التسبيح في المنام: دلالاته عند ابن سيرين والنابلسي ومعانيه

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية الصلاة في جماعة مستوية الصفوف تدل على كثرة التسبيح والتهليل، استدلالاً بقوله تعالى: ﴾وإنا لنحن الصافون﴿ ﴾وإنا لنحن المسبحون﴿ .

ويشير ابن سيرين إلى أن من قال "سبحان الله" في المنام، زالت عنه همومه من حيث لا يحتسب . كما يوضح أن نسيان التسبيح في الرؤيا يدل على وقوع الرائي في حبس أو غم، لقوله تعالى: ﴾فلول أنه كان من المسبحين﴿.

ومن معاني التسبيح بشكل عام، يذهب النابلسي إلى أن من رأى نفسه يسبح، فهو في غم وحزن، وسيجعله الله عز وجل مفرجًا عليه . وهذا المعنى مستفاد من قوله تعالى في قصة نبيه: ﴾فنادى في الظلمات أن ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴿ .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية التسبيح في المنام تحمل دلالات متعددة.

يوضح المؤلف أنه من رأى في المنام أنه يسبح الله تعالى، دل ذلك على أنه رجل مؤمن، ومن لم يسبح الله تعالى فهو كافر .

ويفيد النابلسي أن من قال "سبحان الله" في المنام وكان مغموماً، أو محبوساً، أو مريضاً، أو خائفاً، فإن الله يفرج عنه من حيث لا يحتسب .

وينبه إلى أنه إذا نسي الشخص التسبيح في المنام، فإنه قد يتعرض للحبس أو يناله غم وهم .

ويضيف النابلسي أن رؤية المرء لنفسه يسبح الله تعالى تعني زوال الهم وانكشافه .

ويرى عبد الغني النابلسي أن من صلى فريضة في المنام ثم سبح أو هلل أو كبر، كان ذلك دليلاً على قضاء الدين، وبراءة الذمة، والوفاء بالنذر والعهد، والقيام بالشرط .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية التسبيح في المنام – من غير تفاصيل أخرى – تُبشِّر غالبًا بالإيمان وحسن الحال، وزوال همٍ أو تفريج كرب، وتيسيرٍ في الأمور، ويقوى معناها إذا كان الرائي مهمومًا أو مريضًا أو خائفًا، إذ يكون التسبيح علامة للفرج القريب بإذن الله. وإن وقع التسبيح عقب صلاةٍ مفروضة في المنام فهو أمارة على قضاء دينٍ ووفاء نذرٍ وبراءة ذمة. أمّا نسيان التسبيح في المنام فقد يدل عند أهل التعبير على غمٍ أو حبسٍ عافانا الله.

تحليل الرموز والدلالات:

• الرمز الرئيس: التسبيح (قول “سبحان الله” ونحوه).
  • عند أهل التعبير: نصّ عبد الغني النابلسي أن من رأى أنه يسبّح الله تعالى فهو رجل مؤمن، وأن من قال “سبحان الله” وهو مغموماً أو مريضاً أو سجيناً أو خائفاً فالله يفرج عنه من حيث لا يحتسب. كما نصّ أن من نسي التسبيح في المنام فإنه يُسجَن أو يناله غم، وأن من صلى فريضة ثم سبّح أو هلّل أو كبّر كان ذلك دليلاً على قضاء الدين وبراءة الذمة والوفاء بالعهد والنذر والقيام بالشرط.
  • إشارات مؤيدة: ذكر النابلسي أيضًا أن سماع الرعد قد يدل على التسبيح والتهليل لله تعالى، وهو معنى يعضّد كون التسبيح في المنام علامة ذكرٍ وصلاحٍ وفرج.
  • عند ابن سيرين: ربط ابن سيرين بين استواء الصفوف في الصلاة والإكثار من التسبيح والتهليل، فيفيد هذا بأن هيئة العبادة المنتظمة في المنام تقترن بكثرة التسبيح، وهو شاهد عام على كون التسبيح من أمارات الخير والذكر المستقيم. الاستناد إلى النصوص:
• أصل الدلالة من الوحي: قصة يونس عليه السلام تشير إلى فضل التسبيح في كشف الكرب: فلولا أنه كان من المسبّحين لَلبِثَ في بطن الحوت، وهو معنى اعتمده أهل التعبير في جعل التسبيح علامة تفريج بعد شدة، وقد انعكس هذا صريحاً في نص النابلسي على تفريج الهم والمرض والسجن والخوف لمن يسبّح في المنام.
• أقوال أهل التعبير: نقل النابلسي المعاني التفصيلية للتسبيح والهيئات الملازمة له في المنام كما سبق، وهي من أشهر مصادر التعبير المعتمدة عند المتأخرين ، ويشهد ابن سيرين على اقتران التسبيح بصورة الصلاة المنتظمة وكثرته مع استواء الصفوف.
• معهود اللسان والعرف: التسبيح في لسان العرب ذكرٌ وتنزيه، وهو في العرف علامة صلاح وطمأنينة؛ لذلك تُرجِّح الدلالة جهة الخير ما أمكن، خاصة إذا قارنها حال همّ أو ضيق كما قرّره أهل التعبير.

التفسير النفسي والحياتي المحتمل:

• التسبيح في المنام قد يعكس نفسًا مائلةً إلى الذكر وطلب الطمأنينة، أو حاجة الرائي إلى التفريغ الروحي تحت ضغطٍ أو همّ، فيأتي الذكر في المنام كآلية نفسية للدعم والتوازن.
• إن كان الرائي فعلاً في ضيقٍ أو التباسات مالية أو ديون، ورأى تسبيحًا عقب صلاة، فقد يكون المنام حاثًّا على ترتيب الأولويات والوفاء بالعهود والسعي لقضاء الديون مع التوسل إلى الله بالدعاء والعمل، وهي دلالة نصّ عليها أهل التعبير بوضوح. تنبيه:
• لقلّة التفاصيل، جاء التأويل على وجهٍ عام. إن وُجدت هيئة محددة للتسبيح (بمسبحة، بعد صلاة، مع قوم، بصوت عالٍ أو سرًّا، أو وقع نسيانه)، أو كان للرائي حالٌ مخصوص (مهموم، مريض، مسجون، مدين)، فالبيان أدقّ، لأن لكل قرينة وزنًا في الترجيح عند أهل التعبير.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 44-45. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 133-135.

عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.