصوص .»
«ويشير التفسير إلى أن من رأى كأنه يؤذن على سبيل اللهو واللعب، فقد سلب عقله .»
«ومن سمع أذانًا في السوق، فإنه موت رجل من أهل تلك السوق .»
«ومن سمع أذانًا يكرهه، فإن ذلك نداء عليه في مكروه .»
«ويوضح أن الأذان في مزبلة يعني دعوة أحمق إلى الصلح دون قبول .»
«وإن أذن في بيت، فإنه يدعو امرأة إلى الصلح .»
«وأما الأذان متعجرفًا، فيدل على أن الرائي يغشى امرأة .»
«وفي سياق استفسارات محددة، حُكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أؤذن. فقال له: تحج . بينما لرجل آخر قال: رأيت كأني أؤذن، فقال له: تقطع يداك . وعندما سُئل عن الفرق، أوضح ابن سيرين أنه رأى للرجل الأول سيماء حسنة، ففسرها بقوله تعالى: ﴾وأذن في الناس بالحج﴿، ورأى للثاني سيماء غير صالحة، ففسرها بقوله تعالى: ﴾ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون﴿. »
«وفي سياق آخر، إذا رأى مهندس أنه ارتقى منارة عظيمة من خشب وأذّن، فإن ذلك يدل على إصابته لولاية وقوة ورفعة .»
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن الأذان في المنام يحمل دلالات متعددة تتنوع بين الإيجابي والسلبي حسب سياق الرؤيا.
ويبيّن النابلسي أن الأذان قد يدل على الحج في أشهره ، وعلى علو الدرجة والمنصب والرفعة ، والكلمة المسموعة ، والزوجة للأعزب ، والأخبار الصحيحة . كما يذهب إلى أنه قد يشير إلى الدعاء والبر والطاعات وفعل الخير ، وعلى الأمن والنجاة من كيد الشيطان . أما المؤذن في المنام، فيعني الداعي إلى الخير، أو السمسار، أو من يعقد الأنكحة، أو رسول الملك وحاجبه، أو المنادي في الجيش أو الحبس . كما يفيد النابلسي أن الأذان التام في أشهر الحج قد يدل على الحج ، وأن الأذان الصحيح دليل على البر والطاعات وفعل الخير .
ويفصّل المؤلف في الحالات التي قد تحمل معاني سلبية؛ فإذا كان الأذان إلى غير القبلة، أو بغير العربية، أو مع وجه أسود، فربما أخبر بالكذب والنميمة، وقد يدل ذلك على البدع والخوارج في ذلك البلد . وإذا كان الأذان فيه تبديل أو لعب أو في سياق لهو بذكر الله، أو كان صاحبه مكشوف العورة، دل على استهتار رديء ونكد . ويذهب إلى أن من نقص أو زاد أو غيّر ألفاظ الأذان، فإنه يظلم الناس بقدر زيادته ونقصانه . ويذكر أن من أذن ولا يحفظ التكبير والتهليل، فإنه يُشمت بعدوه . ويضيف أن من أذن في سبيل اللهو واللعب، سلب عقله . كما يبين النابلسي أن الأذان قد يدل على النميمة ، والإعلام بما يثير الحركة والانتقال، وربما التجهيز للحرب ، وأنه قد يدل على السرقة .
ويلفت ابن النابلسي الانتباه إلى مواضع وأفعال محددة؛ فمن أذن من مكان مرتفع مثل المنارة، فإن تحقق فيه أهلية الولاية نال ولاية بقدر ما بلغ صوته، وإن لم يكن كذلك، كثر أعداؤه ونال رياسة . وإن كان تاجرًا، ربح في تجارته . ويرى أن من أذن على تل، نال ولاية من رجل أعجمي، أو أصاب تجارة رابحة أو حرفة عزيزة . أما الأذان على جدار فيعني دعوة رجال إلى الصلح . وعلى سطح بيت، قد يدل على موت أهل البيت . وعلى سطح جار، فإنه يخونه في امرأته . والأذان فوق سطح الكعبة يشير إلى بدعة أو سب للصحابة .
ومن ثم، من أذن في بئر، ففي بلاد الكفر يدعو الناس للدين، وفي بلاد المسلمين يكون جاسوسًا أو صاحب بدعة . ومن أذن في سوقه، كان جاسوسًا للصوص . ومن أذن في قافلة، اتهم في سرقة . والأذان أيضًا يدل على مفارقة الشريك . كما يبين أن الأذان في مكان خراب يدل على عمارته وكثرة الناس فيه ، وأن من أذن في حمام، أصيب بحمى . ويشير إلى أن الأذان في الأزقة والأسواق يدل على حياة طيبة . ومن أذن على باب السلطان، شهد شهادة حق .
ويذكر أن سماع الأذان في السوق يدل على موت رجل من أهل السوق ، وأن الأذان في مزبلة دعوة أحمق للصلح لا تُقبل . أما من أذن على قوم مجتمعين، فهو يدعوهم إلى حق وهم ظالمون . وإذا أذن ولم يجبه أحد، فهو من قوم ظلمة . ومن رأى أنه يؤذن في السماء وأجابه الناس، فهو رجل يدعو الناس إلى خير فيجيبونه، وربما حج من استجاب . ومن أذن مرة أو مرتين ثم أقام وصلى فريضة، رزق حجًا وعمرة . فإذا استمع الناس إليه وأصغوا، فهو أمر محمود .
ومن رأى أنه يؤذن مضطجعًا، فإن امرأته تستغيب الناس وتؤذيهم بلسانها، وإن كان عازبًا تزوج . ويوضح النابلسي أن رفع الصوت بذكر الله تعالى، خصوصًا إذا كان بصوت مليح وأنصت له الناس، يدل على التقرب من الأكابر .
وفيما يخص القائمين بالأذان، يوضح النابلسي أن رؤية المرأة تؤذن في مئذنة الجامع تدل على ظهور بدعة عظيمة في البلد . وإن أذن الصبيان الصغار، استولى الجهال أو الخوارج على الملك، خاصة إن كان الأذان في غير وقته . ومن رأى صبيًا يؤذن، فهي براءة لوالديه من كذب وبهتان . ويذكر المؤلف أن المؤذن المجهول بمنزلة السلطان على رعيته . كما يفيد أن من رأى أنه يؤذن وكان من أهل الديانة، فإنه يأمر بالمعروف، وإن كان فاسقًا، ضُرب .
وأخيرًا، ورد أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذن في موضع، كثر خصبه وعمارته ورجاله .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل أعتذر، كلمة “الأذان” وحدها لا تكفي للجزم بتعبير محدد. على العموم: الأذان في المنام يُحمل على الدعوة إلى طاعة وبشارةٍ بالحج إذا وافق أشهره، وقد يدل على رفعةٍ وصوتٍ مسموع وتأثير بين الناس، ويُحمل أحيانًا على التحذير إذا وقع في سياق لهوٍ أو بتحريفٍ لألفاظه. يتفاوت المعنى بحسب من الذي أذّن، وموضع الأذان، وهيئته، واستجابة الناس له.
تحليل الرموز والعناصر ومعانيها المحتملة
- أصل الرمز: في القرآن اقترن الأذان بالحج: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، وهو أصل حمل الأذان على البشارة بالحج أو التيسير لطاعةٍ جامعة . وجاء أيضًا في قصة يوسف: ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون، وهو أصل حمله على الإنذار أو الاتهام بحسب السياق.
- عند المعبّرين من أهل التراث:
- ابن سيرين: من رأى أنه أذّن مرة أو مرتين ثم أقام وصلّى فريضة رُزق حجًا وعمرة. والأذان على منارة دعوة للحق ورجاء حج، وفي البئر حثٌّ على سفر بعيد. وزيادة الأذان أو نقصانه ظلمٌ بقدر الزيادة والنقصان. وعلى حائط: دعوة للصلح. وفوق بيت: يُخشى على أهل البيت. وفوق الكعبة: بدعة. وإن أذّن ولم يُجبْ كان بين قومٍ ظَلَمة. وسماع الأذان في السوق موتُ رجلٍ من أهلها. والأذان لهوًا ولعبًا: سلبُ عقل. وهذه الفروع تؤكد أن المكان والهيئة يُبدّلان المعنى.
- النابلسي: الأذان يدل على الحج في أشهره، وعلى رفعةٍ وكلمة مسموعة، وقد يدل على النميمة أو الاستعداد لأمرٍ يُحرّك الناس. ورفع الصوت بذكر الله محمود إذا أُحسن وأصغى الناس، ويكون تقرّبًا من أهل الفضل. أمّا اللعب بالألفاظ أو الأذان بغير العربية أو إلى غير القبلة فدالٌّ على استهتارٍ ونكد أو بدعة. ويُحمل موضع الأذان على معانٍ مخصوصة: على باب السلطان شهادةُ حق، وفي الحمّام حُمّى، وفي مكانٍ متهدّم عمارته، وفي القافلة تُهمة سرقة، وعلى سطح بيتٍ يُخشى على أهله، وعلى مزبلة دعوةُ أحمق لا تُقبل.
- شواهد السُّنّة والسيرة: قصة رؤيا الأذان لعبد الله بن زيد ثم إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، وهي دليل على أن الأذان قد يأتي في المنام حقًّا وبشارةً وتشريعًا، وتقوّي حمله على الخير إذا وقع في موضعه وبهيئته اللائقة.
- قواعد التفريق بين الرؤيا الصالحة وغيرها: يعتمد العابر على وضوح المعنى وثباته وموافقته للأصول، وأن لا يُبنى على المنام حكمٌ شرعي. الرؤيا الصالحة بشارة أو إنذار، والأضغاث حديثُ نفسٍ وتشويش، وهذا ميزانه عند أهل التعبير. الربط النفسي والحياتي
- الأذان “نداء”؛ في لغة النفس قد يعكس يقظة ضمير، أو رغبة في تنظيم العبادة والوقت، أو حاجة لإسماع صوتك وإثبات حضورك الاجتماعي. سماع أذانٍ واضحٍ مطمئن قد يرمز إلى اقتراب فرصة طاعة أو سفرٍ مبارك. أمّا أذانٌ محرّف أو في موضعٍ غير ملائم فيحمل رسالة تصحيح لمسارٍ ديني أو سلوكي، أو قلقًا من حكم الناس وصورتك أمامهم، وهو ما يوافق عند أهل التعبير التفريق بين حال الرائي والسياق الذي وقع فيه الأذان. حتى أعبر لك بدقة أرجو تزويدي بالتفاصيل التالية:
- هل كنت تسمع الأذان أم تؤذّن بنفسك؟ وهل اكتمل الأذان أم اختلّت ألفاظه؟
- المكان: مسجد، بيتك، سوق، حمّام، سطح بيت، منارة، بئر، طريق، أمام سلطان؟
- وقت الرؤيا وحالك: هل هي في أشهر الحج؟ ما حالك الديني والنفسي مؤخرًا؟
- هل استجاب لك الناس أو أصغوا؟ أم لم يُجبْك أحد؟
- هل تكررت الرؤيا؟ وهل كان الصوت حسنًا أم منكَرًا؟
نصيحة عامة
- إن رأيت الأذان في هيئة حسنة ومكان لائق، فاغتنم الرسالة بالإقبال على الصلاة وضبط الوقت، واستكثر من الدعاء، وإن كنت قادرًا على الحج فاستخر الله. وإن وقع الأذان في سياق لهوٍ أو تحريفٍ فاجعلها فرصةً لتصحيح اللسان والعمل، والابتعاد عن مواطن الريبة، فالمعنى يتبدّل بالهيئة والموضع عند أهل التفسير كما مرّ بيانه.
المراجع
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 39. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 39-40. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 44. ISBN: 9789953724072.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1254-1255.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 33-34.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1254-1255.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 34-36.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 33-35.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1148-1149.
عن المصادر
الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.