التحية في المنام: دلالات السلام والصلح عند النابلسي

تفسير محمد بن سيرين

لم يتم العثور على تفسير مباشر لكلمة "تحية" في السياق المقدم من كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية السلام على رجل في المنام بسلام تحية، مع عدم وجود عداوة أو خصومة بينهما، تدل على أن الشخص الذي يتلقى التحية سيحصل على فرح وأمن وخير من الشخص الذي يلقي التحية.

وإذا كانت بينهما عداوة، فإن رؤية السلام تدل على انتصار المسلم على خصمه وأمنه من شره.

وإذا كان الشخص الذي يتم تلقي التحية منه شيخاً مجهولاً، فيشير النابلسي إلى أنه سينجو من عذاب الله تعالى. أما إذا كان شيخاً معروفاً، فإن ذلك يدل على حصوله على غروس وفاكهة كثيرة.

وإن كان متلقي التحية شاباً مجهولاً، فإن ذلك يعني أنه سيسلم من عدوه.

وإذا كان الشخص الذي يلقي التحية ينوي خطبة فتاة، ورُد عليه بالقبول، فإن رؤيته في المنام تدل على زواجه بمن يخطبها. وإن لم يُرد عليه، فلن يتم الزواج.

أما إذا كانت بينهما تجارة، ورُد عليه بالقبول، فإن التجارة ستتم بنجاح. وإن لم يرد عليه، فلن تتم.

وإن سلم العدو على الرائي ومعه هدية، فإن النابلسي يوضح أن هذا يعني أن العدو يطلب الصلح ويسدد دينه أو يُغرم.

وإذا رأى الشخص أنه تلقى تحية مجهولة وقبلها، فإنه سينجو ويُؤجر على رد السلام. أما إذا لم يقبلها أو يردها، فقد أثم ولم يؤجر.

ومن قوله، فإن رؤية الشخص نفسه يلقي السلام على رجل قد تنال منه غماً.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التعبير المختصر: التحية في المنام – وعلى رأسها السلام – غالبًا بشارة بأمنٍ ومودّة وصلاح حال إن قُبلت ورُدّت، وتدل على صلحٍ وتمام أمرٍ إن كان بين الطرفين تعامل أو خصومة. أمّا إن لم تُرَدّ التحية فتعذّرُ حاجةٍ وتأخرُ أمر. وتختلف الدلالات بحسب حال المُسلِّم والمسلَّم عليه: فسلامُ العدو مع هديةٍ علامةُ طلبِ صلحٍ وأداءِ حق، وسلامُ الملائكة بشارةُ خيرٍ وحسنِ عاقبة بإذن الله. تحليل الرموز والعناصر:

• رمز “التحية/السلام”: عند أهل التعبير يدل السلام على الانقياد والمودّة، وقضاء الحاجة إذا رُدّ، وتعذّرها إن لم يُرَدّ. كما أن ابتداء الناس بالكلام قبل السلام في المنام يُعدّ تنبيهًا على مخالفة السنّة والميل إلى البدعة. هذه القواعد نصّ عليها النابلسي في باب “السلام”؛ إذ قال: يدل السلام على الانقياد، وربما دلّ على الحاجة؛ فإن رُدّ عليه ربح فيما يرومه وإلاّ كسدت بضاعته وتعذّرت حاجته، وإن ابتدأ قوماً بكلام قبل السلام دلّ على مخالفة السنّة. كما قال: إن سُلّم عليه ولم يُرَدّ أو رُدّ بالإشارة دلّ على الاستسلام وتعذّر الحاجة.
• ردّ السلام أو عدمه: قبول التحية وردّها علامة سلامةٍ وأجر، وعدم الردّ إثمٌ وحرمانُ أجر، وهو في التأويل تعذّر مقصودٍ أو تعطّل مسعى. جاء: من حُيّي بتحيةٍ مجهولة فقبلها فإنه يسلم ويؤجر على ردّها، وإن لم يقبلها أثم ولم يؤجر، وتعذّرت حاجته.
• حال العلاقة بين الطرفين:
  • مع وجود تجارة أو تعامل: إذا كان بينهما تجارةٌ وردّ عليه السلام التئمت، وإن لم يُرَدّ لم تتمّ.
  • مع وجود خصومة: إن سلّم العدو ومعه هدية دلّ على طلبه الصلح وأداء دينه أو تغرّمه، وزوال العداوة بالمصافحة والمعانقة.
• نوع المُسلِّم أو المُسلَّم عليه:
  • سلامُ الملائكة للرائي: آتاه الله بخيرٍ وبشارةٍ وحسن عاقبة.
  • سلامُ الرائي على رجل: ورد أن مَن رأى أنه سلم على رجل نال غمًّا، وهو استثناء يُنظر فيه للسياق وبقية القرائن، ويُقدَّم وجه الخير ما أمكن مع اعتبار حال الرائي.
• المصافحة والمعانقة: المصافحة لمن اعتادها خير وكلام حسن، ومع العدو زوال عداوة وصُلح. الربط بالموروث والثقافة:
• السلام تحية الإسلام وأصله في السنة، ولذلك عُدَّ تقديم الكلام على السلام في المنام إشارةً تربوية لسلوكٍ غير محمود. هذا المعنى أورده النابلسي صريحًا في باب السلام كما سبق.
• قاعدة أهل التعبير: يُقدَّم وجه الخير ويُعتبر الغالب من الرمز لا النادر، وتُرجَّح القرائن المتظاهرة؛ لذلك يكون قبول التحية وردّها أمارة خيرٍ وأمنٍ واجتماع كلمة، بخلاف رفضها الذي يُفهم منه تعطيل أمرٍ أو توتّر علاقة.

تفسير نفسي وحياتي ممكن:

• التحية في المنام قد تعكس حاجة الرائي للقبول الاجتماعي أو رغبته في إصلاح علاقة. ردّ السلام يرمز غالبًا إلى تجاوب الواقع معه وتيسير أموره، بينما عدم الردّ قد يجسّد شعورًا برفضٍ أو قطيعةٍ أو تأخّر إنجاز.
• إن كانت بينك وبين شخصٍ خصومة ثم رأيت السلام بينكما – خاصةً مع مُبادرةٍ بهدية – فالحلم يميل إلى ترميز نضجٍ ورغبةٍ داخلية بالتصالح وسداد الحقوق، وهي خطوة عملية حسنة إن ساندتها قرائن الواقع. نصيحتي:
• حتى يكون التعبير أدقّ: من الذي سلّم؟ هل رُدّ السلام لفظًا أم إشارة؟ هل بينكما خصومة أو تجارة؟ وهل صاحب السلام مصافحةٌ أو هدية؟ هذه التفاصيل تغيّر الحكم.
• إن سرّك المنام فاحمد الله واستبشر، وإن كان فيه ما يكدّر فاستعذ بالله، وابدأ واقعك بسلامٍ وإصلاح ذات البين، فالمعاني الأقرب هنا تبشّر بالأمن والصلح وتمام الأمور عند تحقق شروطها كما بيّنه النابلسي في مواضع السلام وردّه والمصافحة والمعانقة.

عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.